مُفتاحِ البابِ الـ مْسَكَّر

م. عز الدين سلامة

[email protected]

 (قصيدة شعرية بالعامية الفلسطينية)[i]

يرحم أبوك اسمع حكاية من أَخوك

إسمع حكاية مقدرا

فيها الغرابة والعِبَر

فـِ هالبلد عاش زَلَمي[ii] بسيط

فقير، .... بس عُمْرُو ما عاب الفَقِرْ

أبو العَبِد إبِنْ بَلَد

فلاح بسيط، ... على الصبح بدري بِحِبْ يِفطر

على شُو ما قسَم رَبِّ العِبادْ كافي

وِما بيطَّلَب اكثرْ

الخُبِزْ عندو أَساسْ

والزِيتْ مَعِ الزعتَرْ

معاهن وَرْقتين بَصَل طَرياتْ

مع ثَلَثْ حبَّات زَتُونَ اخظَر

بَعِدها كاسِةِ الشاي تِعدِلِ الرَاسْ عَ التّمامْ

مَعْ مَرَمِيّة وْمِعْلَقةْ سُكّرْ

على نارِ الحَطَبْ تِغلي غَلِي وْتِخمَرْ

فَرِحتو بْهالبِساطا

والبَساطَا دائِماً تُشكَرْ

رَجُل عِيشتو بَسيطة ....

عُمْرُو ما تكبّر على النِّعمي، ....  ولا تْبَطّر

وِمِثْلو مَرَتو

إم العَبِد هذي الأَصيلِي

طول عُمُرها للصّبِر عِنوانْ

على الخُبزي الطَّرية تُشْكُرِ المَولى

واذا ما أَمحلتْ[iii] .... تُصبُر .. وِتِتصبّر

كَمان مِثلِ الأَصايل خلَّفتلو أَرْبَعَةْ شَبابْ

نَشامى مِثْلِ لإسودْ .... لَمّا تزأرْ

مع ثَلَثْ بنات صَبايا

مِثْلِ لِقمار في السّما

طَلعا بهيِّي،

والقَلِب كُلّو حنان

ومْعَبَا حِنِّيّي

بِهالبنات بَقا يِفخَر

-----------------

عيشىة أبو العبد سَعيدي

بسْ أَجَت شَغلات، ...

عَلَى بالو ... ولا في بال حَدا تِخطر

أَجو اليَهود وِاحتلوا لِبلادْ

والأَراِظي صادَروها

وما بِقي لابو العَبِد قُرني[iv]

إذا مات يندفن فيها

مِثلْ لِغراب .... أَجو وبومْةِ الخَرابْ

ظاع الحِلِمْ، .... وِكل إشي ادّمّر

وِلِولادْ هاجَروا

وِما بِقي عندو حدَا يْسَليه وَلا يِسهَرْ

وِلِمصِيبي .... رَحيل ام العَبِد بدري

حبيبة هالقَلِب

كانت مِثِل رِيحة هـ َلِبلاد ...

حَندقوق[v] واعطَرْ

بَكتْ لِكروم عَليها والدوالي

وركوةِ البير عَيّطت

والزعتر اتمرمر

أبو العبد أنا وانتا

وِكل واحد لَـ هالأرظ عِشِق

وِعن عشقها عُمْرُو مَا تأخر

أبو العبد فلسطيني عِشِق أرظو مثل روحو

أبو العبد مثل عنتر

عِشق عبلى، .....

وِحُبّها في القَلِب أَثمر

مثل أَرظو بَقَت إم العَبِدْ

عَبْلى ......

يـَ مغلاها على قَلبو .... هَـ لِمحرحر

-----------------

قَبل ما يموت أبو العبد

لـَ ابِن بِنتو حكى

عن قِصّة المُفتاحْ وباب الدارِ لِمسكّر

فــِ يافا إِلنـَا دار

جايي وَسَط بُستان شَجَر رُمّان

مع الرمّان عِنِب أَسمَر

يـَ محلاه، ... والطَعِم سُكّر

وِفـِ الوَسَط ... بَقا هالبير عَذِب

فـِ عْذوبِةِ الكَوثَر

سقاها الله مِنِ ايّامٍ مَظت يـِ ابني

وِما عادتْ تِعودِ النا

ولا عاد القَمِح يِغفا عَلى البَيدر

خُذِ المُفتاح يـَ عايد معْ هَالِوصيّي

إِلي سْنين عَالعَهد باقي

وِما نْسيتْ ريحِةِ البُستان

ولا طَعِم مَيِّة الكَوثر

               

[i] العامية الفلسسطينية تُرقق القاف حت تنطق قريبة من الكاف ، والفلاحين ينطقون الكاف بالأتشأتشة

[ii] زلمي بمعنى رجل

[iii] أمحلت بمعنى أجدبت

[iv] قرنة بمعنى زاوية

[v] الحندقوق هو النرجس البري