الروافض.. بين السلف والخلف

عندما طبع الأستاذ (مختار أحمد الندوي) كتاب (الرد على الرافضة) ونشره وهو صاحب (الدار السلفية) في بومباي – الهند قال في كلمة الناشر:

"ونحمد الله على أنه وفقنا لطبع هذا الكتاب في زمن المسلمون إليه أحوج من ذي قبل، فإن فتن الروافض قد عمت بالبلاء، وظهرت في زماننا هذا بجميع قواتها ووسائلها، أعاذنا الله من شرها" (1).

لقد ظهر ليهود المدينة أن النبي الذي كانوا ينتظرونه، وأن زمانه قد حلّ، وهو منهم، وسوف يكونون أتباعه، ويسودون بسيادته، لم يكن منهم، وأنه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم القرشي الهاشمي العربي، فخاب فألهم، وخنست آمالهم، لكن طبيعتهم المعاندة الجدلة وأنانياتهم الصغيرة التي توافق مصالحهم الدنيوية المادية، دفعتهم إلى معاداة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، لكنهم بسبب امتداد الدعوة وقوتها، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، لجأوا إلى طريقتهم الماضية ومناهج دسهم ومكرهم، التي ظلت تلازمهم إلى يوم الناس هذا، فتظاهروا بالكمون، وانتظار الفرص، والعمل من داخل الصف على النفوس الجاهلة أو الطامحة والضعيفة وكان أناس من الفرس، ممن أعماهم الضلال عن رؤية النور الذي أوحى به الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أثار حقدهم، وزاد في بعدهم ما حصل لدولة فارس المجوسية الظالمة الفاسدة من دكِّ بنيانها، وإخماد نارها، لكنهم لم يستطيعوا الوقوف أمام النور القادم، فاضطروا للكمون، متسترين بقشرة من الإسلام في الظاهر، عاملين في الباطن والسر على تحطيم البناء الإسلامي العربي من داخله، وذلك ببث الفرقة سياسياً وعقائدياً ومذهبياً عن طريق تعميم الفرق الباطنية التي منها الروافض، وعلى رأسهم الإمامية، التي التزمت بأحقية علي (رضي الله عنه) وذريته من آل الحسين بن علي (رضي الله عنه) في خلافة المسلمين، وأن ذلك أمر إلهي وليس بشرياً، ومع الزمن تحول التشيع لعلي (رضي الله عنه) والأئمة من ذريته أحزاباً وفرقاً؛ منهم الغلاة جداً، ومنهم الغلاة بحدود الذين استمرت منهم فرقة الإمامية (الشيعة الحاليون) في رفض خلافة الراشدين الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان)، وفي الاعتداء على سيرة الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يهمنا في هذا البحث هو إبراز أقوال أئمة الأمة من السلف الصالح الذين يقيمونهم، ويضعونهم في مكانهم الذي يستحقونه في تاريخ الأمة، من ناحية العقيدة والفقه والسلوك والسياسة، وكذلك أقوال العلماء المعاصرين خلال هذا القرن ومن قبله فيهم، وفي مآلهم عقائدياً وسياسياً وفتناً واعتداءً على المسلمين من العرب وغير العرب الملتزمين بأهل السنة والجماعة، أو الملتزمين بمصلحة الأمة عموماً....

ثانياً: الرافضة أو الروافض:

1- معاني قاموسية ومصطلحية:

أ- الرفض لغوياً: ترك الشيء.. رفضت الشيء: أرفُضه وأرفِضه رفضاً وَرَفَضاً: تركته وفرقته.. والرفض الشيء المتفرق (2).

ب- ومعنى الرفض اصطلاحاً: جنود تركوا قائدهم، فكل طائفة منهم رافضة، والنسبة إليه رافضي، والروافض قوم من الشيعة، سموا بذلك، لأنهم تركوا زيد بن علي بن الحسين.

قال الأصمعي: كانوا بايعوه، ثم قالوا له: ابرأ من الشيخين نقاتل معك، فأبى وقال: كانا وزيري جدي (أي النبي صلى الله عليه وسلم) فرفضوه، وارفضُّوا عنه، فَسُموا رافضة، وقالوا: الروافض ولم يقولوا الرُّفاض لأنهم عَنَوْا الجماعات(3).

2- شيء من التاريخ:

أ- قال المقريزي: ومن ابن سبأ تشعبت أصناف الغلاة من الرافضة، وعنه أخذوا المقول بأن الجزء الإلهي يحلُّ في الأئمة" (من كتاب حقيقة البابية والبهائية للدكتور محسن عبد الحميد ص8).

ب- إن بداية الفكر الباطني الرافضي لخصها تاريخياً ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية)، إذ قال: "ذكر سيف بن عمر أن سبب تألُّب الأحزاب على عثمان رضي الله عنه، أن رجلاً يقال له (عبد الله بن سبأ) كان يهودياً، فأظهر الإسلام، (وتنقل في البلاد، ولكنه لم ينجح)، فذهب إلى مصر فأوحى إلى طائفة من الناس (ضعيفي العلم) كلاماً اخترعه من عند نفسه، مضمونه أن يقول للرجل: أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا؟ فيقول الرجل: نعم، فيقول له: فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه، فما تُنكر أن يعود إلى هذه الدنيا.. وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب، فمحمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء.. فهو أحق بالإمرة من عثمان، وعثمان معتدٍ في ولايته، فأنكِروا عليه، وأظهِروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فافتتن به بشر كثير، من أهل مصر، وكتبوا إلى جماعات من أهل الكوفة والبصرة العوام، فتمالؤوا على ذلك، وتكاتبوا فيه، وتواعدوا أن يجتمعوا في الإنكار على عثمان، وأرسلوا إليه من يناظره (4).

وابن سبأ هذا هو أول من قال وأظهر القول بالنص على إمامة علي رضي الله عنه، ومنه انشعبت أصناف الباطنية الروافض (5).

جـ- وقد أكد وجود ابن سبأ وفتنته وهدفه في إسقاط دولة الإسلام كل من: الجاحظ في البيان والتبيين الجزء الثالث ص 81 طـ4. وابن قتيبة في معارفه تحقيق ثروت عكاشة. وأبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص86، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، والنوبختي في كتابه المقالات والفرق ص21 طبعة طهران تحقيق محمد جواد شكور، وكذلك البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق، وابن أبي الحديد الشيعي في شرح نهج البلاغة الجزء الثاني ص 309. والقاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه دلائل النبوة ص547 تحقيق عبد الكريم عثمان.

3- الشيعة الجعفرية:

والشيعة في الأصل مذهب سياسي، دُعم بعد نشوئه في عهد عثمان وخلافة علي بالعقائد والفقه كي يكون في ظاهره إسلامياً.. وقد بنى تابعوه فكرهم كله في البداية على أحقية علي (ر)  بالخلافة، ثم بعد وفاة علي انقسم الأتباع وأدخلوا الإمامية في المذهب، من ذرية علي الإثني عشر إماماً بالوراثة، وهي فكرة فارسية وليست عربية فالعرب يؤمنون بالحرية واختيار الحاكم، بينما رسخت لدى الفرس فكرة الملك الوراثي كما قال المفكر دوزي(6) لذا عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يترك ولداً كان عندهم ابن عمه علي أحق الناس بالخلافة، وكان ابن سبأ أول من دعا إلى التقديس لعلي وأنه الخليفة المستحق وأن الآخرين اغتصبوا حقه. وأنه الوصي بوصية رسول الله (7).

والخلاصة: الرافضة موطنهم الأول في العراق، وهناك انقسموا بعد وفاة علي رضي الله عنه إلى فرق وتشعبات، منهم الغالية، ومنهم الأقل شيئاً ما وأشهرهم وأكثرهم الإمامية، وكان أول من دعا إلى أحقية علي بالخلافة وأنه مقدس وسوف يعود بعد الموت عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني الذي تظاهر بالإسلام والورع، وكان غرضه من كل ذلك بثَّ الفتنة والفرقة وهدم الإسلام ودولته الجديدة. ويسمون أيضاً بالباطنية لقولهم بالتأويل وأن النصوص لها ظاهر وباطن، والإمامية الجعفرية من الباطنية الروافض، عقيدتهم هي:

أ- الإمامة كالنبوة باستثناء الوحي، وهي أصل من أصول الدين وركن من أركانه، تضاف إلى الأركان الخمسة. لذا لا يتم الإيمان إلا بها (8) لذا فالأئمة عندهم لا يسهون ولا يغفلون، وهم يحيطون بكل شيء(9). وبهذا فإن الأئمة فوق الأنبياء الذين قد ينسون أحياناً وقد يخطئون خارج الأحكام والتبليغ، مثل الأمور الدنيوية التي تحتاج إلى خبرة ودراية بها، ومنها ما كان من تقدير نبينا (صلى الله عليه وسلم) في موضوع تأبير النخل.. وهذه هي العصمة عندهم، عصمة الأئمة.. وآخرهم الطفل محمد بن الحسن العسكري بزعمهم، الذي اختفى وهو المهدي المنتظر.

