كاظم نويّر.. الغصن الذهبي

كتب .. كتب .. كتب :

سبع وستون – مازن المعموري:

د. حسين سرمك حسن

عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب للناقد "مازن المعموري" عنوانه "كاظم نويّر ... الغصن الذهبي في الرسم العراقي الحديث" .

قدّم للكتاب (120 صفحة) الفنان التشكيلي الأستاذ "عاصم عبد الأمير" بمقدّمة جميلة ووافية عنوانها : "تسعينيات الرسم العراقي : سطوع في ظلمة" ، استعرض فيها ابتداءً ظروف عقد التسعينات الجحيمية التي أعقبت أهوال الحرب العراقية الإيرانية ، وكيف دفعت الظروف الملتبسة إلى هجرة المزيد من المواهب الجديدة ، على الرغم من وجود رسّامين آثروا البقاء في الوطن ، فدفعوا الثمن باهضاً نتيجة تداعي المؤسسات الراعية للفن ، والدور القذر والمدمّر الذي قام به المحتل الأمريكي الذي اتجه بالبلد إلى مرحلة قصوى من التدمير الذاتي بعد أن رفع تجّار السياسة رايات الفتنة وقرعوا طبول حروبها (ص 7) .

ثم يشير عاصم إلى أن كاظم نوير كان من جيل قيض له أن يكابد ثقافة الكراهية ويعترض موجها العاتي :

(وهكذا بدا الرسم العراقي في عقد التسعينات آخر بؤر الحضور الجمالي . كانت تجارب كاظم الواعدة قد تركت انطباعاً من أن موهبة قادمة تطمح في العثور على مساحة في جغرافيا الفن العراقي المعاصر .. تجربة قادمة من الديوانية بمددها السومري) (ص 8) .

ويضيف عاصم وهو يقيّم تجربة كاظم نوير قائلاً :

(إن كاظما ممن تستهويهم ممارسة الرسم من منطلق اللعب ، لهذا تبدو لوحاته خارج المعيارية ، مما يكسبها تمتعا وإحساسا بجدل تجربة تعيد اكتشاف نفسها على الدوام مع الأخذ بالهوية خارج الإيحاءات المضلّلة) 0ص 9) .

وبصدد كتاب الناقد مازن المعموري هذا عن تجربة الفنان كاظم نوير يعبّر عاصم عن أسفه لأن تدير المؤسسة الفنّية ظهرها لمثل هذه الجهود النقدية المباركة والضرورية آخذة بثقافة العزل التي أُشيعت إبان النظام السابق .. ثم يختم تقديمه قائلاً :

(مرحى لمازن المعموري وهو يقترح قراءة نقدية تشيع الأمل في ظل انكماش النقد التشكيلي ، ومرحى لكاظم نوير أحد أقطاب جيل ما أن يغمره الظلام فإن سطوعه يزداد وهجاً) (ص 10 و11) .

تلت المقدّمة مقالات الناقد المعموري الرائعة عن المبدع كاظم نويّر مفنتتحا إياها بمقالة (بزوغ) التي يلاحق فيها حياة كاظم من ميلاده على ضفاف الفرات في الديوانية عام 1967 وحتى الآن ، مستعرضا المؤثرات المبكرة التي شكّلت تجربته .. ومسيرته الإبداعية اللاحقة .

في مقالة (التسعينات جيل الشتات) يتناول الناقد علاقة المبدع نوير بذاته ، والشروخ ذات الأبعاد السوسيوثقافية المهمة ومنها :

1-البعد الميثولوجي

2-البعد الذاتي

ثم موضوعة التأثير والإستحواذ ، خصوصا تأثيرات الرائد العملاق "فائق حسن" على كاظم نوير ، وتأثيرات الفنان الرائد "جواد سليم" الذي أرسى درس المشهد الشعبي العراقي وحوّل الأنظار إلى قيمة الأجواء المدنية في بغداد ، والفنان الكبير "شاكر حسن آل سعيد" الذي رسّخ مفاهيم صوفيته عن الخط العربي والجماليات الروحية في المرجعيات الإسلامية ، وكذلك الفنان المبدع "اسماعيل فتاح الترك" بقوة شخصيته وبساطة تكوينه وعمق تعبيريته .. ثم يأتي تأثير أساتذته في كلية الفنون الجميلة ومن ابرزهم فاخر محمد وعاصم عبد الأمير .. ثم يأتي دور الفنان الكبير خالد الجادر بأسلوبه البسيط والمختزل في التعالم مع الطبيعة ..

ثم يلاحق الناقد المعموري خصائص تجربة الفنان المبدع كاظم نوير وسمات رؤياه الفنّية عبر ست مقالات هي :

الرؤية والخطاب ، طبقات السطح .. حركة الزمان ، الحرب أو الوقوف على حافة الهاوية ، الذات في مواجهة الآخر ، تبادل الأمكنة ، والفوضى الخلّاقة . 

زيّنت الكتاب لوحات جميلة للفنان كاظم نويّر تيسّر فهم جوانب من تجربته الإبداعية الثرة .