التشكيلية مريم زعيتر: الريشة والقلم هما قطبان أساسيان في منظومة التفاعل الحسي والفني

تحلم زعيتر أن تحقق ما تطمح إليه ضمن رؤيتها كَفنانة

clip_image002_0fec2.jpg

clip_image004_74363.jpg

مريم زعيتر مهندسة ديكور وفنانة تشكيلية من لبنان

قلبها قلب طفل، تعشق الألوان واللعب، وتصارع قوس قزح في السماء للوصول إلى أهدافها رغم مطبات ومسافة الطريق.

 يرونها منذ الصغر الفتاة القوية والعصبية والمنعزلة عن مجتمعها ولكن في داخلها حياة، تحب الضحك والمرح والسفر بعيدًا عن المشاكل وانتقادات الناس والمجتمع، وترى المرأة القوية هي حريتها والتعبير عن آرائها بعيدًا عن القيود.

ترسم منذ الصغر وتختار ألوان لوحاتها بعناية فائقة فتجذب النظر وتوصل الفكرة بإبداع، ويطغى موضوع المرأة على أغلب أعمالها فضلًا عن مواضيع أخرى، كما تمزج حبر الريشة مع حبر القلم لتظهر لنا أشعارا مرهفة لتجمعهم في محفظة المستقبل القريب

نص الحوار ...

أوضحت الفنانة التشكيلة مريم زعيتر بأن حبها الشديد للرسم منذ الصغر جعلها تتوجه إلى الهندسة الداخلية والفن التشكيلي: بدأت الرسم وأنا من العمر أقل من ثماني سنوات، درست الهندسة الداخلية التي هي من نفس أسرة الفن التشكيلي، لأن الاثنان معًا يعبران عن الذوق والإحساس والألوان المتناسقة، وحبي للرسم منذ صغري جعلني أتوجه إلى الهندسة الداخلية والفن التشكيلي معًا.

تختار الألوان حسب موضوع اللوحة: في الرسم لا يوجد لون محدد أفضله، لأن كل لوحة وكل موضوع يتميز بألوانه بعيدًا عن الآخر، مثلًا، إذا رسمت عن الحرب والعواصف استخدم ألوان تختلف عن ألوان لوحة أرسم بداخلها عن الحب والربيع فكل منها تتميز عن الأخرى.

لا تلتزم بطقوس معينة أثناء الرسم، بل قد تتعدد هذه الطقوس، وذلك دائمًا حسب مزاجها: أنا دائمًا في حالة مزاجية مختلفة أثناء الرسم. أعشق الهدوء في بعض الأوقات، وفي حين آخر، أرسم وأنا أتسمع إلى الموسيقى العالية، وأيضًا مع أصوات الأطفال لأنني من عائلة كبيرة قلما تجد الهدوء.

تعتقد زعيتر بأن الفنان الذي ينتمي إلى المدرسة السريالية يتوجب عليه اتخاذ عدة الخطوات لـيلفت عناية الناظر: كي تؤثر لوحة الفنان على الناظر يجب أن يدرس أبعاد اللوحة وتوصيل الفكرة والرسم بشكل صحيح واللعب مع الألوان وخاصة إذا يرسم من المدرسة السريالية.

تناول التشكيلية مريم زعيتر المرأة في لوحاتها بشكل كبير، لأن المرأة في مجتمعنا هي الحلقة الأضعف وأنا جزء منها، لذا أرسم عن معاناتي وحياتي ومعاناة كل امرأة لا صوت ولا حق لها، وأرسم أيضًا عن الحرب في فلسطين المحتلة والحروب العربية والفقر، ولكن الموضوع الأكبر في اللوحة هي المرأة.

تأمل في تحقيق حلمها المتمثل في الوصول إلى العالمية: الأحلام الواقعية بالتأكيد تتحقق، ولكن الفن يرسم أحلامًا جديدة نعيشها في خيالنا لأن الواقع ليس دائمًا جميلًا.

وحلمي أن أحقق ما أطمح إليه ضمن رؤيتي كَفنانة، لأنني لم أحقق من أحلامي إلا جزءً بسيطًا حتى الآن، والأجمل في ذاكرتي من الأحلام هو الوصول إلى العالمية والشهرة أكثر. وللمستقبل عنوان راشد، لأنه ينظر إلى الأمام ويحدق في الأفق البعيد، ويستكشف ما وراء الأكمة، ويسعى للبناء.

تصف مشاركتها الأولى في المعرض الفني كَحلم تحقق: مشاركتي الأولى في المعرض الفني الذي أقيم في الأردن اعتبرها كَحلم تحقق، وقد كان يومًا جميلًا في حياتي، وأيضًا إعجاب الناس بلوحاتي جعلني أحس بالطمأنينة الكبيرة.

وتوضح رأيها في النقد التشكيلي بالتالي: الفنان الحقيقي يضيف للفن الكثير، فيتعلم من خلال مرايا الناقد الصورة الجلية والثابتة مما يعطيه قدرة على مراقبة إبداعاته، لأن النقد يبين أخطاءه ويصححها.

وضع الرسم والتشكيل في لبنان جيد، ولكن: مستوى الرسم في لبنان جيد حاليًا، ولكن الأوضاع السياسة والاقتصادية تجعل كل شيء يذهب إلى الوراء رويدًا

بدأت حكايتها مع الشعر منذ الصغر: حصل التعارف بيني وبين الحرف والشعر منذ الصغر، لأن الإنسان يكون موهوبًا منذ طفولته، ولكن الاكتشاف والانتباه طورني أكثر عندما دخلت إلى عالم الفن.

وفي هذا السياق تنوي زعيتر: أنوي أن يكون لي كتابًا شعريًا باسمي، وأسجل هنا، لا يزال ينقصني الكثير ولست بشاعرة، على رغم من أنني اكتب الشعر

 الامتزاج بين حبر اللون والقلم يعني لها عالم من الجمال: الريشة والقلم هما قطبان أساسيان في منظومة التفاعل الحسي والفني بالنسبة إليّ. ومع اندماج الفنين التشكيلي والشعر، أرى أنني في عالم من الجمال، عالم اللحظات الساكنة الموجودة في أعماقي.

 وفي نهاية الحوار توصي الفنانة التشكيلية مريم زعيتر جميع على العلم والمعارف موسومة بالأخلاق الفاضلة: لا تبنى الأمم بغير العلم، وكل علم لا يحسن من أخلاقنا وتصرفاتنا فهو ليس من العلم المعرفي،فالمعرفة أن نعيش حياتنا بشكل علمي متجاوزين أي مشاكل تفسد ثقافتنا ومعرفتنا.

وسوم: العدد 811