ب- ولاية الفقيه ليقوم بدور الإمام الغائب المعصوم: يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص (70) بشأن الفقيه وولايته مدة غيبة الإمام: "فالفقهاء العدول هم وحدهم المؤهلون لتنفيذ أحكام الإسلام وإقرار نظمه وإقامة حدود الله.. فقد فوض إليهم الأنبياء جميع ما فُوَّض إليهم وائتمنوهم على ما ائتمنوهم عليه.

جـــ - الغيبة والرجعة، والقرآن الناطق: فالغيبة والرجعة موضوع واحد، يقول الكليني في أصول الكافي ج1 ص336: ويروى عن أبي عبد الله (جعفر) قوله: ولتُمحصن (أي تمتحنون) حتى يقال: (مات، قتل، هلك)، وقد قال المظفر في كتابه عقائد الإمامية ص67: يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقاً ويذل فريقاً آخر.. وذلك عند قيام (أي رجعة) مهدي آل محمد". وإذن فالغيبة والرجعة وضعها لهم ابن سبأ، كما بين ذلك الطبري وابن كثير الذي أثبتنا قوله في ذلك في (ص2) من الكتاب. والإمام عندهم هو القرآن الناطق، والقرآن هو القرآن الصامت، وقالوا: يمنع العمل بظاهر القرآن إلا بعد الرجوع إلى الأئمة، ولهم عقائد أخرى تناقض أصول الإسلام وفروعه كما وردت في القرآن والسنة مثل التقية: التي عدوها واجبة ومن أصول الدين، وتركها يخرج من الدين (عقائد الشيعة الإمامية ص 110 – 111)، وكذلك التأويل في القرآن تأويلاً متناقضاً للأصول واللغة والعقل، وذلك ليلائم النصُّ اعتقادهم. ومنها المتعة والبداء (10).

ثالثاً: ماذا قال علماء السلف عنهم؟

بعد أن بينا شيئاً عن تاريخهم ووجودهم وبعض أسبابه وأهدافهم، وبعض عقائدهم، ننتقل الآن إلى إبراز أقوال علماء السلف عنهم، ليتضح لكل ذي عقل من هم هؤلاء وما قيمتهم في دين الإسلام، ولماذا كانوا، وتفاقم أمرهم وسيرتهم في التاريخ، إلى أن أصبحوا اليوم أعداء الأمة الشرسين، الذين يحالفون الشياطين من أجل هدم الإسلام والقضاء على أهله المتلزمين بنصوصه الحقة:

1- موقف الأئمة من آل البيت:

أ- الإمام علي رضي الله عنه والأئمة:

- حذر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علياً فقال: (يهلك فيك رجلان: محب غالٍ، ومبغض قالٍ، رواه الشريف الرضي، وورد في نهج البلاغة 1/5/425 ونقلناه من كتاب التشيع لمحمد البنداري طـ3 وقدم له الشيخ سعيد حوى (ص 37)، فضرب علي (رضي الله عنه) على أيديهم.

- ووصفهم الحسن بالكذب.

- وقال علي (رضي الله عنه) مبيناً وصف المتشيعين له: "سيهلك بي صنفان محبٌ مفرط، يذهب به الحب إلى غير الحق" (11).

- وكان علي زين العابدين بن الحسين يقول لبعض الشيعة: "أيها الناس أحبونا حب الإسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً، وفي رواية أخرى: فو الله ما زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس (12) وقد سبَّ المختار الثقفي – الذي راسله – على رؤوس من الأشهاد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن قوماً من شيعتنا سيحبوننا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى، فلاهم منا، ولا نحن منهم" الكشي ص(1).

- وقال محمد الباقر بن علي بن الحسين: "والله ما بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إليه إلا بالطاعة" (13)، وقال: الذين يخوضون في آيات الله هم أصحاب الخصومات، وكل من تعدى السنة ردَّ على السنة" (14).

وقد يقول قائل في هذه الأيام إن تبرؤ أئمة آل البيت هذا الذي أوردناه إنما كان من غلاة الشيعة، الذين قالوا بالغيبة والرجعة والبداء والتقية، والتناسخ والحلول والعصمة للأئمة وللولي الفقيه وغير ذلك. ونقول لهم: إن الإمامية الجعفرية اليوم ومنذ وجدت الصفوية في إيران، واتبعتهم الشيعة الإمامية في باقي البلدان اعتقدت تلك المعتقدات وزادت عليها، وهم اليوم موجودون في إيران والعراق ولبنان وباكستان والحوثية في اليمن وكلهم من الصفوية التي اعتمدت مبدأ قتل أهل السنة مذهباً ولذا فلنرجع إلى الإمام جعفر الصادق الذي قال في معتنقي تلك العقائد من الشيعة: "توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار مشركون، لا تقاعدوهم ولا تؤاكلوهم ولا تشاربوهم، ولا تناكحوهم ولا توارثوهم.. ووصفهم بالأفاكين السفلة الكذابين(15)  ونفى أنه قال: بالغيبة والرجعة.

2- موقف علماء السلف:

- الإمام مالك بن أنس: "الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: ليس لهم نصيب في الإسلام.

- ابن كثير: عند تفسيره آية: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل.." إلى آخر الآية 29 من سورة الفتح..

قال الإمام ابن كثير: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه حكماً بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضوان الله عليهم، وقال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة.. فهو كافر لهذه الآية".

- قال القرطبي: "لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم أو طعن في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع الإسلام".

تعليق: وروافض اليوم والأمس دينهم الطعن في الصحابة وردّ رواياتهم.

- وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: "ليست الرافضة من الإسلام في شيء".

- وقال ابن حزم: ".... إن الرافضة ليسوا مسلمين، وليس قولهم حجة على الدين.. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في التكذيب والكفر".

- وقال أبو منصور عبد القاهر البغدادي، الملقب صدر الإسلام في عصره: "والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة، فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم".

- وقال الإمام (الاسفراييني) الأصولي الفقيه المفسر، بعد أن نقل جملة من عقائدهم، كتكفير الصحابة وقولهم: إن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان، وانتظارهم لمهدي يخرج إليهم ويعلمهم الشريعة، إن جميع الفرق الإمامية التي ذكرناها متفقون على هذا، فهم ليسوا في الحال على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر..".

- وقال الشيخ العلامة (عبد الرزاق عفيفي): من تبين حالة الرافضة، ووقف على فساد دخيلتهم وزندقتهم بإبطال الكفر وإظهار الإسلام، وأنهم ورثوا مبادئهم عن اليهود.. إنما كان عن قصد سيء، وحسد للحق وأهله، وعصبية ممقوتة، دفعتهم إلى الدس والخداع وإعمال معاول الهدم سراً وعلناً لشرائع الإسلام ودولها القائمة عليها".

- وقال ولي الله شاه عبد العزيز بن أحمد الدهلوي الملقب سراج الهند، توفي سنة 1239هـــ: "ومن استكشف عقائدهم الخبيثة (الرافضة) وما انطووا عليه، عَلِم أن ليس لهم في الإسلام نصيب وتحقق كفرهم لديه".

والقائلون بكفر الروافض الإمامية والجعفرية، من الأئمة (السلف) كثيرون، ويحتاج جمع أقوالهم بذلك إلى مجلدات(16).

لكننا نكتفي بالنقول التي أوردناها، فهي كافية في بيان حالهم ومكانهم من الإسلام الذي يظهرونه ويخفون عقائدهم، التي تخرجهم من الملة، على طريقتهم في التقية (لا دين لمن لا تقية له) على حد تعبيرهم.

