إرسيكا تصدر كتاب القدس في 200 صورة تاريخية وحديثة

مقارنة وشهادة تاريخية للمدينة بين الاحتلال وقبله

جدة ـ 6 يناير 2016

صدر عن مركز التاريخ والثقافة والفنون الإسلامي، إرسيكا، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، كتاب (القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر)، في نسخة فريدة تضم في الأولى مائتي صورة، والثانية والتي تعد الأكبر في نسخ محدودة، 500 صورة لمدينة القدس الشريف في حقبتين مختلفتين، ترجع الأولى إلى القرن الثامن عشر، والثانية لصور مطابقة للمكان، التقطت في السنوات الأخيرة، وذلك لتبيان الفارق الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، والتغييرات الجذرية التي طالت الأماكن المقدسة، ونمط العيش، والوجود الديموغرافي العربي والإسلامي في القدس المحتلة.

وبحسب الدكتور خالد إرن، مدير مركز إرسيكا، فإن المركز عمل على تجميع صور من أرشيف السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، في قصر يلدز، مقر المركز في إسطنبول، والتي تصل إلى 38 ألف صورة، فيما التقط المصور خالد زغاري الصور المناظرة في الفترة الحديثة. 

وأضاف إرن بأن المركز ومن خلال تجميع هذه الصور في متن كتاب واحد، يهدف إلى تمكين المطلع من المقارنة بين صور القدس التاريخية وصور العهد الحاضر حيث يتعرض المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف إلى اعتداءات من قبل قوة الاحتلال الإسرائيلية، مشيرا إلى أهمية أن يكون الكتاب وثيقة، وشاهدا تاريخيا على البعد الذي بلغته تلك الاعتداءات على التراث الثقافي الإسلامي.

وأوضح إرن بأن الكتاب، يرمي في أهدافه كذلك إلى تعريف الأجيال الجديدة من الشباب بما تتعرض له القدس من تخريب، فضلا عن حصر أعمال الهدم التي وقعت في وثيقة تاريخية جامعة. وشدد على أن هذا العمل لا يعد موجها للمؤرخين فحسب، بل إلى المعماريين ومؤرخي الفنون المعنيين بالقدس الشريف أيضا.

وأكد إرن بأن الكتاب يحاول في الوقت ذاته تسليط الضوء على فترة التعايش التي شهدتها القدس بين أتباع الديانات السماوية الثلاث خلال حقبة الحكم العثماني، في مقارنة مع القيود التي تفرضها إسرائيل على المسلمين والمسيحيين على حد سواء في القدس الشريف.

واستعرض الكتاب في أبرز صوره، لقطة تاريخية لأحد أبناء عائلة نسيبة وأخرى معاصرة لأحد أحفاده وهما يفتحان باب كنيسة القيامة في القدس المحتلة، بعد أن سلمت الطوائف المسيحية مفتاح الكنيسة لعائلتين مسلمتين: (نسيبة وجودة) لتولي مهمة فتح بابها وإغلاقه، كحل توافقي انتهى بائتمان المسلمين على مفتاح أقدس المقدسات المسيحية، وفي مشهد تعايشي ينفي الكثير من الشبهات عن المسلمين ورفضهم للآخر.

الجدير بالذكر، أن المركز وبالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، عمل مؤخرا على عرض 50 صورة من تلك التي تم عرضها في كتاب القدس، في معرض يحمل المضمون نفسه، أقيم في 16 ديسمبر الماضي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وافتتحه مسؤولون إندونيسيون، بالإضافة إلى السفير سمير بكر، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في المنظمة، ممثلا لأمينها العام إياد أمين مدني، والسفير رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، والسفير فريز مهداوي، سفير فلسطين لدى جاكرتا، والدكتور إرن، وأعضاء من السلك الدبلوماسي في العاصمة الإندونيسية، ولفيف من الجمهور الإندونيسي.

كلام الصور:

ـ أبناء عائلة نسيبة المسلمون يواصلون فتح وإغلاق باب كنيسة القيامة في مشهد تعايشي بين المسلمين والمسيحيين في القدس الشريف.

ـ دكاكين باب العمود، قبل وبعد تصمد في وجه والاحتلال.

وسوم: العدد 650