سكورديا..أصدقاء ماركوس شيرمار

سكورديا..أصدقاء ماركوس شيرمار

من النمسا إلى كوردستان وألحان الجبال والعالم

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\غراتس

 

في أمسية ربيعية، في إحدى منتجعات إقليم شتايامارك (لاسنيتسوهى) ــ حيث كان هذا المنتجع أولى محطات اغترابي وإقامتي في النمسا ــ أقيمت مساء يوم 18\4\2013 احتفالية لعرض الفلم الوثائقي الجديد للتلفزيون النمساوي (سكورديا...أصدقاء ماركوس شيرمار) بحضور كبار الشخصيات السياسية والفنية ورعاة الفلم، ومنهم المستشار الثقافي في إقليم شتايامارك (د.كريستيان بوخمان)، مدير التلفزيون في الإقليم (كيرهارد دراكسلر) مخرج الفلم (كونتر شيلهان)، مدير المشفى الخاص في المنتجع (د.كونتر نيبل) وبحضور أبطال الفلم الموسيقيين ومنهم(ماركوس شيرمار، رزكار خوشناو، مارينا بكهيان، اسماعيل باريوس).

ماركوس شيرمار...الباحث عن الموسيقى الكوردية والانسجام مع طبيعة وروح اللحن الكوردي والتمتع بجمال وبلاد الكورد ومقاهيه يعد من أشهر الفنانين الموسيقيين المعاصرين حالياً والذي تشهد له كبريات دور الأوبرا في العالم له بمعزوفاته الكلاسيكية على البيانو، وهو يعمل مع أشهر الملحنين وأهم الفرق الموسيقية في العالم ومنها : فيننا فيلهارمونيكا، فرقة طوكيو السمفونية، ميونيخ، لايبزيك، التشيك فيلهارمونيكا.

قال ماركوس : حين تلقيت الدعوة من الفنان رزكار خوشناو وهو صديق قديم لي عام 1995 لنعزف معاً في احتفال كوردي أجبته على الفور بنعم ولم أكن أعلم ما الذي ينتظرني. اسم الفرقة (سكورديا) تعني (شيرمار والكورد) حسب توضيح الفنان رزكار خوشناو  ولكن اقترح ماركوس شيرمار على رزكار خوشناو بان تكون لفرقة سكورديا امتداداً عالمياً إنسانياً أما رزكار خوشناو فقال:هذه الفرقة ألحانها مزيج بين الكلاسيك والأغاني الشعبية .

(إسماعيل باريوس) أحد العازفين والمولود في فنزويلا تحدث في الفلم قائلا : إن الموسيقى ليست لها حدود وكل واحد منا يجلب من بلاده موسيقاها وحضارتها كي نقدم مزيجا فنياً رائعاً.

الفلم يعرض مادة وثائقية وهو عرض (سكورديا) والموسيقى الكوردية والعالمية في دار أوبرا مدينة غراتس برفقة أغاني ومعزوفات رزكار خوشناو الكوردية وهو بالزي الكوردي التقليدي والفلم مزيج إنساني جميل بين مدينتين (قصة مدينتين).

الفلم رحلة الى مدينة اربيل وتقديم كونسيرت موسيقي لسكورديا للشعب الكوردي ومن خلاله تم تصوير الأماكن التراثية والأسواق الشعبية واختلاط الموسقيين بالشعب الكوردي في المقاهي والأسواق الذي قالوا عنه أنه شعب لطيف ومنفتح على العالم والسواح، وأنه يتقبل الآخر بروح كبيرة كما انتابهم الفضول حول كيفية استقبال الكورد لموسيقى سكورديا !! والتي هي بدورها موسيقى عالمية انسانية.

كان ماركوس شيرمار مبهورا بالذي ينتظره في كوردستان كما كان جميلا أن يبداً الفلم  براية ترفرف عاليا على قلعة أربيل ولكن المشكلة أن ماركوس لم يعثر على بيانو في كوردستان وخاصة في الفنادق الكبيرة إلا أن وجد ضالته في معهد الفنون الجميلة بعد أن أعدت ثانية .

من الجانب الآخر يعرض الفلم حياة فنان كوردي كبير قضى أكثر من 3 عقود في النمسا ولكنه لم ينقطع عن خدمة الفن الكوردي من دون مقابل وخدمة شعبه وناسه، وهو رزكار خوشناو الذي  يقود الفريق الفني في رحلة بين جبال كوردستان وداره التي عاش فيها وكذلك يقوم بتصوير المدافع على جوانب الطرق التي تركها النظام السابق ويتحدث خوشناو للفريق عن الكورد وتاريخه .