3- الإمامية (الجعفرية) في هذا العصر

إذا عدنا إلى أول من نطق بالتشيع لآل البيت، وهو عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني الذي أظهر الإسلام ثم راح يكيد له، وكانت سيلته إلى الكيد: حب آل البيت وأحقيتهم بالخلافة، وأن أبا بكر وعمر وعثمان (رضوان الله عليهم) مغتصبون لها من علي رضي الله عنه، ووسيلته الثانية التظاهر بالزهد والعبادة والورع، والوسيلة الثالثة جمع الناس حوله بعد أن اطمأنوا لحججه في أحقية آل البيت وسيرهم في الفتنة التي أثارها ضد خلافة عثمان رضي الله عنه، حتى قتلوه قتلهم الله، وبذلك كانت الفتنة الكبرى، التي ظلت تعمل حتى يومنا هذا، وقد دعمها غدر المتشيعين الذين كان رؤوسهم من الفرس الطامحين إلى هدم الإسلام وشرائعه، وهدم دولته الوليدة العتيدة، واستعادة عرش الأكاسرة، وهكذا وجه المسلمون من جديد: ما يسمى (الإمامية الجعفرية) الإيرانية الفارسية التي نسبوها إلى الإمام جعفر الصادق وهو بريء منهم يرحمه الله. وأما أن منتحلي التشيع وترؤسهم له كانوا قوماً من الفرس، فبرهانه الآتي:

- يقول ابن حزم: "كان الفرس من سعة الملك وعُلواليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم.. فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم إلى أيدي العرب، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً، تعاظم الأمر وتضاعفت المصيبة، فراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى.. فأظهر قوم منهم الإسلام، واستمالوا أهل التشيع (الذين كان عندهم التشيع ينصب على أحقية أهل البيت بالخلافة وحسب)، بإظهار محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا به (بالتشيع) مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام (17).

- وقال الجاحظ (وهو فارسي) عن قوم من الفرس: "قوم ممن ينتحل الإسلام، فإذا مكنته الفرصة كاد للإسلام والعرب" (18).

وقال الشهرستاني:

- "كاتب أبو مسلم الخراساني الإمام الصادق (جعفر)، فردّ عليه الإمام بقوله: "ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني" (19).

وقد تنبه العرب إلى دور الفرس (في تحريف وتشويه الإسلام والتشيع السياسي، بأحقية آل البيت) وبغيتهم لاستعادة أمجاد الفرس: فكتب نصر بن سيار إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك: يقول شعراً:

وعندما نشبت الفتنة في خراسان بين مضر واليمانية، وظهر دور الفرس في نشوبها وتهييجها قال: نصر محذراً القوم:

نعم إنه الحقد على الإسلام، الذي هدم دولتهم الفاسدة الظالمة، عبدة النار وأصحاب المفاسد في الحكم والعقائد والطغيان والحروب العبثية الظالمة واستعباد الناس، وقد صبوا جام غضبهم على الشيخين الإمامين الراشدين عمر وأبي بكر اللذين هدمت دولة رستم على أيديهما فهم إلى اليوم يتخذون من الشعار الزائف الكاذب/ حب آل البيت/ تقية لإدارة حروبهم الفارسية الصفوية المجوسية، في العراق وفي سورية وفي لبنان واليمن، وهم يحاولون إثارة الفتنة في العديد من البلدان، منها مصر والسودان والجزائر والبحرين وغيرها، سبيلهم إلى ذلك إيجاد أظافر وأنياب لهم، في تلك البلدان، كما وظفوا وأوجدوا حزب الله في لبنان، الذي يعطل الحياة السياسية هناك، ويهوش ويخمش الطوائف الأخرى من سنة ونصارى ودروز وغيرهم، ووظفوا بشار الأسد وبعضاً من طائفته في سورية لهدم البلد وقتل المسلمين وخدمة الصهاينة، وأيضاً فإنهم استخدموا الحوثيين وعلي عبد الله صالح في اليمن لتطويق السعودية من الجنوب والغرب، وتطويقها بشيعة البحرين وشيعة القطيف من الشرق، ليصلوا بعد ذلك إلى الحرمين، فقد صرح أكثر من مسؤول منهم في إيران بأطماعهم الفارسية الصفوية هذه.. وكل ذلك أعلنوه واشتغلوا عليه لإحياء امبراطورية كسرى، بعد أن احتل الملالي منهم إيران، ووظفوا ثرواتها لتصدير ما سموه (الثورة الإسلامية) والإسلام منهم براء فهؤلاء هم الإمامية الجعفرية اليوم التي نص دستور إيران الملالي المادة 12 على جعفرية مذهب دولتهم.. وفيما يلي من سطور سوف نستشهد بأقوال العلماء والمؤرخين والشخصيات الموثوقة على ما يدور في الساحة الآن من فتن، يهيجها فرس إيران الصفويون الجعفريون، بعد أن قدمنا بأقوال السلف عنهم. وذلك لنبين أهدافهم الحقيقية من وراء القشرة الإسلامية الشيعية، التي يخفون وراءها الطموح البائد بإحياء امبراطورية الفرس: وهم يعلمون أنه لا كسرى بعد كسرى الذي دُكَّ عرشه المقيت الفاسد الظالم الطاغية على يد جيوش المسلمين الظافرة، بقيادة أبي بكر وعمر وخالد رضوان الله عليهم.

ونبدأ الآن بنبذة عن عودة الصفويين الجدد، وما أحدثوه في عقيدة الشيعة من غلو جديد، بعد الغلو الذي أدخله سلفهم على التشيع السني، الذي كان ينتمي في بدايته إلى أحقية آل البيت في الخلافة وحسب، ولم يشكل في البداية مذهباً، إلا عندما وظفه الفرس المجوس – كما بينا آنفاً – لهدم الدين والدولة الإسلامية.

رابعاً: الصفويون الجدد

أ- تشنيعاتهم الجديدة:

كان مؤسس الدولة الصفوية في إيران عام 1500م هو إسماعيل الصفوي، وقد قام بتبني التشيع، مع أن جده الأعلى كان سنياً صوفياً، لم يعمل على إقامة دولة، واسمه (الشيخ صفي الدين الأردبيلي)، وكان من مريدي الشيخ (تاج الدين الزاهد الكيلاني الشافعي) والشيخ صفي الدين ينسب إلى أردبيل من إقليم أذربيجان، وشكل فرقة صوفية وهي فرقة صوفية سنية، وقد تولى ابنه صدر الدين موسى مشيخة الطريقة بعد وفاته، وسماها الصفوية ومن بعده تولى ابنه (خواجة علي) المشيخة، وبه بدأت مظاهر التشيع عليه وذلك بتأثره بتيمورلنك صديقه/ وخواجة مات في يافا – فلسطين 830هـــ وقبره معروف هناك باسم قبر الشيخ (علي العجمي)، وحي العجمي في يافا أخذ منه الاسم. أما تشيعه فقد كان بسيطاً، ولم يكن متعصباً أو غالياً.

وتولى ابنه (شيخ شاه) بعده مشيخة الطريقة واسمه إبراهيم حيث أعلنها على الطريقة الإمامية (الاثني عشرية) لأنه تشيع للمذهب، وأظهر مظاهر الملك أكثر من مظاهر الصوفية، فقد أقطع تيمور الأعرج، والده مدينة أردبيل وتوابعها، وهكذا فقد توارث الملك من بعده ابنه جنيد وأحفاده، حتى وصلت إلى إسماعيل الصفوي من أبيه حيدر الذي قتله أمير (آق قونيلو) أمير الدولة التركمانية، وإسماعيل هذا كان قاسياً متعطشاً للدماء(21)، وكان يعلن أنه لا يتحرك إلا بأوامر الأئمة لذا فهو معصوم، وليس بينه وبين المهدي المختفي فاصل، ووصف ولايته بأنها صادرة من "ختم النبوة"، وقال: إنه المقصود بالآية (واذكر في الكتاب إسماعيل) مريم 54، وكان من الغلاة في علي (رضي الله عنه)، لذا غلا فيه أصحابه حتى العبادة وسجدوا له (22) أغرى العديد من علماء الشيعة من جبل عامل في لبنان بالهجرة إلى إيران، والاندفاع لبناء الدولة على أساس شيعي.

تحول التشيع في عهدهم (عهد إسماعيل والذرية من بعده) إلى أجهزة همها الأساس الحقد والشتم والتزوير والكذب، والتبديل والتغيير والتأويل، لجعل الموجود معدوماً والمعدوم موجوداً، تعصب أعمى، وعدم استعداد لفهم العقيدة، وتحريم ما يخالف فكر السلطان وذوقه، والخشية من السؤال، والانحراف الفكري، والانحطاط الديني في المجتمع، وفصل المجتمع الإيراني عن الأمة الإسلامية (23).

وكان من أبرز مستحدثات عصر الصفوية في المذهب، وهي التي ضمها إلى معتقداتهم الصفويون الجدد في إيران في عصرنا هذا الذي نعيشه اليوم، وعمموها على الشيعة في العراق وفي سورية وفي لبنان والبحرين وغيرها بالإضافة إلى كل المعتقدات التي ذكرناها عن الإمامية سابقاً ما يلي:

1- نشر التشيع بالإرهاب والقتل، إذ عندما احتل إسماعيل تبريز، وأراد فرض التشيع على أهلها بالقوة، نُصح بأن لا يفعل لأن ثلثي سكانها من السنة قال:

"أنا مكلف بذلك، وإن الله والأئمة المعصومين معي، وإني لا أخاف أحداً، فإذا أبدى الناس اعتراضاً على التشيع، شهرت سيفي بعون الله فيهم، فلا أبقي على أحد منهم حياً(24).

