الجاسوس البريطاني بين ضعف المسلمين وحقد العجم

 قدّمت الجائزة لابن الزميل الأستاذ عبد القادر ساعو، نيابة عن جمعية العلماء المسلمين، لإبنه الذي تحصل على 18.78 في امتحانات شهادة التعليم المتوسط، والذي لم يحضر حفل توزيع الجوائز، المقام بثانوية بوعيسي لسبب يتعلق بعدم معرفة عنوان بيته. فكانت فرصة لاسترجاع ذكريات التسعينات من القرن الماضي، والتطرق لقضايا جديدة متجددة. وحين هممت بالخروج من البيت، فتح حاسوبه الصغير وأظهر لي الكتاب، وطلب مني أن أقرأه وأعلّق عليه. وراح بعدها يحدثني عن كتاب أهداه لي في التسعينات، وعرضته حينها في أسبوعية الصح- آفة، وقد أعجب بالعرض والتقديم.

مقدمة القارئ للجاسوس.. عنوان الكتاب هو "مذكرات مستر همفر، الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية"، نقله إلى العربية الأستاذ ج.خ، دون طبعة، دون دار النشر، من 85 صفحة. http://download-laws-legal-pdf-ebooks.com/5926-free-book

حاول القارئ قدر الإمكان أن يستفيد من الكتاب، من خلال مابسطه الجاسوس البريطاني، والتحذير من المكائد التي سطّرها وخطّط لها. ومن ناحية ثانية تجنب عمدا التطرق للأشخاص والأسماء. ومايهم القارئ المتتبع، هو الوقوف على السّبل التي اتّبعها الجاسوس البريطاني لتمزيق المسلمين، لذلك كان التطرق للفكرة التي تتعدى الأشخاص. ويبقى بعدها للمؤرخين والمحققين الفصل والحسم في محتوى الكتاب. وقد وعد القارئ الأستاذAbde Naceur ، أن يبدأ المقدمة بهذه الأسطر قصد التنبيه والتوضيح. إن القراءة العميقة للكتاب، تجعل القارئ يقف على معطيات مثيرة عجيبة، ويعود عبر الكتاب إلى أفكار قديمة متجددة، ويقف مطولا حول شخصية الجاسوس البريطاني، التي تعتبر محور الكتاب.

الجاسوس البريطاني همفر، حاقد مبغض لكل مايزين العرب والمسلمين، تؤلمه قوتهم ويفرحه ضعفهم. يعرف جيدا مكامن القوة للحضارة الإسلامية، فيسعى لتحطيمها والحط منها. ويتقن جيدا كيف يغوص في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فيستخرج منها مايراه ضعفا للمسلمين فينشره بينهم، ويخفي عمدا مايراه قوة للمسلمين وعزة لهم.

أتقن اللغة العربية حتى أنه لم يعد أحدا يعرفه من لسانه، وقرأ القرآن الكريم، ويملك براعة في استحضار آياته التي يريد إستحضارها والتركيز عليها.

إستغلّ ظلم الحكام وحمق العلماء وجمودهم ووسخ الشارع العربي الإسلامي والجهل والفقر والفوضى، لينشر ويؤكد للعرب والمسلمين، أن الإسلام لايصلح للمسلمين، بدليل هذا الوسخ وهذه الفوضى والظلم.

تظاهر بالوضوء والصلاة والسواك ، فكسب قلوب الطيبين المغفلين من المسلمين، وادعى أنه رأى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانبهر به الجميع، وفتحوا له خزانة الأسرار، وباعوا الدين والدنيا بأبخس الأثمان.

يتحدث في صفحة 6 عن شركة الهند الشرقية، فيقول.. ظاهر شركة الهند الشرقية تجاري، لكن الباطن هو تعزيز سبل السيطرة على الهند وسبلها. ويضيف قائلا.. كنا نضع الخطط الطويلة الأمد لأجل سيطرة التفرقة والجهل والفقر.

يقول في صفحة 7-8 .. لم نكن نخشى لا الهند ولا الصين. إنما  كنا نخشى الاسلام والمسلمين..

والجاسوس البريطاني في صفحة 11.. متشبع بالمسيحية، ويسعى لنشرها، ويدعو للثأر من المسلمين، ويفرح جدا لتخلفهم وانحطاطهم، ويرى أن ظروفا ساعدتهم، وهاهي الظروف تعود لبريطانيا من جديد، لتسيطر على المسلمين من جديد، كما عاد المسيح بعد 300 سنة.

ويعلن في صفحة 12.. دخلنا بلاد المسلمين سنة 1710، لتعزيز سبل تمزيق المسلمين. إذن تمزيق المسلمين ليس إبن اليوم.

يرى في صفحة 13، أن.. هناك فرق بيت تعلم اللغة العربية والسيطرة عليها، ليسهل السيطرة على أصحابها.

وفي صفحة 14.. يعدد مناقب الإسلام، ويعجب بها، ويعترف أن المسيحية تفتقر لخصال الإسلام. ثم يتساءل كيف للمسلمين يملكون كل هذه الخصال، ويصيبهم الجهل والاتحطاط في ظل، حكام مغرورين ، وعلماء جهلة بالحياة.

يتحدث عن ميزاته، فيقول في صفحة 15.. قرأت القرآن كله في ظرف سنتين كاملتين من أوله إلى آخره.

