فرقة الموسيقى العربية لا تتنازل عن طابعها الطربي

فرقة الموسيقى العربية لا تتنازل عن طابعها الطربي

والموسيقى الشرقية الاصيلة

نبيل عودة

كاتب , ناقد وصحفي فلسطيني – الناصرة

[email protected]l

*الفنانة لبنى سلامة تخترق الروح الانسانية وتملؤها طربا وفرحا* اعضاء الفرقة يبدعون في العزف وفي التأليف الموسيقي ايضا* فرقة طلائعية فتحت الطريق لنهضة موسيقية مباركة*

افتتحت فرقة الموسيقى العربية موسمها الجديد بامسية طرب، وتقديم باقة من الالحان المحلية، لفنانين اعضاء في الفرقة الموسيقية، وذلك مساء الثلاثاء 2009929 في قاعة مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة.

لا ازعم اني خبير في تقييم الموسيقى، او تقييم الاصوات الغنائية التي تعودنا على ظهورها مع فرقة الموسيقى العربية، ولست ناقدا للغناء والموسيقى لاعطي تقييمي النقدي. انا بكل بساطة، مستمع متذوق، اعشق الغناء العربي والاداء الطربي، ويؤسفني اني لا افهم من الغناء الجديد، الا الشكل الجذاب الذي لا علاقة له بالموسيقى والغناء، انما بالعرض (شو ).

يثلج الصدر حقا ان الموسيقى باتت تشكل احدى مميزات حياتنا الثقافية والاجتماعية، فهنالك فرق شرقية وجوقات غناء، وهنالك عشرات الشباب الذين برزوا في الموسيقى الكلاسيكية. وصار تقديم الكونسرتات مسألة غير نادرة وغير موسمية، وبمشاركة فرق عزف يهودية، وعازفين عرب بارزين .

ان الثقافة الموسيقية متعددة الاشكال والالوان هي اثراء مجتمعي وثقافي وانساني كبير للمجتمعات ، ومن المستحيل الرقي الحضاري بدون تطوير الموسيقى والفنون المختلفة .

الموسيقى التي بدأت تنتشر في مجتمعنا هي بشارة خير، وبغض النظر عن الخيار الشرقي او الغربي. استطيع اليوم ان اقول، ان فرقنا بدأت مرحلة مهنية. واعني ان انتاجها الموسيقي، وبرامجها الموسيقية لم تعد تتشكل على قاعدة الهواية والميول الذاتية، بل هنالك برمجة فنية بمستوى احتراف موسيقي وغنائي راق جدا .

شعرت بضرورة لهذه المقدمة الطويلة قبل العوده للحديث عن فرقة الموسيقى العربية، التي أسسها الاستاذ المربي والموسيقي سهيل رضوان، ويقودها اليوم نجله الدكتور في الرياضيات والموسيقي نزار رضوان ، ويبدو ان بين الرياضيات والموسيقى علاقة وثقى .

عندما بدأت هذه الفرقة ظهورها، كانت ظاهرة نادرة في مجتمعنا، اختطت الفرقة لنفسها نهجا مهنيا واضحا بالحفاظ على "التخت الشرقي" وما زالت ترفض ادخال القطع الغربية، وتحافظ على طهارة الموسيقى الشرقية، وهو من المميزات الخاصة لهذه الفرقة الطليعية ،ولكا من يعشق اللحن العربي النقي من الآلات الموسيقية الغربية .

لا اعني باي شكل ان الفرق الشرقية التي ادخلت قطعا غربية، اساءت لنفسها، اطلاقا لا، نعرف ان كبار الموسيقيين الشرقيين العرب، أدخلوا هذه القطع. الموضوع ذوقي، ومعظم جمهورنا قد لا يعرف مثلا ان فرقة الموسيقى العربية لا تستعمل آلة الاورغ، بل القانون، وفرق اخرى تستعمل الاورغ والجيتار، وتقدم برامج جيدة، تشد انظار واذان الجمهور. وكل قصدي ان اشير فقط الى مميز اساسي لفرقة الموسيقى العربية، ارجو ان تحافظ عليه كمعلم خاص، وليس لاي اعتبار فني اخر.

فرقة الموسيقي العربية، قدمت عشرات الاصوات الغنائية، التي برزت واضحت من الاسماء والاصوات التي لو يفتح لها المجال العربي الواسع، لتبوأت الصدارة الغنائية- الطربية ، وكل مميزاتهم هو عشقهم للفن الأصيل ..

من الاصوات التي ترافق فرقة الموسيقى العربية، المطربة الرائعة، صاحبة الصوت المليئ بالايحاء والحضور الآسر للجمهور، الفنانة لبنى سلامة ..

في تلك الامسية، كما في كل ظهور فني لها، تسمّرنا على مقاعدنا وهي ترحل بنا بين اعظم ممثلات الغناء العربي الشرقي الاصيل، بدءا من اسمهان انتقالا الى ليلى مراد وصولا الى ام كلثوم، لتجعلنا نعيش حلما اسطوريا موسيقيا تراثيا، انعش روحنا القلقة من انتشار فن غنائي باهت، يشكل انتشاره دليلا على خمول العقل الفني العربي، والابتعاد عن الابداع والتجريب والابتكار، لنواصل ما انقطع مع عمالقة الموسيقيين وعمالقة الطرب العربي .

لبنى سلامة علامة مميزه لسمو الغناء الطربي، وقدرته على اختراق الروح الانسانية واسعادها وتفجير عاطفتها لدرجة الشعور بالدموع تتجمد فرحا وسعادة في اعيننا.

الفرقة الموسيقية قدمت معزوفات من تأليف موسيقيين عازفين في الفرقة، وهم الموسيقي فرانسوا خل (عازف تشيلو)، والموسيقى وسيم عودة (عازف عود)، والموسيقي يوسف اسعد مطر (عازف كمان)، والموسيقي د. نزار رضوان (قائد الفرقة ) .

كما قلت، لست ناقدا موسيقيا، ولكن هذا الكم من المؤلفات في حفلة واحدة هو بشارة فنية وشهادة شرف لفرقة موسيقية تشق طريقها بمثابرة، وتواصل تطوير نفسها واكتشاف المواهب، وتقديم اجمل ليالي الطرب الشرقي للجمهور.