الجنرال جاك ماسي .. جلاد سفاح بعيون فرنسية

clip_image002_d59bb.jpg

أنهي قراءة كتاب ..

PIERRE DEMERON  "Les 400 coups de Massu ",Jean –Jacques Pauvert éditeur, 1972, 50 pages.

الكتاب من طرف فرنسي مؤيد للثورة الجزائرية والجزائريين عن جزار فرنسي هو الجنرال ماسي. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا جاء ردا على كتاب ألفه الجنرال ماسي وسماه " la vraie bataille d'Alger"، " معركة الجزائر الحقيقية". والكتاب جاء بعد 10 سنوات من ما يسميه ماسي بـ معركة الجزائر، أي سنة 1977 . ويقول الجنرال ماسي أنه كتب كتابه " معركة الجزائر الحقيقية"، لأن " قواي الجسدية والعقلية ضعفت ". ويستهزئ الكاتب الفرنسي من ماسي حين يزعم أنه يريد الحقيقة من كتابه " معركة الجزائر الحقيقية"، خاصة وأنه الناطق الرسمي للأقدام السوداء، والمظليين.

ويصف الكاتب الجنرال ماسي، بقوله ..  شجاع أمام العدو، حقير تجاه الحرب. ومازال ماسي يتباهى في الكتاب المذكور أنه صاحب رسالة " حضارية !! " . وديغول يصف ماسي بقوله .. " ماسي، مازلت دائما أحمقا ". ويرى الكاتب الفرنسي أن الجنرال ماسي لا يكتفي بتعذيب الجزائريين، بل يعذب أيضا اللغة الفرنسية لسوء مستواه اللغوي. ويرى بأن الجزائري معذور حين يجهل لغته العربية التي حرمه منها الجنرال ماسي، والذي كان يعتبر اللغة العربية لغة أجنبية. لقد نزعنا لغة من شعب بأكمله. ومفهوم المشتبه عند ماسي بعدما كان غامضا، أصبح ثريا بدليل أن المظليين إعتقلوا 20.000 جزائري مشتبه . وبتاريخ 7 جانفي 1957 وزير الإقامة روبر لاكوست، أعطى للجنرال ماسي كل صلاحيات الشرطة .

ويقول الكاتب أن ماسي يلحق كل تهم القتل والقنابل بالجبهة، وينسى قنابله التي تقتل الأطفال والنساء. والسفاح ماسي يطلب من القساوسة، أن " صلوا من أجل حكم عسكري جديد بالجزائر ". ويزعم ماسي أن المقاومين الجزائريين للاستدمار الفرنسي لا يتجاوز عددهم بعض الأفراد، لكنهم يتظاهرون وكأنهم 9 ملايين نسمة، وهو عدد سكان الجزائر يومها. وفي نفس الوقت يرى أن جنوده المتواجدين بالجزائر والمقدر عددهم بـ 400.000 ، تعبر عن طموحات 9 ملايين جزائري !!. ويرى بأنه لا يمكن للجزائر أن تنال إستقلالها إلا بإذن من ديغول وهي صاغرة، ولا يمكنها بحال أن تناله عبر المقاومة والثورة . ويعترف الكاتب الفرنسي أن الجزائر إنتزعت سيادتها من ديغول .

يقول الكاتب فقراء الجزائر خسروا معركة لكنهم ربحوا حربا، ثم يتوجه للجنرال ماسي قائلا.. لا تقلق، الجزائريون لم يقوموا بالثورة من أجل كسب معارك، لكن من أجل أن يظل 9 ملايين جزائري سادة في بلدهم، ويعرفون أنه يمكنهم خسارة معركة وربح حرب .

وفي سؤال لماسي: لو لم تكن عسكري، ما ذا كنت تتمنى أن تكون؟. فأجاب ماسي: إداري إستدماري. ما يدل على طبعه الغاصب المحتل . ويعترف الكاتب الفرنسي أن كان الاستدمار الفرنسي يتعامل مع الجزائري على أنه أهالي من جنس حقير، وكمية تافهة.

والسفاح ماسي، يصف الجزائريين الأحرار بقوله.. الشعب الجزائري مغلق تجاه الأفكار الجديدة . وكان يحبذ الجزائري حين يكون أهالي غير قابل للتطور، ويحترم ويخاف سيده بالفطرة. ويفتخر بجرائم التعذيب قائلا.. التعذيب لايعني قساوة قلب لأنه فرض علينا لحماية الأرواح. ويعلق صاحب الكتاب قائلا.. والتعذيب حسب ماسي إن لم يفني الشخصية سيفني الشخص. بدليل أنه من بين 20.000 معتقل، هناك 3024 لم يعثر لهم على أثر. ويتهم ماسي الجزائريين بأنهم وضعوا القنابل لقتل الأطفال والنساء، ونسي بأن فرنسا حسب الكاتب الفرنسي هي التي وضعت أول قنبلة بتاريخ 10 أوت 1956، وقتلت النساء والأطفال. ويكفي أن رجاله قتلوا بدم بارد 80 جزائري مقابل قتل إثنين من جنوده من قبل الجزائريين الثوار.

يرى الكاتب الفرنسي أن إنتصارات ماسي التي يتباهى بها لن تمنع الجزائر من كسب معركتها في العلم ، والتطور ، والتصنيع،وإسترجاع ثرواتها. ويرى الكاتب أن كتاب ماسي لم يقدم جديدا بالنسبة للكتب التي سبقته. ويرى بأن ماسي إنتصر في ميدان واحد فقط والمتمثل في الأرواح الكثيرة جدا التي أبادها. ويتأسف الكاتب الفرنسي بكون الجلاد ماسي لم ينل عقابه، واستشهد بشاعر جزائري، حين قال..

أقسم أن الجلادين لن يعذبوا.

وسوم: العدد 689