وعن مجهوداته، يقول في صفحة 18.. كنت أدفع الرشوة للشيخ، لتعلم القرآن واللغة العربية. وللتدليل على ذلك، يقول.. فإن شيخه عرض عليه أن يزوّجه ابنته، من فرط حبّه له، وإعجابه به. بينما الجاسوس كان يخطط ليعود لبريطانيا ليقدّم تقريرا عن زيارته للأستانة، ويتلقى أوامر وتوجيهات جديدية بشأن مهمة الجوسسة..

يقول في صفحة 25.. إن النزاع الديني موجود في كل الأديان، لكني لاأفهم مبررا لبقاء النزاع السني الشيعي إلى اليوم. ويضيف، حين قلت لرؤسائي.. لو كانوا يفهمون الحياة، لتوحدوا وتركوا النزاع فيما بينهم، نهره حينها رؤساءه قائلين له.. الواجب عليك أن تزيد الشقة لا أن توحد المسلمين. ويزيد توضحيا في صفحة 26..

رؤساءه قالوا له، مهمتك أن تعرف النزاعات بين المسلمين، وتعرف البركان المستعد منها. وإن تمكنت من تفجير النزاع كنت في قمة خدمة بريطانيا.

ويرى في صفحة 31، أن.. جمود المسلمين يعزى لتحريم الاجتهاد وعدم الخروج عن الائمة الاربعة.

يقول في صفحة 38، فيما ينقله عن وزير المستعمرات البريطاني.. إنا استرجعنا اسبانيا من الكفار، (يقصد المسلمين)، بالخمر والبغاء، فلنحاول استرجاع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين.

وعن خبثه ومكره، يقول في صفحة 39، أنه كان.. يتعمد السهر إلى آخر الليل مع أصدقاءه من المسلمين، حتى لايقوموا لصلاة الفجر.وقد نجح في ذلك، وفرح بعدم استيقاظ المسلمين لصلاة الفجر.

يتحدث في صفحة 44.. بإعجاب شديد عن خصال علماء المسلمين، من صفاء روحهم وغزارة علمهم، لكنه يعقب قائلا.. مر عليهم الزمن ولا يفكرون في تجديد أمرهم.

يتحدث العيوب التي أثلجت صدره في صفحة 46، فيقول.. في سفرة إلى العراق وجدت مايثلج الصدر، وهي ..

حاكم تركي مستبد، علماء دين في سبات عميق، جهل، وأمية، وقذارة ووساخة وخرائب، وفقر، واقتصاد منهار، وغياب أمن، وفوضى، وغياب زراعة في حضرة دجلة والفرات.

عن شخصه وجهده، يقول في صفحة 48.. لم يرى إبنه المولود منذ 3 سنوات. ومن قبل مارس مايراه حراما ولا يليق بالرجال خدمة لمسيحيته، ووطنه، وتمزيقه لصف المسلمين، وهو في العشرين و23 من عمره.

ويلمس القاري ذلك في صفحة 53، فبعد غياب الجاسوس البريطاني عن بلاده  مدة 3 سنوات، يمنح إجازة 10 أيام فقط ليعود مسرعا لإكمال وظيفة الجوسسة، وهو شاب في 23 من عمره، ويرضى ويفرح، لأن كل يهون في سبيل تقسيم وتفتيت المسلمين.

يتحدث في صفحة 55 عن بلاد العرب، فيقول.. أليست النظافة من الإيمان، لماذا  الشوارع والأزقة قذرة؟.

عن ماقاله له رؤساءه حين زارهم في بريطانيا، يقول في صفحة 57.. إنا نعرف كيف تفكير سلاطين وعلماء المسلمين سنة وشيعة ونضع الحلول المناسبة لمعاكستهم، وإذا عرفت وجه استدلال المسلم على مذهبه ودينه تمكنت أن تضع الأجوبة الجاهزة لرده فتكون تلك الإجابة كافية لخلخلة عقيدة المسلمين.

تحدث في صفحات 59-63 عن نقاط ضعف المسلمين وقوتهم، فعدّدها.. 13 نقطة ضعف للمسلمين.. 16 نقطة قوة إستمدها من القرآن والسنة، وحثّهم رؤساءه على تعميق نقاط الضعف، وإخماد نقاط القوة.

ومن نقاط أثرت ف القارئ ، الوساخة والقذارة في الشوارع والأسواق والأجسام وكل مكان.

ويمكن للقارئ أن يقف على ماقام به الجاسوس في صفحة في83، حيث.. رضي أن يكون عبدا مدة عامين في سبيل أداء وظيفته المتمثلة في تشتيت المسلمين وتمزيقهم.

تطرق في صفحتي 79-80 ..إلى13 نقطة لهدم المسلمين وتمزيقهم وتشتيتهم وتخلفهم، جاء في نقطة 9.. منع اللغة العربية، وإحياء اللغات الأصلية الدائرة في البلدان العربية. وتوسيع اللغات غير العربية. وتوسيع اللهجات المتفرعة عن العربية. والتي توجب قطع العرب عن اللغة الفصحى التي هي لغة القرآن والسنة.

الجاسوس لم يكن وحده، بل كان برفقة 10 جواسيس، ويقول كان هناك بعض النساء المسيحيات اللآئي كن مجندات لإفساد الشباب المسلم.

وسوم: العدد 627