نجم الجيل

نجم الجيل

عبد القادر كعبان

[email protected]

دققت النظر في وجهه (تامر حسني).. مددت يدي ألامس شاشة التلفاز. إنه نجم الجيل المصري. يبتسم كعادته وهو فخور بإنتماءه لبلاد النيل. بدا أكثر أناقة و وسامة بوجه بشوش. يحبه الشباب و تعشقه البنات. هو بلا شك فارس أحلامهن ببشرته السمراء. شدتني كلمات المذيعة و هي تلقبه "بمايكل جاكسون العرب" تلك الأسطورة التي أسرت القلوب في زمن قد مضى. دخلت أختي الكبرى و فغرت فاهها حين لمحت "تيمو" على الشاشة. راح يتحدث عن والدته التي ساهمت بشكل كبير في صقل موهبته الفنية. لقد أدخلته معهد الكونسيرفتوار لتعلم الموسيقى.

لاحظت أن أختي الكبرى التي تهوى الطبخ و التي اعتادت أن تجوب محطات التلفزة لم تفكر حتى في تغيير القناة. تحدث الفنان (تامر حسني) عن فضل الإعلامية (سلمى الشماع) في اكتشاف صوته و تعريفه على المنتج (نصر محروس) الذي أعجب هو الآخر بموهبته. مازالت أختي تتابع بفضول تفاصيل حياة نجم الجيل متناسية أمر المطبخ و الأكلات الشهية التي تداوم على متابعتها يوميا. تلاشت ابتسامة (تامر حسني) و هو يتذكر حكاية حبه الوحيد. حب حقيقي يصلح للأفلام الرومانسية كأفلام الراحل "عبد الحليم حافظ". تلك القصة استمرت على حد تعبيره ما يقارب سبعة أعوام لتنتهي بالفشل. جلجلت ضحكة المذيعة و هي تقول:

- إنت الواد الأسمراني.. ألف بنت بتتمناك..

لاحظت بدوري توتر نجم الجيل الذي كان يبدو من ملامحه أن ذلك الحب لا يزال يملأ فراغا في روحه. تكلم عن تلك الفوارق الطبقية التي لا تزال حاجزا سميكا بين كل اثنين شباب. هو كان (تامر) الطالب الذي لم تظهر بعد ملامح حياته المستقبلية و هي (حبيبته السابقة) كانت تركب سيارة ملاكي و يقودها سائق خاص. تزوجت تلك الفتاة فيما بعد. تلك الأزمة العاطفية منحته الفرصة ليبزغ نجمه حتى صار شابا مشهورا يحبه الملايين من الناس. جمعتهما الصدفة يوما و عرف (النجم تامر حسني) أنها قد أصبحت إمرأة مطلقة.

أفترض أن تلك اللحظة من أصعب اللحظات للوقوف على ذكريات الحب اللي كان. لاحظت الإمتعاض الذي بدا على ملامح وجه أختي، فسارعت قائلا:

-الله يعدل بين مخلوقاته.. كل إنسان يأخذ نصيبه في هذه الحياة..

لم تستطع أختي التمسك بحبال الصمت، فأردفت قائلة:

- أكيد مسألة الزواج قسمة و نصيب عزيزي..

تركتني ممدا على السرير. قررت متابعة نشرة الأخبار الفنية. للحظة استوقفتني وجوه نساء فاتنات فتحت لهن الأبواب سماء هولييود. أثارت انتباهي احدى الشقروات فوجدتها تذكرني بأيقونة الإغراء و الجمال الأخاذ "مارلين مونرو". فجأة سمعت آذان صلاة العصر. أغلقت شاشة التلفاز و خرجت مستغفرا أسارع الخطى لتأدية الصلاة.