فرسان سنا 22 / أطفالنا و الأغاني

فرسان سنا 22 / أطفالنا و الأغاني

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

كتبت الأستاذة هدى السالم في جريدة ( الرياض ) السعودية ما يلي / يردد بعض الأطفال على شاشة التلفاز أغاني الكبار ، في حين ينظر ذووهم للأمر على أنه إبداع و عبقرية ! فيتطلعون بفخر لطفلتهم التي تغني : مين حبيبي أنا ، رد علي و قول ؟؟؟ و لطفلهم الذي يردد : عذبيني غربليني يا بدوية .. لقد مسحنا من وجوههم البراءة و اقتلعنا من عقولهم الإبداع ، و فن التفكير السليم ! أي ثقافة هذه و أي قدوة تحمل تلك الكلمات ؟ أصبح الأطفال يرددون بلا وعي أو فهم ، يقلدون من يرون تصفيق الناس لهم .. و نحن نصفق لهم و معهم

نحن بحاجة لمادة توقظ حس الطفل من مدلولات إلهية عظيمة تتكرر كل يوم و نراها كل حين ، دون أن ندرك عظمة وجودها وإبداع خالقها ، لندعوه للتأمل و الاستنتاج الفكري السليم . و لقد بحثت لأبنائي عن ثقافة خفيفة تجمع المتعة والفائدة ، فوجدت منها القليل و القليل جدا . فمادة تجمع الفائدة ولكنها تفتقد المتعة وانتباه الطفل ، و أخرى مسلية خفيفة و مفيدة ولكنها تفتقد الكلمات العربية السليمة . ثم وجدتها ، وجدت الهدية القيمة التي أقدمها لكل الأطفال ، تحمل المتعة والفائدة ، إنها من إنتاج ( سنا ) و بشريط كاسيت الطفل والبحر . وقناعة منا أن العمل الجيد يفرض نفسه و أن الإعلام يوجه أو يتوجه منا كانت شهادتي هذه ، بجودة و تميز هذه الأعمال المبدعة ، انطلاقا من أهمية تشجيع الثقافة الراقية . فقد جمع مؤلفها الشاعر العربي سليم عبد القادر الكثير من المعاني المبسطة البديعة و لحنها العازف خالد جنون لينشدها مجموعة من الأطفال ، و لست أبالغ أن هذه الأناشيد تمنح الطفل ثقافة عالية في حديث شيق مع الطبيعة ، فبينما التصور الغربي يقوم على الصراع مع الطبيعة والاستفهام عن تلك المخلوقات ، نجد في العمل الإبداعي أن هذه الأناشيد توجه عيون الأطفال و قلوبهم إلى مخلوقات الكون و حب الطبيعة التي خلقها الله و سخرها للإنسان فلا تصادم و لا صراع ، بل وفاق و محبة و انسجام

إننا بحاجة لتغذية الطفل مثل هذا الغذاء ، و إنني على يقين من أن الطفل سيحبه تماما ، فهي أعمال متقنة و مثقفة تجمع الإيقاع الممتع و المعلومات السليمة و النطق العربي الصحيح و الصوت المريح.

العدد - 10743

               

* عضو رابطة أدباء الشام