قدمت فرقة سكورديا عرضها الموسيقي في اربيل وظل ماركوس ضحية فضوله لموسيقاه المزيجة والقادمة من موسيقى العالم! ولكن الجمهور لم يخذله واستقبل هذه الموسيقى بحرارة كبيرة، فهذه كانت المرة الأولى التي تقدم فيها فرقة موسيقية كبيرة وموسيقار له ثقله مثل ماركوس شيرمار عرضه في كوردستان، هذا ما قاله رزكار خوشناو.

الفلم يبين مدى التلاحم والتقارب الإنساني والروحي بين الشعوب ودور الموسيقى تحديدا في توطيد هذا تقارب في حين تعجز السياسة على تحقيق ذلك.

لقد عرض الفلم كاملا ليلة 20\4 على قناة 3 سات المشتركة بين 3 دول وهي النمسا وألمانيا وسويسرا واستغرق عرضه مدة 53 دقيقة.

ماركوس شيرمار ...نجم لامع وموسيقي عالمي تمكن مع الفنان الكوردي العالمي الشهير رزكار خوشناو ومنذ سنوات من تطوير هذا المشروع الكبير ومن جمع كبار الموسيقيين من شتى أنحاء العالم ومزج الموسيقى الكلاسيكية العالمية مع التقليدية وموسيقى الشعوب والفلكلورو، ومن أعضاء الفرقة (اسماعيل باريوس من فنزويلا، مارينا بكهيان من أرمينيا، صوفي ابراهام من هولندا، حسين زهاوي من ايران، رزكار خوشناو من كوردستان، ماركوس شيرمار من النمسا، واخرون)

قبل عرض الفلم في إحدى قاعات المشفى الخاص في المنتجع السياحي تحدث مدير المشفى الخاص (د.كونتر نيبل)عن سبب رعايته لهذا الفلم قائلا : بانه سبق وأن زار كوردستان وتعرف على شعبه وتفقد المستشفيات فيه وتركت هذه البلاد محبة كبيرة في قلبه، وأما المستشار الثقافي في إقليم شتايامارك (د. كريستيان بوخمان فقال بأنها خطوة رائعة بالتواصل مع كوردستان عبر هذا الفلم ومن أجل تبادل ثقافي فني وللتعرف على هذه البلاد، أما المخرج كونتر شيلهان تحدث عن تجربته الجميلة في كوردستان وعن الظروف التي مر بها وتجربته الجديدة هذه بالاضافة إلى أحاديث أبطال الفلم من الموسيقيين، والأجمل كان ظهور ماركوس شيرمار ورزكار خوشناو بملابس ملونة وكأنه مهرجان الألوان في فلم هندي.

لقد كان العرض رائعا واستحق الفنان الكبير رزكار خوشناو كل التقدير على ترتيب هذه الرحلة والسفر بأشهر موسيقار نمساوي وهو شيرمار إلى كوردستان وتعريفه عليها، ولكن السؤال الأكثر أهمية الذي يطرح نفسه هل استفادت كوردستان من هذا الفريق الفني الكبير ومن هذه الفرقة الموسيقية العالمية التي احتضنتها بجهد فردي من الفنان رزكار خوشناو؟ لكن الرد من رزكار خوشناو نفسه (به داخه وه)!!!

الموسيقى الكوردية هي محور الفلم ومركز نقطة الثقل وهو حلم رزكار خوشناو الذي صور كفلم صيف عام 2012.

لقد تحدث ماركوس شيرمار مشكورا عن قناة اسمها زاكروس بأنها أخذت على عاتقها الجانب الإعلامي وقد أبدى امتنانه لهذه القناة.

الفلم أبهر الحضور وأثار إعجابهم بالحركة العمرانية والتراث وبساطة الإنسان الكوردي ولكن مع الأسف في هذه الأمسية التاريخية لم يكن للكورد حضور غير رزكار خوشناو والبيشمركة بشير خيلاني وعائلته وأنا.

رحلة سكورديا...موسيقى من عالم إلى آخر ومزيج بين ثقافات وحضارات، فالموسيقى وبكل بساطة سكورديا وأخيرا تعني رزكار خوشناو وماركوس شيرمار.