2- ابتداع الاحتفال بذكرى مقتل الحسين، وعمليات التطبير (أي ضرب الجسد من المحتفلين) انظرهم في سورية والعراق وما يطبرون فهو عين ما يفعله الخمينيون اليوم في كل من إيران، وذلك عن طريق الاحتلال، وبطريقة التغيير الديموغرافي.

3- التحالف مع الكنيسة الأرذوكسية ضد الدولة العثمانية المسلمة السنية(25) وهم اليوم على حلف مع روسيا وأمريكا، لتحقيق أهدافهم.

4- ابتداع تسيير شخصيات مسيحية في مواكب التعزية (26) وهم اليوم يستقبلون رؤوساً منهم ومن حاخامات يهود في طهران.

5- اقتباس كثير من طقوس النصارى الجماعية احتفاءً بما حدث للمسيح، بما فيها شعائر تلك الاحتفالات ووسائلها... حيث ألبسوا مظاهر وطقوس المسيحية لبوساً شيعياً إيرانياً، لم يكن لها سابقة في إيران أو في الإسلام، ولا حتى في المذهب الشيعي(27).

6- ابتدع الشاه إسماعيل ركناً جديداً هو (علي ولي الله)، ثم كتب اسمه على العملة التي سكها وكتب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي ولي الله (28) وقد طبقوه في اليمن وفي العراق وفي البحرين.

7- أصدر أمراً أصبح جزءاً من المذهب الشيعي الصفوي، السائد اليوم في إيران والعراق وغيرهما: تضمن الأمر تقديس الأئمة الاثني عشر بمبالغة، وثم شتم الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبو بكر وعمر وعثمان)، وأجبر الناس على اعتناق المذهب الصفوي الإمامي الشيعي، وقتل من أجل ذلك مليون مسلم سني في بضع سنين (29)، من الذين رفضوا المذهب حيث كان الرجل من السنة يمتحن بأن يطلب منه سب الخلفاء، فإذا فعل ضم إليهم غيرهم في الشتم، فإن فعل أطلق، وإلا فتقطع رقبته فوراً.. وطلب من الناس سب الصحابة في الشوارع والأسواق وعلى المنابر، وكل معاند تقطع رقبته (الفكر الشيعي/ كامل الشيبي 415 ولمحات من تاريخ العراق/ علي الوردي 1/95 (مصدر سابق). وأضاف "حي على حسن العمل إلى الأذان، ووضع الجبهة في الصلاة على قطعة معجونة من تراب السرداب في سامراء، رأيت ذلك بعيني في مسجد السيدة زينب في دمشق وها هم اليوم في العراق يقتلون كل من اسمه عمر أو سعد، وهم يسبون الصحابة في الشوارع والفضائيات وقد صنع الخميني مقاماً في طهران لقتال عمر رضي الله عنه، فهم يزورونه ويقدسونه.

أليس هذا ما ينشره اليوم من دموية وقتل وأفكار خرافية خميني وخامنئي وأتباعهما في العراق وسورية بقيادة سليماني وبقية العصابة؟ حيث أضاف هؤلاء إلى منهج الذبح منهج الحصار والتجويع تحت شعار (الجوع أو الركوع)، وهي طريقة جديدة لقتل الناس بالتجويع (حصار الزبداني وبلودان ومضايا وداريا والمعظمية ودير الزور والغوطة الشرقية في سورية وحصار تعز في اليمن ومن قبلها عدن، ولكن الله سلمها.. وهاهم يسيرون برئاسة العبادي وعصابته الذي تتلمذ على يد المالكي في مذهب تجويع وقتل السنة في الأنبار بحجة محاربة الإرهاب.. أليس ما يفعله هؤلاء قمة الإرهاب، النابعة من خرافات الصفويين وترهاتهم، وأحلامهم القائمة على الطموح في استعادة امبراطورية فارس التي قوضها المسلمون بقيادة عمر وأبي بكر وخالد، لذا قتلوا كل من له اسم من هذه الاسماء في العراق(30).

ب- بعض من أقوال مراجعهم، وأقوال علمائنا فيهم

- من فمك أدنيك

- قد يقول قائل: إن ما قيل في عقائدهم وسلوكهم هو مقالات تاريخية ماضية، وأن معاصريهم اختلفوا عن السابقين، فاعتدلوا، ونبذوا العديد من العقائد والآراء الخرافية المنحرفة والشاذة.

لكن من يرجع إلى أولئك المعاصرين منهم، فسوف يجد أنهم لم يحيدوا عن فكر الصفويين الذي أنشأه (إسماعيل شاه الصفوي، باعث الدولة الصفوية، قاتل أهل السنة، ومحول إيران إلى التشيع الصفوي المنكر عقلاً وشرعاً ومنطقاً، بما احتواه من خرافات وترهات ومستوردات من الغنوصية واليهودية التملودية والمجوسية الفارسية، والهندوكية المارقة.. وفيما يلي مقتبسات منهم تدل على ثباتهم باتباع الأقدمين من الصفويين المجوس الفرس:

ا- إن الأمة الإسلامية كلها باستثنائنا، عبادتهم باطلة، فلا تصح منهم صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج، واعتكافهم ليس باطلاً وحسب، بل لا يحلُّ لهم مكثهم في المسجد لأنهم كفار(31).

وقد وافق محسن الحكيم أكبر مراجعهم في العراق، على ما أثبته المجلسي في كتابه: (بحار الأنوار) من الدعاء الذي أصبح مشهوراً عندهم باسم (دعاء صنمي قريش)، ويقصد بهما أبا بكر وعمر وعدّهما كفاراً ومنافقين وأعمالهم كلها فضائح وارتداد عن الدين (32).

وقد جاء في هذا الدعاء ما يثبت أن المعاصرين من الشيعة الصفوية الفارسية، ما زالوا يثبتون التزامهم بما كان من عقائدهم عند مجتهديهم الأوائل:

الدعاء: "اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما (يعنون أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة) الذين خالفوا أمرك، وأنكروا وحيك، وعصوا رسولك، وقلبوا دينك، وحرفوا كتابك.." (33).

ب- وقال الخميني: "وقد كُلف الأئمة من قبل النبي والإله بوجوب الحفاظ على أعراض الشيعة وأموالهم، لذا فإنهم من باب التقيه، يصدرون أحياناً أوامر مخالفة لأحكام الله، حتى لينشب الخلاف بين الشيعة أنفسهم، لتضليل الآخرين وتفادياً لوقوعهم في المأزق". (كشف الأسرار/ الخميني ص148.

هذان مرجعان هامان من مراجعهم يقولان بما قال به الأولون منهم، وهناك الكثير منهم من صرح بما يثبت بقاء الصفويين الجدد على ما شرعه الشاه إسماعيل الصفوي من تكفير للصحابة ومن العمل بالتقية، ومن اعتقاد بالإمامة، وتشييع الناس بالقوة.

3- وما يدلل على نوايا الشيعة المعاصرين هو قول الناطق باسم (نوري المالكي) علي الدباغ:

إن الشيعة ظلموا 14 قرناً، وآن لهم أن يستردوا حقهم، وكرر ذلك مرات ومرات في وسائل الإعلام، وكذلك ما يكرره (إياد جمال الدين) وهو معمم لكنه يعلن ليبراليته وعلمانيته، وينتمي لقائمة إياد علاوي، إذ يقول في الفضائيات الكلام نفسه الذي كرره علي الدباغ.

وعندما ذهب الوفد الإسلامي من الإخوان المسلمين لتهنئة الخميني بنجاح ثورته على الشاه عام 1979م، أخبرهم نائبه، أن السنة حكموا 14 قرناً، وآن للشيعة اليوم أن يحكموا العالم الإسلامي (34). (هذا هو مخططهم السائرون فيه، فليفهم أهل السنة الذين ما زالوا متمسكين بفرية (جبهة المقاومة والممانعة)، التي يضحكون على العالم العربي بها.

4- (وما إن تمكنت إيران بعد حصار العراق وضعفه، حتى برزت خطتهم الخمسينية(35)، أي تشييع المنطقة بالأسلوب الهادئ، ولم ينتبه لها أحد من الحكام والمحكومين، وعاد الفكر الدموي الصفوي يفعل من جديد (على هدى فعال إسماعيل الشاه منشئ الدولة الصفوية الأولى الذي قتل مئات الآلاف من السنة، بهدف تشييع إيران السنية).

