تحت ظلال الغربة ....

لا شك أن الغربة ليست كلها ايجابيات .. بل تحمل الكثير من السلبيات والاخفاقات .. وكما أن المغترب يسعى لتحقيق مبتغاه من الغربة من توفير السكن والعيش الكريم ايضاً عليه مسؤولية تنشئة الطفل في البيئة المناسبة التى تجعله مرتبط بوطنه والتمسك بعاداته وتقاليده. هذا الجانب للاسف قلما نجد الآباء والأمهات يهتمون به ولا يلقون له بالاً بل أنصبت جهودهم في الحرص على تحقيق الإنجاز المادي في فترة اغترابهم ويتناسون أن التنشئة لامر هام لا يمكن التغاضي عنه. وهي إحدى السلبيات الهامة التى تلقي بظلالها عند استقرار هؤلاء الأطفال في وطنهم.

فأغلب أولياء الأمور في البيت لا يجلسون مع أبنائهم ويتحاورون معهم في شأن الوطن كالتطرق لجوانب الجغرافيا والتاريخ والشخصيات السودانية الهامة التي جاهدت في الوطن لنيل استقلاله وغيرها من موروثاتنا المتعمقة في شخصيتنا السودانية..... هذا الجوانب بكل اسف مفقودة عند الكثير من المغتربين لذلك نجد أن اغلب اطفال ومراهقي المغتربين فاقدي الهوية... وتبدو تلك المظاهر من خلال ترديدهم للاغاني العربية والأجنبية وحديثهم بكل اللهجات العربية إلا (السودانية) يجهلون عنها الكثير .. وازيدكم من الشعر بيتاً .. لاحظت الكثير من الأطفال السودانيين يصاحبون كل الجنسيات إلا من أبناء جلدتهم لا يقتربون منهم... وهذا بالطبع تقصير من الآباء.. الكثير يرون أن الأمر طبيعي وهم لا يعلمون أن ذلك يؤثر على شخصيتهم مستقبلاً وقد يؤثر على سرعة اندماجهم في المجتمع حال العودة لوطنهم.

‫الطاهر أمين

وسوم: العدد 683