الفنان المنشد الأستاذ المرحوم أديب الدايخ

ولد في مدينة حلب العريقة عام 1938

✦✿✦•••✦✿✦✦✿✦•••✦✿✦

مدينة حلب الشهباء منبع العظماء وأم للنجوم لذا فقد اقترن اسم هذه المدينة العريقة بالتراث والقدود والموشحات والفلكلور الشعبي وقد استطاعت أن تحافظ على هذا المجد بأبنائها لأنها تملك رصيداً كبيراً من النجوم والأقطاب الذين دخلوا عالم الخلود من خلال حبهم الشديد للفن عبر تاريخ طويل الأمد.

ومن هؤلاء الأبناء العظام الفنان الأستاذ أديب الدايخ الذي أمضى معظم حياته في نشر التراث العربي في العديد من البلدان العربية والأجنبية ونال عدة أوسمة وألقاب منها : ✦✿✦ مطرب الملوك_ زرياب _ مطرب العاشقين_ سفير الطرب ✦✿✦

✦✿✦جعل من حنجرته أرجوحة للصوت تتمايلان معاً مخلقين تناغماً وسحراً يصب في النفس ويستأثر القلوب دون وعي ، هو والطرب توأمان ولدا معاً إلا أن اكتشاف احدهما للآخر دام حوالي عشرة سنوات عندما بدأ " أديب الدايخ " حياته الفنية باللون الصوفي الذي اقتبسه من والده القارئ الشيخ محمد الدايخ الذي كان مقرئاً ومرجعاً للقراء في مدينة حلب والذي بدوره علّمه أصول الكلام والحفظ و القراءات السبع للقرآن الكريم بالإضافة إلى المراتب والتلاوة وذلك وفقاً لتقاليد حلب ومصر وقت ذاك.

✦✿✦والده أدرك ما لدى ابنه من قوة في الصوت وإحساس راق بالكلمة فوجهه نحو مجموعة من القصائد من العصور العربية والتي شعر أنها تناسب مهاراته الدفينة في أداء القصائد والغناء الصوفي فهو متمرس في التلاوة والإنشاد والطرب.

✦✿✦منذ الطفولة وهو متعمق في القصائد الصوفية والغزلية وقد دعي إلى إحياء حفلات القرآن على الرغم من صغر سنه وضعف بنيته آنذاك، فقد كانوا يضعون تحته وسادتين حتى يبرز فوق المنصة وقد تمكن من إبراز موهبته إلى درجة اعتباره أعجوبة مدينة حلب

✦✿✦ بصوته المطلق لم يكن بحاجة حتّى إلى الموسيقى و جعله ذلك يتمرد على النمط الصوفي الذي كان ينشده بناء على رغبة والده الذي كان يتوجس من دخوله في سلك الفن خوفاً عليه من الانزلاق في متاهات أخرى لذلك نجده بعد وفاة والده وهو في عمر الثامنة عشرة يميل نحو ما عشقته روحه وتملكته فعاد إلى الزمن والتاريخ وأخذ منه الشيء الكثير من القصائد والأشعار إلى درجة أنه حفظ حوالي عشرة آلاف بيت من الشعر مبتدأ بتجميعها وهو في سن الخامسة عشرة وقد ضم هذه القصائد في مجموعة خاصة به سماها " الكنز الكبير" حيث ضمّت آلاف الشعراء من العصر الجاهلي والأموي والعباسي وحتّى العصر الحاضر.

✦✿✦ هذا المنشد صاحب الموهبة الفذّة استطاع وبكل جدارة إبراز نفسه من خلال موهبته وصوته الذي فرض نفسه على الساحة الفنية وجعلته من أبرز شيوخ الطرب في المنطقة العربية وهذا ما نلاحظه بشكل جلي من خلال ردّات فعل الجمهور الذي كان يطلب منه إعادة قصائده مرّة تلو مرّة لأنه بالفعل كان في النمط الذي اختاره " راهب العشاق" كما سماه جمهوره ولعلّ الذي جعله في هذه المنزلة طريقة اختياره لقصائده وإحساسه بالكلمة إلى درجة أن السامع له يشعر بذوبانه في الكلمة إلى حد الإفراط لأنه لم يكن يلقي الكلمة لمجرّد الإلقاء والتفنن بها بشكل مقولب جامد بل كان يشعر بكل أبعادها فتخرج من كيانه وروحه بأصالة وهدوء وجمال، فما يخرج من القلب لا يقع إلا في القلب.

✦✿✦ صوته قد أعطى للعود الذي يرافقه قيمته وعذوبته فقد كان في كثير من الأحيان يتخلى عن الآلة لينفرد بصوته على المسرح فيدهش الجمهور بالصوت والكلمة، فمن يسمع أديب الدايخ يشعر بالفعل أنّ الشعر ديواننا والكلمة حضارتنا، وهذا النمط الذي أختاره كان له الدور الكبير في شهرته في الوطن العربي وإقامته للعديد من الحفلات في الأردن والمغرب والسعودية وتونس بالإضافة إلى بعض دول العالم مثل هولندا والسويد واسبانيا وفرنسا التي لقي فيها كل الإعجاب عبر أدائه مع الفنان الفرنسي الشهير " جوليان وايز" ، وقد كان الدايخ يشجع كل صوت جديد ويؤيد تجديد وتحديث الفن ولكن مع الحفاظ على أركانه وأسسه، فالتطوير برأيه يكون بالأداء الجيد والكلمة ذات المعنى والصوت الجميل كما كان يعتبر الفيديو كليب أسلوباً لرفع مستوى الأغنية عندما تفقد أسس التعبير فالأغنية الجيدة والمتكاملة برأيه لا تحتاج إلى فيديو كليب.

✦✿✦ مما غنّى:

ولا تحسبوا كل من شرب الهوى عرف الهوى

ولا كل من شرب المدام نديم

ولا كل من طلب السعادة نالها

ولا كل من قرأ الكتاب فهيم

✦✿✦✦✿✦✦✿✦

قالوا تسلى عن المحبوب قلت بمن

كيف أسلى وفي الأحشاء نيران

إن التسلي حرام في مضامرنا

فكيف يبدل بالكفران إيمان

فشارب الخمر ي صحو بعد سكرته

وشارب الحب طول العمر سكران

✦✿✦✦✿✦✦✿✦✦✿✦

✦✿✦ برز الفنان أديب الدايخ في غناء القصيدة ذات المعاني السامية وتعلّق بنغمة الحجاز، ويقال عنه أنه يمتلك مساحة صوتية تغطي ثلاث أوكتافات، وكان رحمه الله من الذين يستطيعون الانتقال من النغمة المرتفعة الحادة إلى المنخفضة وهذا نادر من نوعه كما عرف عنه انتقاله من مقام إلى آخر ببراعة فائقة.

وكانت آخر حفلة له في معرض دمشق الدولي حيث وافته المنية بعدها عن عمر يناهز الثلاثة والستين، فقد توفي إثر جلطة دماغية عام 2001 .

✦✿✦✦✿✦{{ رحمه الله }}✦✿✦✦✿✦

الرابط .. مما غنى وأنشد :::