وهذا هو الأسلوب الصفوي في فرض الهيمنة، وهو مزيج من الأفكار الشيعية، والأحلام الفارسية التوسعية التي تسعى لإعادة الامبراطورية الفارسية (36).

5- وننبه كل المفكرين والمتدينين والمثقفين والساسة وصناع القرار، ألا يخدعوا بالتركيز على التشيع السياسي أكثر من العقدي، فالتشيع العقدي الفكري هو الأخطر، وهو القنطرة للتشيع السياسي، ذلك أن الفكر الشيعي هو بالأصل فكر مسيس اقتحامي، سعى منذ البداية ويسعى اليوم لتقويض حكم أهل الإسلام (السنة)، كما أن في هذا التنبيه دافعاً للشيعة العرب أن يعوا أن هناك خطراً فارسياً صفوياً، سيحطم حتى التشيع نفسه، ويولد أحقاداً سنية تجاههم، لا يستطيعون تحمل تبعاتها، ولعل الغربيين كانوا أوعى من أبناء جلدتنا، عندما قال المستشرق (فيرناندو) النمساوي: "لولا الصفويون في إيران، لكنا اليوم في بلجيكا وفرنسا نقرأ القرآن كالجزائريين" (37).

6- وخلاصة القول: إن الصفوية الإمامية الشيعية لم تنته بزوال الدولة الصفوية الأولى عام 1148هـــ، بل إن أغلب مراجع الشيعة ومفكريها قديماً وحديثاً يدينون ضمناً وعلناً بالولاء والفضل للدولة الصفوية (حاكمو إيران اليوم هم الصفويون الجدد). وهم يصدقون ويوافقون أعمال دولة إسماعيل الصفوي وأحفاده، فهي في نظرهم (محسن الأمين والخميني والخمينئي وغيرهم) سبب المحافظة على الكيان الشيعي.. لذا فقد أقروا كل البدع التي أحدثها الصفويون، بل وراحوا (في إيران والعراق هذه الأيام يؤصلونها، ويرسخونها في عقول أجيالهم، مسخرين لذلك كل الإمكانات الإعلامية التقليدية والعصرية، إيماناً منهم بها، جزءاً لا يتجزأ من عقيدة التشيع بكل ما قامت عليه (38) (ذلك ظاهر من أعمالهم في العراق وسورية ولبنان واليمن).

7- ومن كتاب عودة الصفويين نقتبس الآتي:

"هذه هي الدولة الصفوية الأولى ( 907هــــ - 1148هـــ) قرابة (240 سنة)، الدولة الشيعية الإمامية الأولى في التاريخ، أقصد الدول الكبيرة، وإلا فقد ظهرت قبلها دولة المشعشعين في الأحواز (783 – 1117هــــ) ودولة  (السربدارية) في خراسان ( 738 – 782هــــ) ودولة (السادة المرعشية) في مازندران (795 – 1001)، وكلها دول شيعية اثني عشرية، ولكنها صغيرة ومحلية.

8- ومما فاتنا ذكره أن الصفويين لم يكتفوا بالتعامل مع الإنكليز والبرتغاليين والروس (ضد الدولة العثمانية السنية)، بل وتعاونوا مع الفرنسيين سنة 1708م، زمن الشاه حسين الصفوي، إذ أرسل الفرنسيون أسطولاً، وسهلوا لإيران الصفوية، احتلال مسقط في عمان ...(39) ومع مجيئ الصفويين الأوائل ازدادت نسبة الشيعة، حتى صاروا يشكلون بحدود 65% من السكان بعد أن كانوا لا يزيدون عن 10% قبل الصفويين، الذين شيعوا إيران بالقوة وبالذبح، ومحاولاتهم اليوم لتشييع العراق وسورية واليمن، بالتغيير الديموغرافي أصبحت مكشوفة، وهي عبارة عن مشروع صفوي جديد، جاءت به ثورة الخميني، وهم حاولوا في الخليج ولبنان، وهم ما زالوا يعملون على تنفيذ الخطة(40).

خامساً: شهادات علماء ومفكري المسلمين على فكر وعقيدة وسياسة

خامساً: إيران الصفوية الجديدة

1- يقول د. محمد حرب في كتابه: العثمانيون في التاريخ والحضارة ص91:

"وليأخذ المسلمون اليوم العبرة (من تاريخ الصفويين المخزي)، فكل وجود شيعي هو بؤرة للتحرك، بيد المركز "إيران"، فمن حرك حزب الله في لبنان وسورية، ومن يحرك شيعة العراق اليوم؟ إيران وسلاحها، ومن يحرك أفراد الشيعة في مصر وإفريقيا؟ التاريخ يعيد نفسه، فولاء كل شيعة العالم لدولتهم الصفوية الجديدة، (على خطا إسماعيل الأول وخرافاته وذبحه للسنة، وتشييع المنطقة). ومن لم يفهم هذه الحقيقة من الإسلاميين الذين لم يعوا الحقائق العقدية لأهل السنة وتحذيرهم من الشيعة، ولم يأخذوا العبرة من التاريخ (يوم أقام هؤلاء دولاً لهم (الفاطميون، البويهيون، دولة الصفويين) بل إني أقسم ولست بحانث إن قلت: إن هناك قيادات إسلامية ودعاة من كل التوجهات الإسلامية، لا يعرفون حرفاً واحداً عن الدولة الصفوية ومؤامراتها على العالم الإسلامي (إذ غيروا الديموغرافيا في العراق وإيران، وهم يعملون على ذلك اليوم في سورية) والله المستعان (41).

2- يقول الشيخ الدكتور العلامة: (مصطفى السباعي رحمه الله): "فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح، والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة، لا تقريب المذهبين" (من كتابه/ السنة ومكانتها في التشريع طـ2 ص10/ المكتب الإسلامي: بيروت 1978).

3- ويقول الدكتور الأستاذ (محمد عمارة): "وهكذا نهج الدستور الإيراني نفس النهج الذي حدده الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية)، إذا وضعت الثورة الإيرانية (الإسلامية) بيد أداة لم يقل بها غير الشيعة.. ثم لاحت في الممارسة (والفكر) بوادر تنبئ عن أن انحيازهم ليس فقط للمذهب الاثني عشري (الصفوي) دون غيره.. وإنما أيضاً كان انحيازاً للعنصر الفارسي دون القوميات الإيرانية الأخرى حتى ليحق للمرء أن يتساءل: أهي الثورة الإسلامية في إيران؟ أم أنها الثورة الشيعية الفارسية؟"(42)

4- ويقول الدكتور عبد المنعم النمر: "وأشهد أنني ما وجدته أمامي نافذة واسعة من (المعلومات).. عجبت كيف فاتتني كل هذه السنوات من عمري، إذ انكشف أمامي عالم كان شبه مجهول مني.. وتابعت ما صدر ويصدر من زعيم الشيعة الاثني عشرية (الجدد) الآن، وهو الخميني، من كتب أو خطب وأحاديث، فوجدت فيها صورة طبق الأصل مما حوته الكتب القديمة (لمذهبهم الصفوي)، من النظرة السوداء لغيرهم من أهل السنة" (43).

5- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: "إن كل قول من الأقوال الخمسة المذكورة في كتاب "الحكومة الإسلامية" للخميني كفربواح، وشرك صراح لمخالفته القرآن والسنة المطهرة وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة ولذلك فكل من قال بها معتقداً، ولو ببعض ما فيها فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم.. إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة، يتعاونون مع الخمينيين في الدعوة إلى إقامة دولتهم والتمكين لها في أرض المسلمين، جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال، والفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد"(44) (انظر إلى ما أحدثوه من فساد في سورية ودمار وذبح، وكذلك في اليمن وفي العراق وفي لبنان، وتأمل..).

6- أدرك الشيخ (محمد رشيد رضا) بعد مسيرة سنوات في سبيل التقريب بين الشيعة والسنة أدرك أن عداء الشيعة للسنة هو عداء مبدئي عقائدي، لذا.. فقد تصدى لكشف ما عليه الشيعة بعامة من بدع وانحرافات في العقائد والعبادات خلال تاريخهم الطويل، وبين كيف أن الاتفاق معهم – على ما هم عليه أصبح محالاً، لا سيما أنهم يصرون على مبدأ التقية، مما يؤكد أن ظاهرهم غير باطنهم. (45).

