فتشوا عن ولاد اللذينه!!!

فتشوا عن ولاد اللذينه!!!

د. كمال يونس

[email protected]

لابد للأخ النقيب رئيس البيت الفني للمسرح أن يتصدي للخروج عن الأخلاقيات الفنية عامة ، والمسرحية خاصة ، حيث أن الموضوع كبر قوي ولا يحتمل أن يمر دون عقاب رادع ، فالواقعة واضحة المعالم  ، وأحد شهودها من أهلها بطل العرض  الفنان  محمود الجندي عضو مجلس قيادة النقابة ، والمعلق علي الحدث المؤسف  بأداء طبيعي  مرتجلا ايبيلوج رائع معبق بالأسى والأسف ( تعليق ختامي شكسبيرى " هذا هو حال المسرح الآن") ، ليسدل العرض ستائره ويتوقف ،  ذاك لأن الفنان الشاب محمد عبد الحافظ أثناء مشاركته ببطولة مسرحية ولاد اللذينه ، علي مسرح ميامي تلفظ  بألفاظ غير مقبولة، علي مرأي ومسمع من الجمهور، مما استدعي بطل العرض الفنان محمود الجندي أن يواجه الجمهور بمقولته المريرة تلك ، فهذا فعلا هو حال المسرح اليوم، من ضياع للقيم المسرحية ، وعدم مراعاة الأخلاقيات العامة، حفاظا علي صورة الفنان أمام الجمهور ، وأيضا صورة عروض مسرح الدولة المفترض فيها الالتزام ،  فغالبية ما يعرض من غير العروض القديمة المعادة ( الريبورتوار ) ينتابه الخلل والوهن الفني،  فما بني علي باطل فهو باطل المهم اسم المؤلف بغض النظر عن المحتوي وحرفية الكتابة المسرحية ورسالة ومضمون العرض المسرحي ، سبوبة ويللا ، هذا العرض ولاد اللذينه رفضته عدة لجان للقراءة،  لما فيه من خلل درامي، ولكن بما أنه من نصوص المظلات ( الباراشوت )، التي تهبط هكذا دون إحم ولا دستور فوق خشبة المسارح ، وتفرد لها الميزانيات ، و يتقاضي مؤلفها أعلي الأجور ( لا أي أي ولا زي زي ) وتسخر لها السبل لخروجها إلي النور ، والأقلام للإشادة بنجاحها ، وعبقريتها الفنية ،  فموضوعها يختفي ويتمسح وراء الشعارات البراقة ، من كشف للفساد، وفضح طبقة الأثرياء الجدد ، ليقدم قصاقيص من حلقات تليفزيونية يغلب عليها التطويل والسذاجة والسخافة الحوارية ، فمؤلف النص الضعيف جدا جدا أستاذ الدراما التليفزيونية أسامة أنور عكاشة يضع الجميع في حيرة ، لماذا يصر علي أن يكتب للمسرح ؟!!، وبعد رابع تجربة له علي المسرح القومي لا تحظي مسرحياته بالنجاح المأمول ، فيخفق أن يحتل  يحظ  بأي ترتيب في قائمة ( ولاد اللذينه ) من  كتاب المسرح المصري الجادين ،  ولا  اهتمام نقدي ( سوي من جوقة الطبالين والزمارين ، وكله عند العرب صابون قصدي مسرحيات) ،فأعماله التي  تقدم علي المسرح القومي ليس ما فيها من القيمة حتى تحظى بشرف تقديمها علي المسرح القومي ولكن بما أن القومي صار يقدم المسرحيات التجريبية مثل الشبكة ، والأقنعة من تأليف وإخراج لينين الرملي يبدو أنه قد اختلط الحابل والنابل المسرحي، فلا حدود ولا مراعاة للرسالة والملمح الفكري  ولما ينبغي أن يقدمه كل مسرح .  

