التاريخ والفن والفروسية في قلعة نمساوية

قلعة كابفين بيرك من تاريخ الإمبراطورية النمساوية

إلى مهرجان الفرسان والفنون التاريخية

بدل رفو المزوري

[email protected]
النمسا\غراتس

تعد مدينة (كابفين بيرك) ثالث أكبر مدينة في إقليم شتايامارك النمساوي، تقع على نهر ميرز ويبلغ عدد ساكنة المدينة 22 ألف نسمة، وتقع المدينة على ارتفاع 502 متراً فوق مستوى سطح البحر. ترجع شهرة المدينة التاريخية إلى القلعة المطلة عليها وتسمى بقلعة (كابفين بيرك) التاريخية وحسب الوثائق والكتب فإنه قد تم التطرق الى القلعة عام 1173 بعد خسارة الملك البوهيمي(اوتو كار)، أما القلعة الحالية وبهذا الأسلوب الموجودة عليه حاليا فقد تم تشييدها عام 1268، واستغرق ذلك ثلاثة أعوام. لقد كانت القلعة مركزاً لإقامة وإدارة (كونتات) شوبين بيرك وكذلك كانت مكاناً للمحكمة العليا لمناطق واسعة لوادي(ميرز).

تم تطوير وتوسيع القلعة إلى قلعة (عصر النهضة) ومازال فناؤها محافظاً على جودته لغاية يومنا هذا وعصره الذهبي. قُطِنت القلعة لغاية عام 1739 وبعدها اتجه (كونتات) شتوبين بيرك إلى قصر المدينة (فيلدن) وسكن فيه ومن ثم غدت القلعة خراباً. يعود أحفاد (الكونتات) عام 1955 ليشيدوا فندقاً تحت ظلال أسوار القلعة ويقيموا فندق القلعة، تضم القلعة اليوم صالات معارض، قاعات ندوات وأمسيات ثقافية. جولة بين أروقة وصالات القلعة بمثابة رحلة إلى زمن الإمبراطوريات والدوقات والملوك والتاريخ حيث اليوم سباق الفرسان والعودة الى القرون الوسطى والمبارزة بالسيوف وأجواء القلعة وفن عمارتها اضواء وملامح من الزمن الجميل.

أقيم الاحتفال السنوي في قلعة (كابفين بيرك) لعام 2013 للمرة 16 عبر تاريخه وذلك لمدة يومين من 22\6 ولغاية 23\6 ويعد هذا الاحتفال والمهرجان ضمن العادات والتقاليد لسنوات خلت وهو متعة إقامة رائعة للأمهات والآباء والأطفال بصورة خاصة والعيش لمدة يومين ضمن أجواء القرون الوسطى وفي هذا الاحتفال يتجه الآلاف من الزوار من النمسا لمشاهدة عروض احتفالية ممتعة ضمن برنامج الاحتفال في قلعة الكونتات واحياء امجاد الامبراطورية النمساوية وذكريات الناس عنهم ويطرق الاحتفال ابواب حالات من الازمنة المنصرمة ومنها سوق عيد الميلاد، معارض الزفاف، ساحات المواجهة والمبارزة،، ألعاب الفرسان، احتفالات السحرة وعروض المشعوذين ولملمة الأطفال حولهم، أعياد ميلاد الأطفال وطقوسهم الخاصة ويسمى الاحتفال والمهرجان باحتفالية الفرسان  وفيه يتم دعوة الاعداد من الفرسان والدجالين وناس من جنسيات اخرى لغرض احياء ايام من العصور القديمة ولاستعراض جميل بالملابس القديمة التاريخية والموسيقى تعزف والفرحة تعم القلعة والناس لقضاء ايام من القرون الوسطى.

هناك ست احتفالات وخشبات مسارح وست مراحل من البرامج الرائعة والخاصة في انتظار الضيوف والزوار سنويا، ولكن مركز الثقل في الاحتفالية الكبيرة الحلبة الكبيرة وسط الجمهور في مبارزة الفرسان بسيوفهم وهم بكامل عدتهم القتالية من ملابس القتال والخوذة والدروع وتبدأ المعركة ومشاهدة الجمهور لهم وكأنها ساحة حرب حقيقية وللجمهور متعة وشوق وانبهار بما يشاهدونه والبعض ينسى نفسه وكأنه يرحل الى قرون الإمبراطورية النمساوية وزمن القياصرة بالإضافة إلى الألعاب البهلوانية للمشردين والدجالين والسحرة وهي طريقة لجذب الأطفال صوبهم وتمتيع أبصارهم وكذلك الألعاب الخفيفة والحكايات الخرافية التي تحكى للأطفال من قبل الحكواتي ويعرض المسرح أعمالاً للأطفال أيضا والبعض يقول بأنها فرصة للأطفال للتعرف على تاريخ أجدادهم وكيف كانوا يعيشون وإلى احتفالات الأعراس وملابس العرس والطقوس التي كانت تقام للعروسين والتي صاحبتها الرقصات التاريخية في تلك الحقب من الزمن والعرض الجميل الذي يبهر الزوار إضافة إلى صراع الفرسان هو ترويض وصيد الصقور والطيور الجارحة بكل انواعها حيث العدد الكبير من الطيور يتم عرضها ضمن برامج الاحتفال. تصاحب المهرجان حفلات الموسيقى وحيث السوق والمعروضات التي تعرض بضاعتها أيام التاريخ القديم والتي كانت تشمل الحرف اليدوية.في هذه القلعة ومن ناحية الاثار هناك لوحة طولها 7 أمتار ويلاحظ الانسان فيها الكنوز المحفورة والتي يعود تاريخها إلى 500 عام مضت. شظايا تحكي تاريخ القلعة. القطع المعدنية، أسلوب الزجاج، رؤوس السهام، العظام، أصداف المحار، صناعة الفخار.

الشئ الجميل في الموسيقى حين تقرع  الطبول و تعزف موسيقى(القرب) والتي ذكرتني بفلم (سنكام الهندي) وهذه الموسيقى مازالت سائدة في النمسا وتعزف في الاحتفالات الشعبية وحين يعزف عناصر الفرقة بملابسهم التاريخية القديمة يلتف الاطفال حولهم ويرقصون.تقام سفرات جماعية لزيارة القلعة كمجاميع سواح أو طلاب مدارس.

 من أجل كل هذا تعد القلعة مصدرا للدراسات التاريخية في النمسا لأنها جزء عريق من تاريخ الإمبراطورية وعصر النهضة وقد حافظت القلعة على جودتها وفنونها عبر قرون، وواظبت على إحياء عاداتها وتقاليدها ضمن مهرجان الفرسان والذي يتخلله الاحتفالات والرقصات والتاريخ.