الفنان محمد حرب

تمكن من توظيف التكنولوجيا في لوحاته الفنية البارعة 

الفنان محمد حرب:

الفن التشكيلي سر وجودي في الحياة ! 

المحررة : أسماء شاكر

" رائحة الألوان كانت لا تزال تسكن عيونهم، تسحر المكان  بسرمدية حالمة تماهت بأنفاسهم، هم الذين كانوا يملؤون المكان  بصخب بدهشتهم أحيانا و بذهولهم أحيانا أخرى أمام لوحاته، غير  أنهم كانوا يترددون في لمس ألوانها التي ظنوا أنها لم تجف، لشدة  الوهج" .... مشهد من معرض ألوان في الرماد

 " كل شخص هو لون في هذا العالم، فالحياة هي مجموعة ألوان، قد تكون  مركبة... أو ممزوجة "  هنا كان السر الذي تكون في أعماق  طفولته، حاملا بعض النبوءات و بعض  الأساطير التي نبتت بين أصابعه ربيعا  من أحلام ، رسمها فوق عبث الورق و  صخب الجدران .  ككل البدايات ، كانت بداية الفنان  التشكيلي محمد حرب، حيث رأيت عيناه  النور في غزة  عام ١٩٧٩ . 

درس الفنون الجميلة في جامعة النجاح  الوطنية، و تخرج عام ٢٠٠١ ، حيث حصل  علي عضوية رابطة الفنانين التشكيلين  الفلسطينيين في رام الله .

 شارك بالعديد من الدورات الدولية  ، إضافة لمشاركته في العديد من  المهرجانات منها مهرجان القاهرة  لفن الفيديو آرت ، و مهرجان “ الأفلام  المستقلة “ المركز الثقافي الروسي،  هو حاليا يعمل مخرج للأفلام و  البرامج ا لتلفزيونية.  الفن سر وجودي  وعن المراحل الرئيسية التي مر بها  حرب خلال مسيرته الفنية يقول :

  أما تعريف الفن التشكيلي بالنسبة لحرب  فهو النافذة التي يطل منها إلي العالم  الخارجي، الذي قد يمكنه من تشكيله كما  يحب ، وليس كما هو..:"الفن التشكيلي هو  حساسي اتجاه الأشياء و ترجمتها الصادقة،  هو سر وجودي ، فتوقفي عن الفن يعني  توقفي عن النبض " .  غير أن حرب يري أن رسالة الفن اكبر من  أن نعرفه برسالة، فهو يجسد كل أوجه  المجتمع التي تكتشفها مكنونات الفنان،  فالعلاقة بينهما- الفنان و المجتمع- علاقة  تأثير و تأثر..  التكنولوجيا في لوحات الفن التشكيلي  أما عن التقنيات الحديثة التي بدأت تدخل  مصطلحات الفن التشكيلي، فيعلق حرب  :

" الفنان التشكيلي تمكن من تسخير  إمكانيات التكنولوجيا الحديثة في توظيف  الفكرة و البحث عن أدوات جديدة" .  ولا ينفك حرب عن التذكير بان  التكنولوجيا هي أداة كغيرها لخدمة  الفن و توصيل الرسالة، فزمن اللوحات  و الريشة لم يول – علي حد قوله_،  فالحرفة اليدوية هي الأساس في أي عمل  فني ، مهما تطورت أدواته . 

حيث أن اتجاه الفنان التشكيلي للتكنولوجيا  لم يكن بشكل مباشر ، فالفكرة هي التي  تقود بوصلة الفنان لأساليب تنفيذها،  هناك أفكار لا يمكن أخراجها إلا بالتصوير،  وأفكار أخرى لا يمكن أخراجها بالشكل  المطلوب إلا بالفيديو، وأيضا أفكار لا  تكون إلا بالرسم.  حرب هو احد ابرز الفنانين التشكيليين  الذي نجحوا في توظيف التكنيك .. سواء  في الإخراج أو اللوحات وهذا ما اتضح في  معرضه الأخير ألوان الرماد ، خاصة وانه  استخدم فن "الفيديو آرت" .  وعن تعريف الفيديو آرت ، يكمل حرب  قائلا:

" هو ليس بفن جديد ولكن ادخل  على غزة بشكل متأخر وهو موجود منذ  السبعينات ، واراد الفنان وقتها عن يعبر  عن فكرته بالضوء أي بالصوت والصورة ،  وتحريك اللوحة عبر تشكيلها بالمؤثرات  المختلفة ، سواء كانت ضوئية أو صوتية  أو لونية " ، لكنه يشير إلي الفهم الخاطئ  للفيديو آرت اعتقادا منهم انه كل ما  يصور بالكاميرا، مما يفقد هذا الفن  لبعض أبجدياته، أما عن أعمال الفيديو  آرت التي قدمها حرب فكان منها : حمامة  حرب، ابيض واسود، المشهد الأخير،  بدون عنوان .   

 الحصار .. في الفن أيضا  " الحصار علي غزة كان سببا في  حرماني من رؤية معارضي في الخارج،  بل ومن المشاركة في العديد من  الدعوات، منها دعوة أخيرة للمشاركة  في مهرجان التصوير الفوتوغرافي في  ايطاليا،علما بأنني الفنان الوحيد من  فلسطين الذي سيشارك في المعرض،  لكن إغلاق المعابر حال دوني و دون  السفر . 

ولكن رغم كل ذلك نحن نجتاز  الحدود، رغم إحباطنا الشديد نسابق  الهواء و نرسل بأعمالنا ، غير أنني  اخشى أن يعرفوا بذلك فيقوموا  بحصار الانترنت و منعه عن غزة  أيضا!"  بهذه الكلمات تحدث حرب عن الحصار  ، وتلك المعاناة الدامية التي يواجهها  الفنان أو المبدع في غزة ، فهو كما  يعلق حرب " قاتل لطاقات الشباب " ،  فغزة هي " الموت مع وقف التنفيذ"،  ولكن بشق الأنفس استطاع الفنان  التشكيلي من إيصال رسالته، عبر كل  الوسائل الممكنة و المستحيلة .  فحرب كان يري في كل نجاح له  خارج غزة.. ولادة جديدة، و ألما آخر،  يضيف حرب : " كم هو شعور سئ أن  لا تري نجاحاتك ".