فنانة نمساوية تجعل من الماء حضارة وتاريخا

وصورا تحتفي بها معارض النمسا

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

شعراء كثيرون وروائيون كتبوا عن تيمة الماء، فالشاعر الكبير (غوته)قال:ابق أيها الماء فأنت جميل. وشعراء عرب تغنوا في حضرة الماء وهديره والف يائه والشاعرة التونسية ماجدة الظاهري تترنم به في ديوانها ترانيم الماء واما شاعر الكورد عبدالرحمن مزوري فقال في رائعته (فقي تيران):ايها الماء أنت ملئ بالاسرار والدوامات ،احقا هناك في صفحات القرن العشرين لاجل كسرة خبز يجعلون من انفسهم سلوقيا وحذاء للاخرين؟

في احتفالية جميلة خاصة ضمت بعض الاصدقاء من الادباء والفنانين كان لقاءنا بالفنانة النمساوية والتي سميناها خاطفة اللقطات الرائعة انها (كيسي هيسي) وهي من مواليد مدينة كلاكين فورت في مقاطعة (كارنينا) وتخرجت من جامعة غراتس ودرست اللغة الانكليزية والالمانية وعملت في سلك التعليم  ومنذ سنوات فهي مشغولة بالرسم والتصوير والخزف.

تتنوع أعمال الفنانة النمساوية ما بين صور من دوبروفنيك واعمالا انطباعية وطبيعة مقاطعة كارنينا والانعكاسات المائية والتاملات وصور الامواج والهياكل الحجرية  وهياكل الاشجار والزهور.

يعد الماء  للفنانة نقطة جذب ومركز الثقل ويعود ذلك  لدور بحيرة فورتير في حبها الكبير والانبهار بحالات التغيير في سطح الماء وهذه الاشكال تحدث في ثوان وحركة كاميرتها في تغيير ولا تبق اللقطة الثابتة الا لثوان فقط.

أقامت الكثير من من المعارض الفوتوغرافية  في مدينة غراتس ومقاطعة كارنينا وكذلك هناك العديد من الاماكن والمستشفيات تعلق اعمالها بمقاسات كبيرة على حيطانها.

احتفالية جميلة جمعت هذا العدد من الاصدقاء وتحدثت لي على هامش الاحتفالية قائلة:اخر كتاب صدر لي  يمثل وقت الغروب حين كنت في مدينة كلاكين فورت وقبل الغروب أيضا. ولكن قمة الجمال هو حين يتم تصوير الغروب مع الثلج ونوازله وقصب البردي في الماء على أطراف البحيرة وتتدلى منه نوازل الثلج وانعكاسات الشمس في الماء والغروب والرومانسية. وكذلك طيور محلقة على سطح البحيرة وتصوير تموجات الموج وحركة الريح وانعكاساتها على الجليد . السرد الجميل والرد الرومانسي اشبه بروائية تسرد احداث روايتها او قصيدة شعر .بعد الاطلاع على الكتاب وجماليته وتصوير اخر شعاعات الشمس في النهر  وهي تصور اللقطة في عدة حالات  وعلى مدى اسابيع والتغييرات في حالة مستمرة وظهور الصور على شكل زخرفات  من خلال تصوير الشمس والغروب والماء والثلج وهي أدوات فنانتنا النمساوية. و ظهرت صور الماء كلوحات تشكيلية في الكتاب واللقطات التي اطلقتها الفنانة كانت في بحيرة فورتير وكذلك على شواطئ هلسنكي في فنلندة والبحر الادرياتيكي. ولكن هذه التموجات المائية رحلت بعيدا عن الفنانة كي تصبح تموجات رملية  في صحراء جنوب افريقيا  وكذلك من تحركات البواخر والسفن والقوارب  وانسجاماتها مع الانعكسات والتموجات التي تبحث عنها الفنانة (كيسي).

البحر في المغيب وعلاقاته بالتموجات والركض وراء اسرار هذه التموجات وتصويرها كانت لوحات تشكيلية  ويصعب تفرقتها ان كانت لوحات او لقطات، وهذا سر اخر من الابداع الصوري بالاضافة الى صور الشروق والفجر .بعض اعمالها التقطت في مدينة كرادو في ايطاليا على حافة البحر  وكانت للاشجار وجذوعها ايضا مكانة عند الفنانة وصور جذوع الاشجار ولكن بصورة قريبة من التموجات.  وهذه الصور تم ضمها في كتاب خاص لجذور واغصان وجذوع الأشجار وكذلك قشورها أيضا. وقالت لي بان حجارة افريقيا ابهرتني وكانت محل اندهاشي ولذا كانت صورا جميلة من افريقيا .

عاشت الفنانة كيسي طفولتها في مدينة كلاكين فورت وعلى شواطئ بحيرة فورتير. وعاشت اجواء الماء وانبهرت بغروب وشروق الشمس في البحيرة ولكنها تصور الأشخاص والناس أيضا. فقالت بانها صورت فتيات جميلات في تروغية في كرواتيا  وكذلك الناس في سوق المدينة. وانا اصور البشر وكذلك اصور الطبيعة اكثر وحين ارى الناس في لقطة فنية تكون هدفا لعدستي .الماء يظل اللقطة واللوحة والقصيدة وفي حضرته تتغنى  الكلمات.

في هذه الامسية جلبت الفنانة كتبها المطبوعة التي ضمت اعمالها الجميلة وتاريخها الفني ولحظات جميلة حين تلتقي ثقافات العالم تحت مظلة الانسانية والفن الجميل.