وأقول: (برز هذا المعنى بشكل سافر، بعد أن استولى على الحكم في إيران الخميني الصفوي، الذي أحيا منهج إسماعيل الصفوي؛ القاتل لأهل السنة، المحول لإيران السنية إلى التشيع بالقتل والإجرام، فهم اليوم يقتلون في سورية وفي العراق وفي اليمن ويقولون إنهم يريدون السلام للأمة.

7- وهذا الشيخ العالم الجليل (سعيد حوى) رحمه الله يقول: "وتحت ظل الرفض تجمعت الشعوبية والأهواء، ووجد باسم التشيع – وهو في الحقيقة الرفض وليس التشيع – جدار سميك بين أهل السنة والجماعة وبين الرافضة، يظهر بين الحين والحين بصراع مسلح (46). (كما يحدث الآن في العراق وسورية واليمن من عدوان مسلح على أهل السنة والجماعة من قبل إيران الشيعية الفارسية الصفوية).

وأضاف الشيخ سعيد (47): "وقد أصبحت لهذا الرفض دول وحكومات (إيران والعراق) كان من مصلحتها أن تعمق الهوة بين العالم الإسلامي وبين شعوبها، فعمقت الشذوذ والانحراف، وكثفت الحجب بين العالم الإسلامي وبين هذه الشعوب.. وقد استجدت تحت شعار التشيع الرافض أمور وأمور، تشيب من هولها الولدان، مما جعل الضرورة ملحة لرصد مسيرة هذا الرفض الملعون، وإرجاع الأمة إلى صفاء العقيدة ونقائها (48) ومما قاله الشيخ مبيناً فساد عقيدة وسلوك الرافضة الصفوية المجوسية الفارسية المتسترة بالتشيع لتنفيذ مآربهم في هدم الإسلام وكياناته السياسية:

"ولقد تتابعت حلقات مخطط الرفض الرهيب.. لوضعه في موقع مضاد للإسلام وعقيدته وهدم أركان العقيدة الإسلامية، من نفي للتوحيد، وادعاء بتحريف القرآن، وإنكار للسنة النبوية المشرفة، وتكفير لسائر المسلمين، وفي مقدمتهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما السابقين منهم، كأبي بكر، وعمر، وعثمان وخالد، وأبي عبيدة، ونحوهم، والتقرب إلى إلاههم بلعنهم وسبهم، فضلاً عن قولهم بترهات وضلالات وروايات اخترعوها، تنفر العاقل من الدين، وتنزل بالعقل من سماء الحكمة إلى حضيض الحيوانية العجماء، كالقول بعصمة الأئمة، والنص من الله بتعيينهم خلفاء في الأرض، يحرمون ويحللون كيف يشاؤون، والإيمان بالهدوية والنيابة عنهم؛: (ولاية الفقيه)، وجواز البداء على الله – تعالى الله عما يقولون – وضرورة الكذب باسم التقية، وإباحة النساء باسم المتعة، وإهانة المرأة بوطئها في دبرها، والإساءة إلى آل البيت، حين يصورونهم فاقدي الشجاعة والجرأة في طلب الحق وإظهاره (ذلك حين اتهموا علياً (رضي الله عنه) بأنه لم يجرؤ بالدفاع عن زوجه فاطمة، (حين اتهموا عمر بضربها وإسقاط وليدها بزعمهم الكاذب)، ولم يجرؤ على إظهار الحق بأولويته بالخلافة فصمت خوفاً – كما يدعون ويفترون وهو الذي من أشد صناديد قريش) متبعين سياسة إخفاء الحق لأجل مصالحهم الدنيوية – أعاذنا الله من ذلك مستبيحين دماء المسلمين وأموالهم وحرماتهم ومقدساتهم" (49)، في كل بلاد المسلمين اليوم وبالأمس.

8- بمناسبة تدخل حزب الله في سورية ضد الشعب السوري وآماله في الحرية والكرامة، قال الشيخ الدكتور محمد العريفي الأكاديمي السعودي: "الدور الذي يؤديه حسن نصر اللات لإيران (الصفوية الفارسية) انتهى؛ فقد فُضح وفاحت رائحته النتنة، وانتهى تأثيره العربي، ولا أستبعد أن تغتاله إيران، ليموت بأسراره.. وأضاف العريفي: منذ زمن والعقلاء يحذرون من حسن نصر اللات، فهو يعتقد كفر السنة ويستحل دماءنا، واليوم فضحته الشام، إذ يذبح الأطفال، ويهتك الأعراض، ويتقرب إلى الفرس المجوس (في إيران) بجرائمه" (50) (وكل ذلك منه بناءً على خضوعه للولي الفقيه خامنئي). أعلن ذلك صراحة في كل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة.

9- وهذا الشيخ الجليل (محمود شكري الألوسي) صاحب التفسير الشهير، يبت في كفر الرافضة، فيقول: ولعمري إن كفر الرافضة أشهر من كفر إبليس، وبغضهم للصحابة (رضي الله عنهم) لا يخفيه تدليس ولا تلبيس (51).

10- هذا الشيخ العلامة (مبارك الميلي الجزائري (ت 1364هـــ) يدلي بدلوه في بيان ضلال الرافضة فيقول: "وقد كان ضلال الرافضة مكشوفاً للعامة والخاصة.. فكانوا ممقوتين في المجتمعات، لا تُروج لهم بضاعة في جميع الطبقات، إلا أن يجدوا غرّة في بعض الجهات، التي لا تعرف من الدين أكثر من التلفظ بالشهادتين. وفي معرض حديثه عما نتج من اتحاد الصوفية بالرافضة (حيث إن الدعوة الصفوية منذ نشأتها تلبست بالتصوف) هو توصل الرافضة إلى تحقيق ما عجزت عنه وحدها من تشويه محاسن الإسلام وقلب تعاليمه" (52).

11- ولم يتوان الشيخ العلامة أحمد حماني الجزائري رحمه الله (ت 1419هـــ) عن الإدلاء بدلوه حول موضوع الرافضة، إذ قال: "ثم إن الاصحاب (أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) هم الذين حملوا إلينا الرسالة، فبلغونا القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا عليها أمناء عدولاً، وهم كالنجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبر، فالقدح فيهم وشتمهم لا يقع فيه إلا ملحد يضمر الشر للإسلام والمسلمين.. فالرافضة وهم المتجرئون على الصحابة، إنما تأسست فرقتهم وشاعت نحلتهم بقصد هدم دولة العرب ومحو ديانة الإسلام.."(53).

12- وعودة إلى العالم الشيخ (سعيد حوى) لينبئنا: "أن الرفض الملعون قد اقترن بسبّ أفضل جيل عرفته البشرية، وهو جيل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بسبّ أفضل خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، فقد سبَّ الرافضة أبا بكر وعمر، وهذا السب للشيخين والصحابة الآخرين، تستدرج له الأمة الآن تحت أغطية كثيرة ومن خلال خداع كبير، فهل يجوز لعالم أن يسكت عن هذا الاستدراج، وقد وصف الله تعالى جيل الصحابة بأنه خير أمة أخرجت للناس.

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" (54). (يريد أن يقول: إن من يفعل فعل الرافضة بسبّ هؤلاء يخالف القرآن ويخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يخالف ذلك فهو خارج من الملة الإسلامية).

13- وعن الروابط الإسلامية نقتبس بعض ما جاء فيها:

أ- أكد بيان رابطة علماء المسلمين، أن الممارسات التي ينتهجها النظام الصفوي الإيراني، والانتهاكات المتتالية لحقوق أهل السنة في إيران هي من أعظم الجرائم في جميع الشرائع.

وطالب البيان المسلمين بالعمل على معالجة ما خلفه العدوان الصفوي الآثم في العراق وسورية واليمن من كوارث إنسانية ومجاعات(55).

كما أكد بيان رابطة علماء المسلمين، أن من الفساد المستطير والشر الكبير ما يقوم به نظام الملالي الإيراني من إشعال الفتن والحروب في سورية والعراق واليمن والبحرين وبعض الدول الإفريقية كنجيريا.. كما دعا البيان لموقف حازم لقطع هذه اليد الصفوية الآثمة، قبل أن تفسد البقية الباقية من بلدان المسلمين" (56).

 ومن بيان جبهة علماء الأزهر نقتبس ما يلي:

السنة والشيعة دينان لا دين واحد: الشيعة خرجوا من الدين الإسلامي بالكلية، بقولهم المفرط بعصمة أئمتهم، إنهم الآن يفترون الكذب ويُكذبون الحق، وهذا هو حال المرتدين، إن أصل دين هؤلاء الروافض مبني على مجهول ومعدوم لا على موجود ولا معلوم (الإمام الغائب) (57) بيانهم في شوال 1429هــ الموافق 25 أكتوبر 2008/ موقع جبهة علماء الأزهر.