المسرحيات من تلك النوعية ذات الكواليس السوداء والصراعات المتأججة بين الممثلين المشاركين في العرض أدت فيما سبق إلي إغلاق عدة عروض ناجحة مثل جواز علي ورقة طلاق بمسرح السلام بالقاهرة ، والليلة نرتجل بالمسرح القومي ، ولم يشفع لها أن معدها الدكتور أسامة أبو طالب كان رئيسا للبيت الفني للمسرح وقتها ، فخلافات الفنانين في الكواليس مقرفة ومدمرة للعمل الفني ، ولكن أن يظهر ذلك أمام الجمهور دونما مراعاة للذوق الفني العام فيجب أن يواجه بحزم  .

ولكن كان للدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح رد فعل فوري وتربوي رائع إذ أمر وائل نور أن يعتذر للجمهور علنا إثر تلفظه بألفاظ غير لائقة علي المسرح العائم أثناء عرض مسرحية الموضوع كبير قوي .

وبالمرة نتمني معرفة نتائج التحقيقات في واقعة طرد الممثلة أمينة سالم من مسرح الطليعة ، وفي هذه الواقعة بالذات كان موعد لقاء الفنانة والكاتب المسرحي صلاح عبد السيد  بغية الحصول منه علي أوراق خاصة بمسرحية قدمها مسرح الطليعة في الثمانينات ، وهي محور رسالة الماجستير الذي تعده هذه الفنانة ، ولكن يبدو أنها لم تر لافتة مكتوب عليها تعليمات أمنية  ( ممنوع الاقتراب والتصوير) ، أو ربما تكون التقارير المخابراتية التي وصلت إلي مدير المسرح تفيد بكونها من 

( ولاد اللذينه ) الممثلين الأحرار، أو موفدة من قبل قوي خفية ( الخمير الحمر أو مجاهدي خلق ,  أو القاعدة ، ولا نمور التاميل!!!) تسعي لتصعيد الموقف، للإفصاح عن نيتها المبيتة في الإطاحة بحكم مدير المسرح ونائبه ، مع العلم بأن الإطاحة إنما هي  بجرة قلم كما أتت به تقصيه ، ولا تحتاج لمؤامرة وتخطيط أو حتى التدبير والنوايا المبيتة من ولاد اللذينه ، فلتعلن نتائج التحقيقات ويحدد من المخطئ  حتى ينال جزاءه ، أو يتصالح الطرفان ويا دار ما دخلك شر كما يقول المثل ،  أم ننتظر الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟!! أن يشكلا لجنة تتعارض والسيادة النقابية ؟!!!، نرجو عدم تجميد المواضيع وتسقيعها بإحالتها إلي  التحقيقات طويلة المدى التي لا ينفذ قرارتها (ولاد اللذينه )، والتي تنسي ما حدث للرأي العام في وسط تزاحم الوقائع  في الحياة الفنية. 

أم علي الأخ النقيب رئيس البيت الفني للمسرح المصري الدكتور أشرف زكي  أن يحقق في التقارير الفشنك للجان النصوص التي أعدها نوعية أخري من( ولاد اللذينه) ، ونعلنها علي الرأي العام  معلومة  من العيار الثقيل ، فالنصوص ترفض دون أن تقرأ أساسا ، وما يرفض فعليا لا يعني كونه رديئا ، وما يعرض ليس بالجيد ، والعملية هيصة علي الآخر .وهكذا يتضح ليس فقط أن شرمارينا ( شرم الشيخ ومارينا وسلوكيات ولاد اللذينه إياهم من أولاد الأثرياء مصاصي دماء الشعب ) هو ما يضحك ، بل أيضا سلوك (ولاد اللذينه) من الفنانين الذين ظهروا فجأة وأسندت لهم بطولة مسرحيات وعلي المسرح القومي، وحجمهم الفني الحقيقي أقل من كدا بكتير بسبب دلعهم السخيف.