ولادة مشرقة لحدث فني مهيب!

أسامة مصري

[email protected]

*شفاعمرو- "تفانين"- قبل أيام، وصلت إلى مسامعي معلومة تفيد بأن فرقة موسيقية كثيرة العدد، تجري مراجعات في إحدى قاعات مدينة شفاعمرو.. هرولت إلى هناك وفي يدي الكاميرا لأوثق ما تشاهده عيناي، ففوجئت بفرقة تعدادها يصل العشرين عازفا يتوسطهم المايسترو حسام حايك وبجانبه الفنان المطرب خليل أبو نقولا، يتجولون مع أفراد طاقم الفرقة في ساحات أنغام أغاني الهرم وديع الصافي وسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. استأذنت الجلوس والتصوير، في البداية لم اصدق ما تراه عيناي وما تسمعه أذناي، شعرت أنني في فردوس احلق في سماء الأنغام العذبة، يستوقفها حسام حايك، ليضبط اللحن والإيقاع يرافقها خليل أبو نقولا، بصوته العذب الجميل لتفرز سيمفونية عذبة تحلق بالمشاعر والروح وتطهرها من الأعباء اليومية.

وفي فترة الاستراحة سألت واستفسرت عما يجري فأعلموني انه بتاريخ 1332008 وفي قاعة الاوديوريوم في حيفا، سيغني خليل أبو نقولا بصوته من روائع وديع الصافي وأم كلثوم، إضافة إلى بعض أغانيه الخاصة في أمسية فريدة من نوعها وذلك بمبادرة اتحاد الفنانين والموسيقيين العرب، ومن بعدها سيطوف البرنامج بين المدن والبلدات العربية ليطعمنا وجبة دسمة من غذاء الروح، عندها عرفت وتيقنت أننا أمام ولادة حدث فني مهيب له دلالاته وأهميته، خاصة أنه يُعنى بالموسيقى العربية الكلاسيكية وفق مفاهيم عصرية يؤديها فريق من العازفين الموهوبين الشباب، حملة الشهادات الأكاديمية بموضوع الموسيقى بقيادة حرفية ومهنية تنبئ بالآتي: فالتزاوج بين صوت خليل أبو نقولا والقيادة الفنية لحسام حايك وأنامل العازفين لا بد أن تأتي بهذا المولود المشرق.

يشار إلى أن الفنان أبو نقولا، يصنف على رأس المطربين في البلاد وله باع طويلة بالمجال عبر اشتراكه في مهرجانات دولية للأغنية العربية، منها في دار الأوبرا بالقاهرة وتونس والمغرب والأردن وقطر بالإضافة إلى استضافته من قبل الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا.

في زمن تتلاطم فيه أمواج الأغاني والمغنين منهم الغث ومنهم السمين ترتفع أصوات كصوت أبو نقولا تهتف بالأصالة والطرب النبيل، أصوات محلية، لا أبالغ إن قلت أنها بتقديري لا تقل قدراً أو حرفية عن الأصل وهذا ما يجعلها حية نابضة في عروقنا وأسماعنا على الرغم من عمرها الزمني، فالفن الجيد الأصيل لا يموت ولا تنتهي صلاحيته وليس كما الكثير من الأغنيات الجديدة التي تنبت كالفقع وما تلبث أن تنتشر حتى تنتهي صلاحيتها ولا يبقى في الوادي سوى حجارته.