تعليق: (تقوم أمريكا الآن بخذلان دول العرب السنة، وهم حلفاؤها بالأصل، فرداً على اعتداءات إيران الصفوية الفارسية المجوسية على العراق وسورية يهديها كيري وزير خارجية أمريكا وسفيرها في العراق تأييداً ودعماً سياسياً وإعلامياً، إذ يَعُدّان تلك الاعتداءات بالدور الإيجابي، ويأتي قرار رفع العقوبات عن إيران من قبل أمريكا والغرب عموماً هدية أخرى، على خلفيات عدوان إيران على الهيئات الدبلوماسية السعودية في طهران.. فانظر وتأمل في الحلف الأمريكي الإسرائيلي الإيراني الجديد.. إن هؤلاء إما من السذاجة السياسية والجهل المطبق بباطنية الصفوية بمكان، ليصدقوا كل ما يريهم إياه الإيرانيون، ولسوف يعضون الندم بعد لأي من الزمن، عندما يرون بأعينهم، ويسمعون بآذانهم التجربة النووية العسكرية الإيرانية، وإما أنه تواطؤ صليبي – صهيوني – صفوي فارسي وهو الذي يحدث حقيقة..؟!) (58). 14- وفي معرض بيانه لموقفه من الشيعة، وهجوم وكالة مهر للأنباء الإيرانية الصفوية عليه، تطرق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي لقول الوكالة الذي قالت فيه زوراً وبهتاناً: إن المذهب الشيعي يلقى تجاوباً لدى الشباب العربي، الذي بهره انتصار حزب الله على اليهود في لبنان، وكذلك الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد.. وذلك معجزة من معجزات آل البيت.. "إن الشعوب وجدت ضالتها في هذا المذهب، حيث قدم الشيعة نموذجاً رائعاً للحكم الإسلامي، لم يكن متوفراً بعد حكم النبي (وحكم الإمام علي)".

وردّ الشيخ العلامة القرضاوي فقال: "هذا الكلام مردود عليه، فالفرد الإيراني كغيره في بلادنا الإسلامية: لم يطعم من جوع، ولم يأمن خوف (الخوف من السلطة التي قتلت الإيرانيين في الشوارع لأن لهم رأياً آخر بموضوع الحكم والرئاسة وهم من مذهبهم الصفوي)، ونخص بالخوف أهل السنة الذين لا يزالون يعانون من التضييق عليهم (يقتلون، ويضيق عليهم في العبادة والحرية والعمل) (59).

تعليق الكاتب: كان رد الشيخ على الوكالة، قبل حدوث الربيع العربي، وقبل مداخلات إيران الصفوية العنصرية الفارسية في سورية عن طريق إجرام ومجازر الميليشيات العراقية المؤتمرة بأمر الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب اللات المبايع للفقيه الولي الإيراني، والحرس الثوري، إذ كان هجوم الوكالة عليه بتاريخ 13 أيلول (سبتمبر) 2008، أما بعد تلك التدخلات الوحشية المجرمة فقد  فاض وجه الصحف والوكالات والشاشات التلفزيونية بتصريحات الشيخ حفظه الله عن مكرهم، إدانة لتدخلهم وعدوانهم على سورية ولبنان والعراق واليمن، بما يبين منهجهم الإيراني على خطا الصفويين الأوائل.

15- ويقول الأستاذ الشيخ الداعية (محب الدين الخطيب): "إن المذهب الذي يتبعه تقي قمي هو المذهب الشيعي، والمذهب الشيعي يختلف عن المذهب (السني) الذي يتعبه الإخوان المسلمون، والشيخ شلتوت، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ الزهاوي في أمرين أحدهما: يتناول أصول الدين والآخر يتناول فروع الدين: فنحن – معشر أهل السنة والجماعة – نرجع في أصول الدين إلى ما جاءنا به نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب الذي أوحي إليه من الله، وفي السنة التي لا ينطق فيها عن الهوى.. ومضت سنة أهل السنة في فهم كتاب الله أن يتحروا ما فهمه الصحابة من النبي (صلى الله عليه وسلم) وما فهمه التابعون عن الصحابة... أما المذهب الشيعي فهو مبني على بغض أصحاب رسول الله وشتمهم ولعنهم – يستثنون عدداً قليلاً جداً – وقد بلغ بهم الحقد على أكمل خلق الله بعد رسول الله أن كذبوا على لسان سلمان الفارسي، فادعوا عليه في كتاب الوافي ج2 ص 45، وهو من أمهات كتبهم المعتمدة أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: إن أول من بايع أبا بكر إبليس، وفي الكتاب نفسه 2/47: أن جعفر الصادق قال في آية: "وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون" نزلت في أبي بكر وعمر.

وبعد أن بين الأستاذ محب الدين الخطيب سخائمهم بالتفصيل قال: ماذا يريد منا هؤلاء.

- أيريدون أن نلعن معهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات وهن أهل البيت؟

- أم يريدون منا أن نمزق صحيحي البخاري ومسلم وبقية الكتب الستة وما في درجتها، لأن ما فيها من أحاديث رواها هؤلاء الأصحاب المغضوب عليهم من الشيعة؟

- أم يريدون منا أن نعتقد العصمة في غير الأنبياء، وأن نتخذهم مصدر التشريع عملاً بما اخترعه شيطان الطاق (محمد بن علي بن النعمان الأحول)، أول من اخترع لهم عقيدة العصمة للأئمة، وكان الشيعة يسمونه (مؤمن آل محمد) والمسلمون السنة يسمونه (شيطان الطاق).

- فإذا كانت إزالة الفوارق من جانبنا في هذه الأمور مستحيلة، لأن الإسلام نفسه يتغير بها فأشد منها استحالة أن يتحول شيعي عن شيعيته إلا بالرياء وبالتقية لدسيسة ينويها أو مكيدة  يدبرها(60). (وهو يريد أن يقول: إن عملية التقريب مضيعة للوقت.. فهما دينان مختلفان).

وفي خاتمة هذا البحث: من المفيد أن نختمه بنبذة من رأي العلامة الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، إذ قال في كتابه القيم (السنة ومكانتها): "الشيعة يجرحون جمهور الصحابة إلا نفراً ممن عرفوا بولائهم لعلي (رضي الله عنه)... أقاموا على ذلك مذاهبهم من رد أحاديث جمهور الصحابة، إلا ما رواه أشياع علي منهم، على أن تكون رواية أحاديثهم من طريق أئمتهم لاعتقادهم بعصمتهم والقاعدة العامة عندهم أن من لا يوالي علياً فقد خان وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونازع أئمة الحق فليس أهلاً للثقة والاعتماد.. وهوجمت من قبل الشيعة الإمامية (الصفوية) السنة التي جمعها الجمهور، وحققها أئمة (السنة) منذ عصر الصحابة حتى عصر الجمع والتدوين إذ وصمت الشيعة أحاديث الجمهور بالكذب والوضع.. خذ مثلاً حديث "غدير خم"، الذي يكاد يكون عمدة المذاهب الشيعية كلها ودعامتها الأولى، والأساس الذي أقاموا عليه نظرتهم إلى الصحابة، وخصومتهم للخلفاء الراشدين الثلاثة وأشياعهم من جمهور الصحابة (اعتبروه العمدة في إثبات وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بالخلافة من بعده) وهو عند أهل السنة حديث مكذوب لا أساس له(61).

كما نختمه بنبذة من كلام للدكتور (غازي التوبة) دكتوراه في الشريعة محلل سياسي مختص بشؤون العالم الإسلامي: يقول: إن المشروع الصفوي الإيراني يهدف إلى تحويل الأمة إلى طائفة شيعية، لتكون إيران هي الامبراطورية الفارسية الجديدة المهيمنة على المنطقة، فإيران بمشروعها هذا تكون عدوة للأمة الإسلامية، ويكون مشروعها أيضاً في خدمة التحالف الأمريكي الصليبي المسمى بالفوضى الخلاقة بالاتفاق مع الصهاينة؛ فهو حلف ثلاثي، صفوي – صليبي أمريكي- صهيوني، وحركة داعش في خدمة الفوضى الخلاقة أيضاً، لكن الأمة أكبر وأوعى من مشروعهم هذا، لذا يجب أن تتعامل معه الأمة حكاماً وشعوباً على أنه مشروع عدو، وما يفعلونه بالتعاون في سورية ولبنان والعراق واليمن هو أحد بنود هذا المشروع (الفوضى الخلاقة والتغيير الديموغرافي والهيمنة الثلاثية)(62).

