نيكولاس هارنونكورت ..

أشهر قائد اوركسترا في العالم

ومعرض تكريمي عن سيرة حياته

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

أقام متحف مدينة غراتس النمساوية بالتنسيق مع مهرجان (ستيريا آرت) معرضا كبيرا للفنان العالمي النمساوي وقائد الاوركسترا والملحن الشهير نيكولاس هارنونكورت،  في الطابق الاول من متحف المدينة والذي يقع في مركز المدينة الثقافية غراتس.افتتح المعرض يوم 2362009  برعاية رئيس دولة النمسا  السيد د.هاينز فيشر، تكريماً لهذا الموسيقار  الكبير الذي حمل النمسا في المحافل العالمية وكان المرآة الصادقة للموسيقى النمساوية وتمكن من احياء موسيقى الراحلين في دور الأوبرا في النمسا والعالم. واستمر المعرض لغاية 2822010 .

والجدير ذكره أن  المعرض أقيم تكريماً  لهذا الفنان الكبير بمناسبة بلوغه 80 عاما في كانون الاول القادم، وللاحتفال معه بهذه المناسبة وهو في قمة نشاطه وحيويته على  خشبات  المسارح. وللفنان علاقة متينة بهذه المدينة التي قضى فيها شبابه. ومنذ 20 عاماً يؤدي دوراً كبيراً في مهرجان (ستيريا آرت)في قيادة الاوركسترا. وهي  مناسبة هامة لمتحف المدينة لعرض تاريخ هارنونكورت الفني والشخصي وذكرياته وأعماله  ليتمكن الزائر معرفة تاريخ هذا الفنان الكبير. فهو ليس اشهر قائد اوركسترا وملحن في النمسا فحسب  بل في العالم كله. ولقد قامت عائلة الفنان وأصدقاؤه المقربون بإعارة المتحف  بعضاً من أشياء وممتلكات  الفنان للعرض ، وهي توفر نظرة نادرة على شخصيته. في الطابق الأول من المتحف تم عرض صورتين كبيرتين  للفنان، واحدة لأذنه كدليل على أذنه الموسيقية، وصورة أخرى لملامح وجهه أثناء عروضه وقيادته للأوركسترا. يندمج الفنان بالموسيقى وبالنوتات  ويبدو واضحاً  للمشاهد أن الفنان قد فقد زمام الأمور في السيطرة على انفعالات الجسد الذائب في الموسيقى .  وفي مدخل  المعرض تواجه الزائر صورة كبيرة لإحدى الأوبرات التي عمل فيها الفنان.  وهارنونكورت يغزو العالم  بموسيقاه  ويجعله خشبة مسرح بقيادته،هكذا يقول  الناس.  فلقد بدأ الفنان بآلة الجلو ،حيث عرضت في المعرض الآلات التي كان يعزفها منذ بداياته.  وبعدها انتقل الى فيننا وعمل قائد اوركسترا. وعرضت في الصالة الأولى أعمال الفنان الموسيقية وبوسع الزائر الاستماع إليها، وهي عبارة عن سيرة حياته الموسيقية في هذه الصالة.

الصالة الثانية من المعرض  تحتوي ورشة العمل المخصصة للفنان. وتمكن الفنان مع زوجته أليس من بناء هذا المشروع  وذلك  بفضل إيمانهما برسالة الفن والموسيقى .  وإنجازاتهما هي رسالة للأجيال القادمة ولكل محبي الموسيقى.   ولقد عرضت في الصالة النغمات الأولى التي كتبها وتعرض للمرة الأولى. و هي رسالة إلى  الفنانين كي يحتفظوا بأعمالهم الأولى وكل جيل مهم بان يخلف للآتين  آثارهم التاريخية ، وهذا ما يطلق عليه الممارسة التاريخية. لقد تجاوزت البحوث الموسيقية للفنان  باستخدامه الآلات القديمة ويبحث عن الممارسات القديمة كالأسس الفلسفية في الموسيقى.

في الصالة الثالثة عرضت شجرة العائلة حيث ينحدر الفنان من عائلة ارستقراطية  من مقاطعة شتايامارك ولكنه ولد في برلين. ولكن العائلة عادت  إلى النمسا ويقضي الفنان شبابه في مدينة غراتس .  ويبدو واضحاً  في الصالة أن الفنان من عائلة فنية فالكل عشق الفن ابتداءً من جده الذي  كان يرسم.  وعرضت مجموعة من الوثائق والصور القديمة.

في الصالة الرابعة ، يتبين  لنا أن  حب الفنان للموسيقى  تعدى إلى النحت وخاصة في فترة شبابه . فقد عمل مع المنحوتات الخشبية مثل الكرسي والدمى المتحركة  وتعرض في الصالة بعض النماذج. وكذلك تعرض الصالة صوراً كبيرة لجبال الألب  وذلك للعلاقة العاطفية للفنان  مع الطبيعة  و ممارسته المشي الطويل في الجبال. وهذا ما رأيناه في الصالة الأخيرة حيث اكتشف هواية جديدة وهي جمع الفراشات. وعرضت هذه الفراشات على لوحات  وهذه  الهواية من الاشياء القريبة الى قلبه.

درّس هارنونكورت الموسيقى في معهد موزارت الموسيقي في جامعة سالزبورغ النمساوية. و  احتلت كتبه مكانة كبيرة في التاريخ الموسيقى، وأخذت بعدا قياسيا في الانتشار. وسجل الكثير من أعماله على الأقراص المدمجة  ولقاءاته الإذاعية والتلفزيونية  تحمل قناعات تفسيرية للملايين.  وقد خصصت مدينة زيوريخ السويسرية جائزة خاصة لإبداع الشباب تحمل اسمه . موسيقى وأعمال الفنان نيكولاس شعلة  من العاطفة الموسيقية والخبرة الفنية  تحمل للأجيال كنزا ضخما من موسيقى دولة النمسا. معرض كبير لفنان كبير قدم كل ما في جعبته للفن والإنسانية، و في الثمانين من عمره  مازال في قمة النضوج والعطاء . بالرغم من شهرة هذا الفنان ومكانته الكبيرة لكن بساطته وابتسامته وقربه من المعجبين به   اكبر بكثير.معرض يحلق بك إلى عالم الفن النقي بعيد عن المهاترات والسياسة ويقربك إلى الروح.