"قصر الشعب" رسوم تهزأ بالأسد

عكس الإعلام السوري الموالي للرئيس بشار الأسد

هجوم على مسلسل الرسوم المتحركة ‏(قصر الشعب)‏ نجاح هذا المسلسل

"قصر الشعب" رسوم تهزأ بالأسد

المسلسل لقي صدى واسعا لدى السوريين واهتماما إعلاميا عالميا

الجزيرة نت-خاص

عكس هالإعلام السوري الموالي للرئيس بشار الأسد جوم على مسلسل الرسوم المتحركة (قصر الشعب)  نجاح هذا المسلسل -الواقع في ست حلقات لا تتجاوز مدة الواحدة منها ثلاث دقائق- في إزعاج دمشق من خلال سخريته الشديدة من الرئيس الأسد وكبار مسؤوليه وحلفاء نظامه.

واتهمت قناة الدنيا المملوكة لرامي مخلوف -رجل الأعمال السوري الشهير وابن خال بشار الأسد- صناع المسلسل الكرتوني بالعمالة لأميركا وإسرائيل والضلوع في مؤامرة تستهدف سوريا.

ويرمز قصر الشعب الذي اختير عنوانا لمسلسل الرسوم المتحركة إلى ملكية الشعب السوري للقصر الجمهوري، الذي تدور فيه معظم أحداث الحلقات في صورة نقدية ساخرة تهدف لإبراز قمع الأسد لمواطنيه وكشف تواطؤ أطراف إقليمية كإيران وحزب الله مع النظام السوري في التصدي لثورة شعبه.

ارتباط وجداني

وأشار معتمد وهو أحد صناع قصر الشعب إلى أن منتجي المسلسل "هم شبيبة سوريون، ولد أكثرهم بالخارج ولم يسبق لأقدامهم أن وطئت أرض وطنهم لأن النظام منعهم وأسرهم من زيارة سوريا".

وأوضح -للجزيرة نت- أن الارتباط الوجداني بسوريا والغيرة على شعبها ورفض الممارسات القمعية لنظام الأسد والإيمان بدور الفن والإعلام في إحداث تغيير، مثلت دوافع له ولزملائه لإنتاج المسلسل.

وأرجع المشارك بإنتاج المسلسل اختياره وزملاءه للرسوم المتحركة لإيصال رسالتهم إلى بساطة هذه الوسيلة الفنية وقربها من الذهن وقدرتها على التأثير في المتلقين من كافة الأعمار.

ولفت إلى أن "وسائل إعلامية ناطقة بالإنجليزية والإسبانية والإيطالية والتركية والإندونيسية دبلجت بلغاتها مسلسل قصر الشعب الذي لقي صدى واسعا في الإعلام العالمي".

معتمد: المسلسل مثل دعوة للناشطين السوريين الثوريين لمواصلة هذه التجربة الفنية (الجزيرة)

المسلسل

وقال معتمد إن فلسفة المسلسل تقوم على تقديم بشار الأسد كرأس للسلطة وشقيقه ماهر الأسد كآلة حربية وعصا غليظة للنظام، في حين تمثل مستشارة الأسد بثينة شعبان -التي تظهر بمعظم الحلقات- كواجهة سياسية للنظام الذي يلعب المرشد الإيراني علي خامنئي دور الراعي الإيديولوجي فيه".

وتحمل الحلقة الأولى من المسلسل اسم (قامع أكبر ثورتي) وهو اسم يبدو أنه مشتق من الأسماء الإيرانية، وتتعرض الحلقة لدعم ملالي إيران بشكل غير محدود لنظام الأسد بالأفراد والخبراء والمال والسلاح والعتاد المستخدمين في قمع السوريين.

أما حلقة (فك تشفير الثورة) فتدور حول جهل بشار الأسد بشعار "الشعب السوري ما بينذل" الذي أطلق أول أيام الثورة واعتقاده أن هذا الشعار شفرة.

في حين تبرز حلقة "المقابلة" مناقشات مطولة بالقصر الرئاسي بدمشق حول طلب قناة أخبار أميركية إجراء مقابلة يرسل لها النظام رامي مخلوف الذي رد بإجابات اختلط فيها الحقيقي بالساخر، مثل مقولته الشهيرة إن أمن سوريا من أمن إسرائيل.

ويظهر بشار الأسد في هذه الحلقة وهو يلقن مخلوف الإجابات بأوراق يلقيها عليه، وتلتصق إحداها بملابسه فينزعها لتبدو عليها عبارة "صنع في إيران".

وقال معتمد الذي شارك في إنتاج قصر الشعب إن هذا المسلسل حظي بنسبة مشاهدة عالية من سكان دمشق والمدن السورية الأخرى الذين ترقبوا حلقاته عند بثها بإحدى الفضائيات في رمضان الماضي.

وأشار إلى أن "مسلسل الرسوم المتحركة مثل دعوة للشبيبة والناشطين الثوريين السوريين لمواصلة هذه التجربة الفنية التي تفضح النظام بأسلوب أكثر احترافية".