الهوامش

(1) الكتاب من تأليف الشيخ: محمد بن خليل بن يوسف الرملي المقدسي (أبو حامد) وهو مشهور بكنيته أكثر ولد عام 819هــــ في الرملة وتوفي عام 888هـــ في مصر، وهو من مشاهير أهل العلم في زمانه، كان يشار إليه بالبنان وقام على تحقيق الكتاب وقدمه رسالة ماجستير بعد أن كان مخطوطة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة الأستاذ عبد الوهاب خليل الرحمن، وطبعته الدار السلفية طــــ 1 عام 1983م/ 1403هـــ، وقد اقتبسنا أعلاه من ص4.

(2) لسان العرب لابن منظور الإفريقي المصري مجلد ص 190 حرف الراء

(3) لسان العرب لابن منظور الإفريقي المصري مجلد ص 191 حرف الراء.

(4) البداية والنهاية .. طــــ 5 1985 (1) مجلد 4 جزء 7 ص174 دار الكتب العلمية/ بيروت لبنان.

(5) الملل والنحل/ الشهرستاني/ ج1 ص174

(6،7) دراسات في الفرق والمذاهب تأليف عبد الله الأمين طـــ1 – 1986م الناشر دار الحقيقة / بيروت لبنان.

(8) محمد رضا المظفر عميد كلية الفقه في النجف/ من عقائد الإمامية 49/50 وكذلك جاء عن محمد الحسين آل كاشف الغطاء.. دراسات في الفرق والمذاهب المصدر السابق ص15.

(9) كتاب الحكومة الإسلامية – الخميني ص91 في كتابه أصل الشيعة وأصولها ص 98/ 99

(10) والقول بالظاهر والباطن في القرآن، وهي فكرة خطيرة شوهت صورة القرآن وألغت كثيراً من معانيه وأحكامه وحرفتها.

(11) التشيع: محمد البنداري طـــ 3/ دار عمار – عمان – الأردن 1988 ص37

(12) المصدر السابق ص37، وقد نقله من طبقات ابن سعد والبلاذري في الأنساب.

(14،13) المصدر السابق ص38.

(15) الكشي ص 247 – 252/ المصدر السابق ص38\

(16) د. عبد الله الفياض تاريخ الإمامية 123/ المصدر السابق ص38

(17) كل المنقولات جاءت من مؤلفاتهم التي نقلها إلينا موقع منتديات الإسلام اليوم في 1/11/2016

(18) ابن حزم الأندلسي/ الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/180 نقله عنه محمد البنداري في كتابه التشيع ص 44/45 دار عمار – عمان الأردن طـــ3/ 1999م/1420هـــ.

(19) سميرة مختار (كتابها): الزندقة ص33، ونقله منه البنداري ص45 مرجع سابق.

(20) الشهرستاني/ الملل والنحل 2/81

(21) ابن عبد ربه/ العقد الفريد 4/478، وابن الأعثم/ الفتوح 8/157/ 161 والقرشي عيون الأخبار/ 30824، ونقله البنداري ص 46/47 مصدر سابق.

(22) د. الوردي/ لمحات من تاريخ العراق ص56/ ونقله محمد البنداري مصدر سابق ص74

(23) د. كامل مصطفى الشيبي/ الفكر الشيعي 413/414، ونقله محمد البنداري مصدر سابق ص74

(24) د. علي شريعتي (التشيع العلوي) ص 58- 86/ ونقله محمد البنداري مصدر سابق ص75

(25) د. الوردي (لمحات من تاريخ العراق ص57/ ونقله البنداري مصدر سابق ص76.

(28،27،26) د. علي شريعتي (التشيع العلوي) 132 – 134 ونقله البنداري مصدر سابق ص76.

(29) الشاه عباس الكبير ص10 د. بديع محمد جمعة.

(30) لمحات من تاريخ العراق (1/ 43 – 50) د. علي الوردي

(31) وكالات الأنباء وفضائية الجزيرة والعربية كل يوم وفضائية الحوار وغيرها.

(33،32) اقتبسه الأستاذ دندل جبر في كتابه (عقيدة الشيعة في صحابة رسول الله ص124 من كتاب: "مع الاثني عشرية في الأصول والفروع للدكتور علي أحمد السالوس ص260.

(34) من كتاب (كشف الأسرار) للخميني ص126، وقد جاء هذا القسم من الدعاء من تعليق سليم الهلالي على كتاب الخميني وقال: جاء الدعاء بكامله في كتاب/ تحفة العوام مقبول/ بالأوردية/ وعليه توقيع الخميني وغيره من آياتهم منهم محسن الحكيم.

(35) عودة الصفويين/ ص52/ بعد العزيز المحمود الشافعي – طباعة ونشر مكتبة الإمام البخاري طــ 1 2007 مصر.

(36) انظر للخطة السرية الرابط التالي: http//:www.alburhan.com/articles  المصدر السابق ص54، وانظر أيضاً ما أورده عن الخطة الشيخ ممدوح الحربي في موقع أخبار من كل مكان/ مقال: مخططات الشيعة السرية (الخطة الخمسينية) وراجع أيضاً رابطة: أهل السنة في إيران – لندن/ موقع مجلة البيان/

(37) المصدر السابق 54

(38) المصدر السابق ص62.

(98) من مقال/ موقع: طريق الإسلام، المقال لــ عمار الشهداني/ بغداد 6/8/2012م ونشره من قبل موقع الألوكة الشرعية 26/10/2009

(40) (التاريخ الإسلامي (محمود شاكر) المؤرخ السوري مجلد 18 طباعة المكتب الإسلامي، ونقله كتاب (عودة الصفويين) للشيخ العالم عبد العزيز بن صالح المحمود الشافعي ص 48 (مكتبة البخاري) .

(41) المصدر السابق (عودة الصفويين ص (48 – 49) طـــ 1 2007 – مكتبة الإمام البخاري مصر.. الكلام الذي بين الأقواس الكبيرة هي شرح من المؤلف.

(42) المصدر السابق ص33 ما بين القوسين الكبيرين (شرح من المؤلف).

(43) كتاب الدكتور محمد عمارة (تيارات الفكر الإسلامي 1/238 المستقبل العربي 1983 الكلام بين الأقواس الكبيرة من المؤلف وفي النقل تصرف بسيط يلائم ما استجد من أحداث.

(44) من كتابه (الشيعة والمهدي) ص9 إصدار دار الحرية القاهرة 1988.

(45) من موقع منتديات الإسلام اليوم.

(46) كتابه (السنة والشيعة ج2 ص 5، 157) نقله عنه د. أحمد الشوابكة في كتابه محمد رشيد رضا من 55 بتصرف بسيط وما بين القوسين من المؤلف تعليقاً وبياناً منه.

(49،48،47) من سطور كتبها الشيخ في تقديم كتاب محمد البنداري (التشيع). طــ دار عمار صفحات (15،14،13) ما بين الأقواس الكبيرة هي شرح من المؤلف.

(50) جريدة القدس العربي حررت كلامه هذا بتاريخ 15/1/2016م ما بين الأقواس الكبيرة هي شرح من المؤلف.

(51) من كتابه: (صب العذاب من سبَّ الصحاب) ص378/ شبكة الدفاع عن السنة/ 11/1/2016

(52) من كتابه: (رسالة الشرك ومظاهره) طـــ دار الغرب الإسلامية/ بيروت ص244/ شبكة الدفاع عن السنة 11/1/2016م.

(53) من كتابه: (صراع بين السنة والبدعة) ج1 ص42/ شبكة الدفاع عن السنة ص 248/ 11/1/2016

(54) من مقدمته على كتاب التشيع لمحمد البنداري/ مصدر سابق ص (5 – 16) دار عمار – عمان 1999م.

(55) بيان الرابطة منشور في موقع الموقع/ الاثنين 4 يناير 2016م.

(56) من موقع الموقع على الانترنت 4/1/2016م.

(57) بيان الجبهة شوال 1429هــــ/ 25 تشرين أول (أكتوبر 2008 (موقع جبهة علماء الأزهر).

(58) تعليق من الكاتب.

(59) رابط موقع: http:/www.saaid.net/warathah/alkhar ashy/m/165.htm  من مقال له حول فكرة التقريب بين السنة والشيعة نشره في مجلة الفتح العدد 862.

(60) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: د. مصطفى السباعي ص 131 – 132 المكتب الإسلامي طـــ 2/ بيروت 1982 ما بين الأقواس الكبيرة شرح من المؤلف.

(61) د. غازي التوبة من مقابلة في تلفزيون TRT  التركي العربي في برنامج (بلا قيود) يوم الأحد 17/1/2016 الساعة 10 مساءً بتصرف يدبح الجمل ويسوي الصياغة دون تغيير في الأفكار.

وسوم: العدد 659