واقع الفن صدمني ... فأين نحن من زهرة المدائن و القلب يعشق كل جميل

ما أجمل و ما أحلى ذكريات الماضي ... ما أحلاها و ما أروعها حملتنا بأجنحة و رمتنا في حلم جميل نرفض الاستفاقة منه حيث يذكرنا في سيد درويش و أم كلثوم و فيروز و محمد عبد الوهاب و فريد الاطرش و عبد الحليم حافظ و محمد عبد المطلب و غيرهم من عمالقة الفن العربي و الطرب الأصيل

يفكرنا هذا بالحلم العربي، بالفن الراقي النظيف و الرفيع من حيث الكلمات و اللحن و مظهر الفنان من مطرب كان أو مطربة

فالفن علامة مهمة في تاريخ الأمم و في تاريخ أمتنا العربية و الاسلامية نحن نفتخر بتراث و ثقافة تركها هؤلاء العمالقة وغيرهم

 المعروف أن لكل شعوب الدنيا ثقافة و حضارة ، كالشعب الفرنسي الذي يفخر الى يومنا هذا بجاك بريل و ايديت بياف و شارل أزنفور و تيني رووسي و غيرهم من الفنانين

لماذا ؟ - لأنهم صنعوا مجد فرنسا تراثا و ثقافة من خلال الفن النظيف

فالفن في حياة الشعوب له أهميته و مزاياه ،لأنه يهذب الذوق و يطرب الأذن و يغذي النفس 

و الذين سميتهم في بداية مقالي هذا ، أعطوا الكثير و أخذوا القليل تعبوا و لم يضجروا بل على العكس كانوا يقيمون حفلات بسيطة لدعم قضية العرب الأولى فلسطين كانوا في كل مناسبة يغنون أغان تبث الحماسة تفضح الصهيونية و ألاعيبها يوجهون رسائل عبر الغنوة إن صح التعبير للعالم للفت انتباههم أن فلسطين قضية عادلة .. و التي أغتصبت غدرا من طرف اليهود الذين استوطنوها و قد جاءوا من كل بقاع العالم بعد أن كانوا مشتتين ، مشردين ليطردوا أهل فلسطين و يسكنون ديارهم يحتلونها بالقوة و السلاح

"""

ففي هذا الوقت "الفن صدمني" و أنا لست ضد فن العصرالحديث ، و لكن لا أراه يوجه رسالة و من حق شبابنا أن يعرف من هي أم كلثوم و من هي فيروز و من هو بوشناق و من هو عبد الوهاب الخ

نعم من حقه أن يسمع و يتمعن في كلمات أغاني الزمن الجميل المؤثرة 

لكن يبدو أن فن وقتنا الحاضر تاه و يتوه في صفوف فن زمان، في عصرالسرعة، أصبح الفن فيه مرتبطا بالمادة و بالكليبات و العراء و الرقص و الحركات الغير لائقة أخلاقيا من بعض الفنانين و الفنانات و الذين هم قلة و الحمد لله ، حيث أصبح فنهم ظهور و مظاهر و بروز و تغيير اللوك و ملامح الوجه و كل شيء بعمليات تجميلية و ماكياج و مع ذلك هذا النوع من الفن العصري إن صح التعبير لا يحرك الجوارح ... بل لا يحرك ساكنا و لا يناسب حضارتنا و ثقافتنا العربية - الاسلامية . 

صحيح نحن مع التقدم و الحداثة لكن لسنا مع من يتجاوز الخطوط الحمراء بأغنية هزيلة قد تسيء لثقافتنا العربية الاسلامية

بالله عليكم من منا لا يترحم على زمن الفن الأصيل فن سيد درويش و عبد المطلب و اسمهان و منيرة المهدية و صليحة التونسية و العراقي ناظم الغزالي و غيرهم كثيرون

 كان هذا الفن ، بدون شك فنا معتبرا بكل المقاييس ليس فيه أي رتوش لا ماكياج و لا كلام فارغ و لا حركات بهلوانية مضحكة .... و باختصار شديد ، لم يكن فن تهريج و تهميش

فيروز هذا الصوت الملائكي مثلا عندما غنت عن القدس كانت تغني ملحمة بأداء متميز و رائع ، دخلت أذهان العرب و غير العرب 

 وأثرت في نفوسهم ، و مع ذلك لم تكن الفنانة ممكيجة و لم يركبها الغرور

كانت تؤديها بإحساس مرهف و اقفة بثبات لا رقص و لا ضحك و لا ابتسامة حتى ، تغنيها بالتزام تام تجاه القدس الشريف لأنها تحس بها لذلك احترمتها كل شعوب الدنيا .. و احترمتها زهرة المدائن 

. " زهرة المدائن "

