وقف (ميل شتات).. كنز الفنون والانسانية والجمال في بلاد السحر النمسا

clip_image002_e1d06.jpg

clip_image004_2f857.jpg

clip_image006_7f488.jpg

يعد اقليم (كيرنتن) النمساوي بطاقة سفر للتمتع بالحياة ومفتاحاً للمغامرات، حيث الجبال العملاقة والبحيرات الساحرة والجليد والتزحلق على الثلج.خلال دخول الزائر الى ارض الاقليم تنتظره مئات الوجهات السياحية والامكنة الاثرية للترفيه عن النفس وطرق ابواب القلاع القديمة والابراج والاسوار.مزايا وخصال اقليم (كيرنتن) جميعها مزيج ما بين الثقافة والفن والطبيعة وروح المغامرة ، ومن الوجهات التي يتجه صوبها الزوار ومنها التمتع بالحياة الطبيعية والمتمثلة بالجبال والبحيرات ،حدائق الحيوانات خاصة للاطفال ،الاحواض المائية ،شوارع البانوراما ،المتاحف ،المعارض الفنية ،التلفريك ،السفر بالباخرات داخل البحيرات وهي متعة كانها السفر في عمق البحر.هناك العديد من القبلات السياحية والثقافية والفكرية في اقليم (كيرنتن) ولاتقوم دائرة السياحة وحدها بالاشراف على صورة السياحة في الاقليم بل المشاركة مع شركاء آخرين. كان السفر عبر المدن والبلدات القديمة والبحيرات والتمتع بآثار خالدة من سفر التاريخ قبل التمتع بالبلدات والمدن ،وصلنا بلدة(ميل شتات) والتي تقع على ضفاف اجمل البحيرات النمساوية وهي بحيرة (ميل شتات) ولكن الحديث عن البحيرة والبلدة ربما سيكون في الاعداد القادمة ولكن الشئ المجذب للنظر والتمتع به في هذه البلدة الجميلة هو وقف (ميل شتات) وطرقت بوابته من جهة البحيرة وذكرني الوقف بالبيوت الموصلية القديمة والتي صارت ضحية لمعاول العولمة ،انه وقف (ميل شتات) وفي ساحته شجرة ضخمة تشهد على تاريخ الوقف ربما!! يقع الوقف على ضفاف البحيرة التي يبلغ طولها 12 كيلومتراً وعرضها كيلومتران وتقع على ارتفاع 588 متراً فوق مستوى سطح البحر واعمق نقطة فيها تبلغ 142 متراً بالاضافة الى انها واحدة من ادفأ بحيرات السباحة في الاقليم ولذلك يعتبر موقع الوقف مثيراً وجذاباً وغريباً بعض الشئ.

 لقد كان الوقف يوماً ما ديراً على ضفاف البحيرة وقد تم تشييده عام 1070  وانتقل لأياد كثيرة عبر تاريخه الطويل والذي يبلغ 10 قرون تقريباً.يعد اليوم وقف (ميل شتات) اهم وقف في الاقليم وحسب الوثائق والمخطوطات بان الدير كان قاعدة اقتصادية جيدة للاقليم من القرن الثاني عشر ولغاية الخامس عشر.

خلال زيارتي الى كنيسة الوقف اطلعت على اللوحة الجدارية (الفريسكو) والتي يبلغ عرضها 6 أمتار وطولها 4 أمتار وهي من عصر النهضة وبالرغم مما تعرضت له الكنيسة والوقف من حرائق وحروب الا ان اللوحة الاصلية الجدارية ظلت في مكانها وتعتبر اليوم على ضوء ما قراته عنها بانها اشهر لوحة جدارية (فريسكو) في العالم.

اما في مجال التأليف والنشر، فقد صدرت مجموعة كتب وبحوث اكاديمية حول الوقف التاريخي لكتاب وادباء نمساويين. في فناء الوقف بوابة تاريخية تتجه صوب المتحف ويعد بدوره هذا المتحف التاريخي نظرة شاملة وواسعة على تاريخ بلدة (ميل شتات) ووثائق هذا المكان في علاقة وصلة مع الثقافة والتراث والمكان وكذلك يتطرق حول تاريخ نشأة (ميل شتات) مع الاكتشافات من العصر الحجري الحديث والفترة المسيحية المبكرة، الكتابة اليدوية في (ميل شتات) ومخطوطات اخرى من الدير،الادلة والوثائق في فترة (البينديكتيين) وكذلك حكم فرسان القديس (جورج) واليسوعيين، زنزانة السجن من القرن السادس عشر، معرض العقد والحلي والمجوهرات، وثائق الاسطورة مؤسس (ميل شتات) وكذلك يعرض المتحف جزءً من التعدين مع باقة متنوعة من المعادن لتبرز بأن الاقليم كان مركز المعادن.

تقيم بلدة ( ميل شتات) بالمشاركة مع متحف الوقف الاسبوع الموسيقي  مساء كل جمعة من شهر ايلول وآب تحت شعار (امسيات صيف في وقف ميل شتات). في هذه الامسيات تكون البرامج ثقافية بالاضافة الى الكونسيرتات الدينية ايضا ضمن اطار (اسبوع الثقافة في ميل شتات) وكذلك على ضوئها يتم دعوة الشخصيات والادباء والكتاب والمثقفين وكذلك تقام جولات سياحية وتاريخية للزوار في الوقف، والشئ الساحر في هذه الامسيات التاريخية توقد الشموع في كل اماكن الوقف وبالاخص الدرب الروماني والذي يضاء بمئات الشموع وتبرز جمالية الاعمدة الرومانية والتي عملت بتقنية كبيرة والاجواء الساحرة في هذه الامسيات الجميلة تكون صوفية ورومانسية وبهذا تكون التجربة للزوار مختلفة في هذه الامسيات خلال جولاتهم في الوقف .

لقد كان الدير لقرون كثيرة مركز ونقطة التقاء الفكر والثقافة في اقليم كيرنتن ويرتبط ارتباطا وثيقاً بالبلدة والبحيرة وهي الاكثر اهمية في الاقليم. يعد الوقف بمتحفه وكنيسته مركزاً لحفظ وثائق مدينة قديمة (ميل شتات) في دولة النمسا بالاضافة الى المخطوطات والشهادات الاصلية في التاريخ والفنون.

موقع رومانسي ودير مع الاعمدة الرومانية وسفرعلى شواطئ جدول ساحرى يدعى (ليسر) لغاية الوصول الى (ميل شتات).

البلدة والبحيرة والوقف والتمتع بجماله وخاصة حين توقد الشموع  ،كنوز الفنون والانسانية والجمال في بلاد السحر النمسا..!!