مسجد الجامعة

شهر رمضان على الأبواب.. والعمل جار على قدم وساق للاستعداد لهذه المناسبة الكريمة.. لقد تكفل الله سبحانه وتعالى بالمغفرة والرضوان لكل من أقبل إليه بالطاعة والإحسان.. هب المسلمون بقضهم وقضيضهم لاستقبال هذا الضيف الكريم.. في المسجد.. في الأسواق.. في البيوت.. في المدارس.. في الجامعات.. بل في كل شبر من بلاد المسلمين .. بذلٌ وعطاءٌ في جميع أبواب الخير.. حركة دائبة نشطة.. تسابق في الخيرات والطاعات منقطع النظير.. كان هشام أحد المتحمسين لاستقبال هذا الشهر الكريم.. فقد أخذ على عاتقه حث زملائه من طلاب الجامعة على التمسك بهذا الدين القويم وبذل الوقت والجهد والمال في طاعة إلهي فكان يشرف على مجلة المسجد التي كانت تحتوي على حديقة وارفة الظلال من العلم والمعرفة والتوجيهات الدينية والخلقية والاجتماعية.. ثم ما لبث مع زملائه في لجنة المسجد أن أصدروا مجلة شهرية تحت اسم (منبر الطلبة) حيث بذلت هذه اللجنة جهوداً مضنية للوصول إلى كل ما هو مفيد في العلم والمعرفة والأدب والشعر والبحوث الدينية .. كما تم تخصيص فصل خاص للفتيات في الجامعة تحت اسم (الفتاة المسلمة).. إضافة إلى عقد اللقاءات والمحاضرات والندوات في كليات الجامعة المختلفة حتى ذاع صيته عند عدد كبير من طلبة الجامعة بكلياتها المختلفة..

سارة: هل قرأت العدد الأخير من المجلة يا سلوى..

سلوى: متجاهلة .. أي مجلة تقصدين؟!

سارة: مجلة (منبر الطلبة) طبعاً..

سلوى: تبتسم ولا تجيب..

سارة: مالك تبتسمين يا أختاه؟!

سلوى: هذه المجلة يعدها أخي هشام..

سارة: ماذا تقولين؟!

سلوى: أجل أخي هشام .. وأنا أساعده في ترتيب وإعداد وطباعة صفحاتها على الحاسوب..

سارة: لقد فاجأتني بهذا الخبر يا سلوى.. إنه جهد مشكور.. بارك الله بك وبأخيك وبكل العاملين في هذا المنبر الطلابي الرائع.

سلوى: شكراً لك يا أختاه.. هذا واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة..

سارة: إنه جهد رائع يا أختاه.. جعله الله في صحائف أعمالكم يوم القيامة.

سلوى: أتمنى أن تنال المجلة إعجاب الطلاب والطالبات.. وأن تكون دافعاً لهم لعمل الخير والسير في طريق الهداية..

سارة: أشكرك يا أختاه وأشكر كل العاملين بهذه المجلة..

سلوى: هذا واجب ولا نقوم إلا بواجبنا نحو إخواننا من الطلاب وأخواتنا الطالبات..

سارة: كم أتمنى أن أساهم في هذه المجلة..

سلوى: سيكون ذلك في وقت قريب..

سارة: ولكن كيف؟ فأنا لا أجيد الكتابة في مثل هذه المواضيع..

سلوى: أنت في كلية الأدب العربي.. وستكونين في المستقبل كاتبة أو شاعرة أو قصصية .. ويجب عليك أن تبدئي مشوارك من الآن..

سارة: تبتسم.. لقد فاجأتني بهذه الكلمات..

سلوى: ولماذا؟ فهذه حقيقة يجب أن تعيها منذ الآن يا أختاه.

سارة: ولكن كيف..؟ فأنا لم أكتب في مجلة عامة من قبل.

سلوى: سأساعدك على ذلك.. سأكلفك بكتابة موضوع أختاره لك.. وأدلك على الكتب والمراجع التي يمكن أن تساعدك في هذا الموضوع وسأعهد إلى أخي هشام بمراجعته وتنقيحه وبعدها نشره في المجلة..

سارة: بفرح شديد.. هل صحيح هذا الذي تقولين؟

سلوى: أجل يا صديقتي وسيكون ذلك قريباً..

سارة: شكراً يا أختاه.. أريد أن أخبرك..

سلوى: ماذا ستخبرينني؟..

سارة: كل الطالبات معجبات بهذه المجلة وبموضوعاتها الرائعة القيمة المفيدة.

سلوى: الحمد لله.. فهذا ما نصبو إليه..

سارة: ولا أحد يعرف من يعد هذه المجلة ومن القائمين عليها.

سلوى: وهذا ما أرجوه.. فلا أريد أن يعرف أحد هذا السر الذي أطلعتك عليه.. لأن أخي هشام يحب العمل الهادئ الصامت.. تماماً كما يحب صدقة السر التي تطفئ غضب الرب..

سارة: اطمئني.. لن أخبر أحداً يا أختاه..

سلوى: شكراً يا سارة.. وأرجو أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجه الله.

سارة: ونعم بالله يا أختي..

وسوم: العدد 779