من أجلك يا مدينة الصلاه أغني 

لأجلك يا بهية المساكن 

يا زهرة المدائن 

يا قدس 

يا مدينة الصلاه أصلي

عيوننا إليك ترحل كل يوم 

تدور فى اروقة المعابد 

تعانق الكنائس القديمة 

وتمسح الحزن عن المساجد 

يا ليلة الإسراء 

يا درب من مروا الى السماء 

عيوننا اليك ترحل كل يوم .... ترحل كل يوم 

وانني اصلي 

الطفل فى المغارة وأمه مريم 

وجهان يبكيان 

يبكيان لأجل من تشردوا 

لأجل اطفال بلا منازل 

لأجل من دافع واستشهد فى المداخل

واستشهد السلام فى وطن السلام 

وسقط العدل على المداخل 

حين هوت مدينة القدس 

تراجع الحب

وفى قلب الدنيا استوطن الحرب

الغضب الساطع أتٍ

من كل طريف آتٍ 

بجياد الرهبة آتٍ 

وكوجه الله الغامر آتٍ 

لن يقفل باب مدينتنا 

فأنا ذاهبة لأصلي 

سأدق على الابواب 

وسأفتح الابواب 

وستغسل يا نهر الاردن 

وجهي بمياه قدسية 

وستمحو يا نهر الاردن 

آثار القدم الهمجية 

وسيهزم وجه القوة 

البيت لنا والقدس لنا 

وبأيدينا سنعيد بهاء القدس 

بأيدينا للقدس سلام

للقدس سلام

أم كلثوم أيضا عندما غنت "القلب يعشق كل جميل "غنتها بإحساس واحترمتها الدنيا كلها

القلب يعـشق كـل جميل

وياما شفت جمال يا عين

واللي صدق في الحب قليل

وإن دام يدوم يوم ..ولايومين

والـلـي هـويته اليوم

دايـم وصـــالــه دوم

لا يعاتـب اللي يتـوب

ولا في طـبـعـه الـلـوم

واحــد مفيـش غيره

مــلا الوجــود نـوره

دعـــانـي لبيتـه

لحـد بـاب بــيـتـه 

ولــمـا تـجـلالــي 

بالــدمـع نـاجـيـتـه

كـنـت أبـتـعد عـنـه

وكــان يـنـادينـــي

ويـقـول مـصـيرك يـوم

تخـضـع لـي وتـجـينـي

طاوعــني….. ياعـبـدي

طـاوعـنـي أنا وحــدي

أنـا الـلـي أعـطـيـتك

مـن غـير مـا تـتـكـلـم

وأنـا الـلـي عـلـمـتك

مـن غـير مـا تـتـعـلـم

والـي هـديـتـه إلـيـك

لـو تـحسـبـه بـاديــك

تـشـوف جـمـأيـلـي عـلـيـك

من كـل شـئ …أعـظـم

ســلـم لـنـا تـسـلـم 

دعــانـي لــبـيـتـه

لـحـد بــاب بـيـتـــه

ولـمـا …. تـجـلالـي

بـالـدمـع نـاجــيــتـه

مـكـه وفيها جبال النـور

طـالـه علي البـيـت الـمعمور

دخـلـنا بـاب الـسـلام

غـمـر قـلـبـنـا الـسـلام

بـعـفـو رب غـفـور

فـوقـنا حـمـام الحـمي

عــدد نــجـوم الـسـمـا

طـأيـر علينـا يـطـوف

ألـوف تـابـع الـــوف

طايريهني الـضـيـوف

بالـعـفـو والـمرحـمـة

والـلـي نـظـم سـيـره

واحــد مـفـيـش غـيره

دعــانـى لـبــيـتـه

لـحـد باب بـيـتـه

ولــمـا تـجـلالــى

بالــدمـع نـاجـيـته

جـيـنـا عـلـى روضـه

هــالـه من الـجـنـه

فـيهـا الأحـبـة تـنـول

كـل الـلـى تـتـمـنى

فـيـهـا نـور عـلـى نور

وكـاس مـحـبـة يدور

والـلـى شـرب … غـنـى 

ومـلايـكـة الـرحـمـن

كـانـت لـنـا … نـدمـان

بالـصـفـح والـغـفـران

يـنـولـو مــــا نـلـنا

يـاريـت حــبـايـنـا

يـنـولـوا مــــا نـلـنا

يــارب تــوعــدهـم

يــارب واقــبــلـنـا

دعـــانـى لـبـيـتـه

لـحـد بــاب بـيـتــه

ولــمــا تـجـلالـى

بالــدمـع نــاجـيـتــه

إذن ألا تعتقدون انني على حق عندما أقول فن هذا العصر صدمني ... ربما أنا مخطئ و أتمنى أن لا أكون مخطئا !

وسوم: 642