قراءة في لوحة 6 ( فن تشكيلي )

clip_image002_cce52.jpg

العنوان : بورتريه  صرخة حق

العمل : التنفيذ بألوان بوستر على خامة ورق خاص مقوى (كونسون )

القياس : 65x 50 سم

تنفيذ : أسعد بن أحمد السعود

الإحاطة  :

  ، نحن هنا في

هذه القراءة المتواضعة ، لبورتريه وجه طفلة وهي بحالة صرخة ،بكل أبعادها

 (التعبيرية والإنطباعية) ، إنما تضبط واقعة  الصرخة ، بتاريخها وبوقائعها ،

المعنوية ، وبآلامها المتدفقة الرافضة ..! من خلال قليل من الخطوط والألوان

باسلوب اعتيادي وهادىء ،متضمنة (التعبير والإنطباع المفجعين )..!

وجه هذه الطفلة الصارخة ، قد يتكرر أمام عدسات وسائل الإعلام والمراقبة

والرصد والتسجيل ،  ولكنه في ذهن الرسام ، وبفرشاته وبألوانه لايتكرر أبداً

ما انطبع بلحظته ، ولو تكرر ذات الوجه مرة أخرى ، وبذات الحالة ..! مرة

أو عدة مرات ..أمام عينه وذهنه ... وربما وإن حصل ، فإن وجهاً آخراً يختلف

تماماً عن الأول سيظهر ولاشك ..!

الأبعاد الفنية  :

في الأعمال الفنية التشكيلية عموماً ، تجري مشادة مجازية هادئة مهذبة ذات

سقوف محددة ، ميدانها اللوحة الفنية ، وأطرافها : عين المتلقي من جهة ،

 والفنان أو الرسام منفذ العمل من الجهة الثانية ، وكلاهما على صواب من

حيث مبررات الدخول في المشادة غير المعلنة ، ولو أن كل منهما يحمل

 حقوقه في الدفاع عن هذه المبررات ....!

أولاً : مبررات الفنان :

مثلاً : في لوحتنا هذه ( صرخه ) يحاول الفنان النأي بعملة عن كل مايبت

 للخصوصية أو الجهوية ، أو العرقية ،وإن كان الوجه يحتفظ ببعض ملامح

بيئة ما ، ولكن كلمة وجه طفلة ، يغلب في التعميم ، على أساس أن الطفولة

تواجه المعاناة ذاتها في كل بقعة من الأرض ، وإن اختلفت نسبياً ...

من جهة أخرى ، يضع الفنان جل اهتمامه الخطي واللوني ، في تقاسيم

الوجه ليظهر ما أمكنه معاضدة انطباعه ، في تجسيد الصرخة ، بكل دقائق

أعضاء ومناطق خروجها ، وهي الفم وما يحتويه وما يظهر منه ، وبقية محيط

 الفم ، مما يؤكد على أن هذه الطفلة ، حقيقة تعيش واقعة صرخة ....!

وأخيراً ..يأتي دور اللون الذي قد يكون ثانوياً في الإحاطة بالموضوع ،

 ولكن فطنة الفنان تستغل هذ الدور ، وتقوم بالإهتمام به من حيث استخدام

الحارة منها وتنافر تجاور الظل والنور ، إلى درجة استدراج عين المتلقي

لفخ الجمالية الطفولية وجمالية الألوان ، بآن واحد ، مما قد يثير الحيرة أكثر

 ويثير مزيدا من الوقفات الذهنية ...

ثانياً : مبررات مشادّة عين المتلقي :

وأولها ما انعقد من وقفة متناقضة بين وجود الجمالية اللونية المنسجمة

مع جمالية الملامح الطفولية ، وقد احتوت صرخة بكل أبعادها ...!؟

فكيف التقت كلها في محطة واحدة ..؟

ومن الجانب الآخر للعمل..كيف التقت مسببات الصرخة الخفية ، في

طفلة ، وكيف التقطها  الفنان وجعلها متلازمة زمنية باستمرارها ،

بحيث ظهرت وكأنها لا تتوقف ، وما قدرة الطفلة عموماً بتحمل

استمرارها ..! ...بل وأن كل ذلك يبدو شيئاً لايطاق ..بل وإن الصرخة

بحد ذاتها تشكل مأساة بكل ما للكلمة من معنى ...؟

فما معنى وما ستكون حدة المشادّة ..

لو أن هناك أطفالاً ......يصرخون.....وأين...؟؟؟

- حقوق اللوحة بموضوعها وتنفيذها  لكاتب القراءة ...

وسوم: العدد 718