فيلهيلم توني.. أهم فنان نمساوي في القرن العشرين

فيلهيلم توني..

أهم فنان نمساوي في القرن العشرين

على درب الحداثة

بدل رفو المزوري

[email protected]

من الغاليري الجديد في النمسا

يعد الفنان النمساوي (فيلهيلم توني) من أهم الفنانين النمساويين الذين طبعت أعمالهم النصف الأول من القرن العشرين على المستوى العالمي، بفضل اشتغاله في اتجاهات وتيارات مختلفة على تطوير الحداثة. لهذا يحتفي به الغاليري الجديد في المجمع الثقافي (يوهانيوم) في مدينة غراتس النمساوية ويعرض له عرضاً شاملا لأكثر من 300 عمل من أعماله الفنية الخالدة إضافة إلى البورتريات والرسوم التوضيحية واللوحات التعبيرية للمدن والناس، ويمثل الجنوب الفرنسي مركز الثقل إذ يعرض صور واضحة للطبيعة والبحر هناك. الأعمال المعروضة في هذا المعرض الشخصي والفردي غير معروفة من قبل المتاحف الألمانية والأمريكية لأن الفنان قضى فترات طويلة من حياته في تلك البلاد. وفي المؤتمر الصحفي قبيل الافتتاح الرسمي للمعرض تحدث المدير العام لليوهانيوم حول المعرض أما الراعي الرسمي لهذا المعرض فهو مصرف (شبار كاسى) الذي ورد على لسان مديره (د.جورج بوخنر) أن سبب رعايتهم ودعمهم لهذا المعرض الكبير يعود إلى التزام المصرف - كما يشهد التاريخ على ذلك - فمنذ عام 1825  والمصرف يدعم الثقافة والفنون في الإقليم ويرعى الأنشطة الثقافية كشريك ليجعل الفنون تنبض بالحياة من أجل مشهد ثقافي راق. كذلك تحدثت د.كريستا شتاينلى من الغاليري عن المراحل التي عاشها الفنان وعن أعماله بحضور الإعلاميين والشخصيات وبعدها افتتح المعرض بجولة لنا في أروقته وأرجائه .

يعد الفنان (فيلهيلم توني) رائداً للحداثة في إقليم شتايامارك فبعد انتهاء دراسته في ميونيخ الألمانية، وانتهاء الحرب العالمية الأولى عاش في سويسرا ثم عاد لمدينته ومسقط رأسه غراتس النمساوية عام 1923 كي يكون المؤسس المشارك وأول رئيس للانفصالية الغراتسية. نتيجة الظروف السياسية السيئة وأمنياته وأحلامه نحو العالمية والتألق وفي وقت لاحق يشد الرحال إلى نيويورك وقد قضى فترات من حياته في فنادق هذه المدينة الكبيرة ولكن مدينة غراتس النمساوية كانت دائماً في مخيلته وتحت المجهر ومركز الثقل لأعماله ولكن من الغربة والمهجر ولدت أروع إبداعاته وكانت المدن واضحة في أعماله ومنها باريس ونيويورك وطبيعة جنوب فرنسا وللحنين حكاية أخرى مع الفنان.

كانت المدينة الفرنسية الساحلية الصغيرة(سناري صور ـ مير) مركزا ثقافيا في الساحة العالمية مابين الأعوام 1918ـ1940 وكان الرسامون والمثقفون والعلماء يحطون فيها رحالهم وأغلبهم كانوا من النمسا وألمانيا ومنهم(توماس مان، برتولت بريخت، ليون فويخ فاكنر وآخرون) وفي عام 1930 اكتشف الفنان (فيلهيلم) هذا المكان وقدم نفسه للفنانين العالميين وأعماله كانت تشهد على شهادته وتقديمه لنفسه وبرزت جمالية المدينة في اعماله والقوارب والسواحل والصيادين وطبيعة البحر.

ولد الفنان (فيلهيلم توني)عام 1888 في مدينة غراتس النمساوية وترعرع وسط عائلة محبة وعاشقة للفن ومنذ طفولته المبكرة كان له إلمام كبير بالموسيقى كما تعلم العزف على البيانو والغناء، ولكنه توجه عام 1908 إلى ميونيج لدراسة الرسم باهتمام كبير، وقبل كل ذلك جعل لنفسه أسلوبا خاصا به في رسم البورتريت، وقد كانت هذه اللوحات موجودة في الصالة الأولى من الغاليري بالإضافة إلى التخطيطات الأولية له. نظراً لمكانة الفنان الكبيرة في تاريخ وأرشيف الفن النمساوي أقدم الغاليري الجديد في غراتس بعرض أهم مجاميع وكنوز وأعمال (فيلهيلم توني) في معرض يضم صالات كثيرة في الغاليري بعرض مئات اللوحات من أعماله بالإضافة إلى أكثر من 200 عمل فضلا عن لوحات تمت إعارتها من مجاميع المتاحف وأهم الفنانين.

منذ عام 1924 يمثل المجمع الثقافي(يوهانيوم) أقرب التجمعات والممثلين لأعمال الفنان الراحل وبعد الحرب العالمية الثانية كان بالامكان الحصول على لوحة (فناء المدرسة) من لوحات الفنان الخالدة. يمثل هذا المعرض معرضا خاصا وفردياً يقيمه الغاليري ل(فيلهيلم توني) وتم افتتاحه يوم 24 ـ5  ويستمر لغاية 22ـ9ـ2013 ويعد المعرض أكبر معرض شخصي يقدم عليه الغاليري الجديد بهذا الحجم وهذا المعرض الواسع بدوره يمثل عصارة بحث ويمثل علاقة واتصال مع كل الفنون ويبرز تاريخ فنان رائد في النمسا.

على هامش المعرض طبع كتاب كبير يضم 528 صفحة من الحجم الكبير وبغلاف سميك أصدرته مطبعة (كيربر) في بيلفيلد الألمانية، والكتاب يلقي الضوء على 40 عاماً من حركة ونشاط وحياة الفنان النمساوي الكبير الرسام والغرافيك (فيلهيلم توني 1888 ـ 1949) ولد في غراتس النمساوية ومات في نيويورك. محطات حياته برزت خلال اللوحات التشكيلية في المعرض ومنها (غراتس، ميونيخ، باريس، جنوب فرنسا) والتي ألقت الضوء على قسم كامل من لوحات الطبيعة وأعماله في نيويورك واضحة في المدينة وناطحات السحاب وكانت بالزيت على القماش وتخطيطات قلم رصاص وقد احتفت متاحف العالم بأعماله.

نقطة الثقل ومركز وأهمية الفنان تكمن في أعماله بأنه خلق الحداثة في أوربا عبر أعماله ولهذا اتخذ عنوان الكتاب (توني فيلهيلم..درب الحداثة) ويضم الكتاب الضخم أعماله ولوحاته وتخطيطاته .

معرض(فيلهيلم توني) عرض شامل لكل أعمال ولوحات نادرة في الحداثة النمساوية في إطار أوربي.