أبو زيد الهلالي

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

من شخصيات التراث الشعبي العربي تقف شخصية أبو زيد الهلالي سلامة في المقدمة‏,‏ ومع أنها ذات أساس تاريخي حقيقي صنعه الصراع بين الهلالية العرب والبربر الأمازيغ‏,‏

فقد أسبغ عليها الخيال الشعبي كثيرا من هالات البطولة والانتصارات. وقد تناول الأدب العربي الحديث شخصية أبي زيد في سياقات مختلفة, وتم تقديمها في أفلام ومسلسلات تليفزيونية لتعبر عن رؤية معينة, ترتبط بالواقع المعاصر. وقد شارك الطبيب الأديب صلاح عدس من خلال الشعر بتقديم هذه الشخصية في مسرحية شعرية صدرت مؤخرا وتقدم الصراع الذي قاده أبو زيد ولم يسفر عن نتائج مفيدة, بل كانت نتائجه سلبية ومدمرة علي الوجود العربي الإسلامي في الأندلس علي عهد ملوك الطوائف الذين تركوا العدو يجتاحهم, وتفرغوا للاستنجاد به ضد بعضهم بعضا حتي تم سقوط الأندلس.

كان المعتمد بن عباد; حاكم إشبيلية, قد استغاث بحاكم تونس القوي الذي كان يدعي بن زيري, ليواجه جيوش الإفرنج, وشرع الأخير في إعداد جيش قوي ليتوجه إلي الأندلس, ولكنه فوجئ بهجوم جيوش أبي زيد من الشرق علي قواته مما اضطره لمقاومتها, فلم يستطع إغاثة المعتمد, وانتهت الأحداث في الواقع والمسرحية بسقوط آخر قلاع المسلمين في الأندلس, وسقوط القادة العرب المتحاربين في تونس!. وعندما يصل مبعوث المعتمد بآخر استغاثة يدخل علي المسرح فيجد القادة الذين جاءوا للاستغاثة بهم يرقدون في بركة من الدماء: جئت لكي أستنجد/ لكن لم أبصر أي أحد/ فلقد مات الكل.. هنا مقبرة الأمة/ والآن لا أدري/ هل جئت أعزي أمتنا/ في قتلاها دون قضية ؟!أم أنعي بلواها الأبدية ؟...

الشاعر الأديب له مسرحيتان شعريتان أخريان هما البعث ومأساة المعتمد بن عباد, وهو ما يجعله ينضم لقافلة الشعراء الذين أسهموا في إثراء المسرح الشعري منذ بدأت بواكيره لدي أبي خليل القباني وإبراهيم اليازجي وعبد الله البستاني, وتوهجه لدي أمير الشعراء أحمد شوقي بمسرحياته الشهيرة, وانضمام عزيز أباظة وعلي أحمد باكثير وعدنان مردم بك وآخرين إلي ساحة المسرح الشعري.