جائزة الموسيقى الكبرى للشباب في غراتس النمساوية

جائزة الموسيقى الكبرى للشباب

في غراتس النمساوية

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

كأس العالم لكرة القدم يعتبر الشاغل الرئيسي لمحبي وعشاق هذه ولكن تظل النمسا والموسيقى توأمين من رحم الفن والابداع والانسانية .ففي هذه الايام امتلأت شوارع مدينة غراتس النمساوية بالفرق الموسيقية.  ولا حديث غير الموسيقى والكونسيرتات الموسيقية في هذه الايام في النمسا ومدينة غراتس .في كل ركن وزاوية وساحة تتناثر الموسيقى وضحكات الحسناوات القادمات من العالم  فأكثر من 120 فرقة موسيقية (كورال) وفدت  من 40 دولة لتعرض 240 عرضاً موسيقيا  ضمن برنامج المهرجان.

إنه سباق الجائزة الكبرى للموسيقى للشباب العالمي الذي أقامته النمسا في مدينة غراتس النمساوية من 10 ولغاية 17 تموز .افتتح المهرجان بنشيد مدنية غراتس وهو (مدينة القلوب) وكان هذا نشيد السباق الاول الذي أقيم عام 2008 حيث كنت وقتها أجوب الصحراء المغربية.  وكان الافتتاح  في قاعة شتيفاني  يوم 107. وفي حديث لمحافظ غراتس السابق الفريد شتينكل والذي سبق ان تحدثنا حول الشرق وسحره على العالم وقال:بأن المدينة استضافت  عام 2008 ،(20)الف مغن  من 93 دولة  وانه تاريخ رائع  لمدينة غراتس وإقليم شتايامارك بهذا السباق. و إن اقامة هذا المهرجان والسباق العالمي في غراتس يجذب الأنظار إلى هذه المدينة  كمدينة سياحية وثقافية وفنية وتاريخية. وهذه الأيام المدينة مليئة بالشباب من كل أنحاء العالم .افتتح المهرجان الساعة 16 عصرا باستعراض احتفالي في شارع الأسياد ،في مركز المدينة (الحي القديم)لالقاء التحية على الجمهور الكبير في الساحة الرئيسية في المدينة.محافظ مدينة غراتس السيد سيغفريد ناكل سبق وأن تحدث حول هذه التظاهرة الموسيقية قائلا: سباق الجائزة الكبرى الموسيقية للشباب لن تجعل غراتس فقط مدينة عالمية بل روحاً وعقلاً للتمتع للذين يعشقون الأدب والفن والمدن القديمة.

رفرفت أعلام الدول والفرق المشاركة و تعالت أهازيجهم وأغانيهم. والبعض كان يرتدي الملابس الشعبية وتجمهروا أمام محافظة غراتس. و ألقى المحافظ كلمة مرحبا بالفرق جميعا. وبدأ الغناء الجماعي والهنود الذين أحببتهم منذ صغري رفعت علمهم حبا بهم،وكان بجنبي صديق عراقي وحين سألته لم غاب الحضور العربي فأجابني إنهم مشغولون بالثورات وبادرني بالسؤال ولم الغياب الكوردي فهززت راسي ومجاوبا نفسي بان ممثلي حكومتنا وأحزابنا في أوربا هم فقط لاستقبال المسئولين القادمين من الوطن وليس لربط الوطن بالعالم فنياً وثقافياً!!

خصصت صالات كثيرة لاقامة هذا العرس الاحتفالي في المدينة ومنها ،حيث الافتتاحية في الهواء الطلق في الساحة الرئيسية،صالة المؤتمرات ـ مركز الفرق الموسيقية وفيه عرضت الكونسيرتات  والسباق،صالة كنيسة مارياـ جرت فيها سباق الجوقات ،صالة كنيسة مينوريتن وفيها عرضت الكونسيرتات الضخمة ،اوفيوم ـ عرضت أيضا فيه الكونسيرتات الكبيرة. أما صالة المدينة الكبرى فعرضت موسيقى الافلام .فناء دار المقاطعة وعلى الهواء الطلق كان نقطة التقاء اللقاءات والكونسيرتات الكبيرة والغناء المشترك. اما في مور بارك عرضت ايضا الكونسيرتات وجامعة كارل فرانسس في غراتس كان لها بصمة في هذا العرس الغنائي.

سباق الجائزة الكبرى للموسيقى للشباب هو لتسليط الضوء على الفرق التي أظهرت مستوى ذا تقنية فنية مميزة  في الغناء والموسيقى وكذلك فرصة نادرة لتلك الفرق التي فاتتها الفرصة بالمشاركة في سباقات عالمية. فكانت مدينة غراتس الحدث الكبير لهم في قلب أوربا. ويضاف هذا الحدث الى المهرجانات العالمية التي تقام فيها ومنها مهرجان أفلام الجبال والفلم النمساوي ومسرح الشوارع وخريف شتايامارك ووو...موكب الاحتفال الافتتاحي أيقظ في نفسي ايام الموصل ومهرجان الربيع الذي كان يقام سنويا. وهذه المواكب رحلت بي من بلاد الغربة والموسيقى إلى موصل الحدباء والطفولة والشباب. غصت كل احياء المدينة بالموسيقى والملابس الشعبية للمشتركين وفقط كان ينقص المدينة ال (الشل و الشبك) الكوردي .

تعد مدينة غراتس عاصمة للثقافة وقد كانت عاصمة اوربا الثقافية عام 2003 .وقد عاشت مراحل زاهرة في الساحة الإبداعية والثقافية وهي المركز التاريخي الثقافي في عصر النهضة. وقد ضمت المدينة الى قوائم مواقع التراث العالمي ،وتشتهر بالمطبخ اللذيذ منذ القرون الوسطى. أما فن العمارة  فقصور الامبراطورية النمساوية  خير دليل على عراقة هذه المدينة الرائعة. وفي عام تم تشييد جزيرة اصطناعية في وسط نهر مور العنيف الذي يقسم المدينة الى قسمين القديمة والجديدة  وكذلك تشييد قصر الفن على الطراز الحديث .

فرق عالمية كثيرة شاركت في هذا العرس الكبير ومنها(استراليا،النمسا،روسيا البيضاء، صربيا، روسيا،رومانيا،بولندا، ماليزيا،مقدوميا،المانيا،المجر،فرنسا،استونيا،الدانمارك،التشيك،قبرص،كرواتيا،الصين،التبت،الهند،فنزويلا،امريكا،السويد،اسبانيا،).

إنها فرصة جميلة في هذه المدينة للقاء هذه الجنسيات  والطاقات والخبرات الفنية الشبابية من كل أنحاء العالم وتبادل الآراء والأفكار والاختلاط بباقي الجوقات الموسيقية. وبوسع الفرق الموسيقية مشاهدة العروض الاخرى والتفسح في مدينة غراتس التي غدت ساحة كبيرة للغناء والرقص والأزياء والموسيقى واللحظات الحلوة تقبع في كل زوايا المدينة التاريخية.

أكثر من 100 ألف زائر  طرقوا أبواب هذه المدينة التي يبلغ تعداد نفوسها 262 ألف نسمة  ولكن المدينة هيأت كل الظروف والمسكن من اجل إنجاح هذا العرس الغنائي الكبير.  والمهرجان دل بأن غراتس والموسيقى توأمان برفقة السحر والجمال ولا شئ غير الموسيقى في هذه المدينة.