المروية الحلوية

روى فهيم أبو سليم قال: اجتمع نوابُ الأمّه، زمنَ القهر والغمّه. ليُنصتوا للخطاب، وفيه بعضُ العتاب. وبعد بلوغِ المرام، وانقضاءِ الكلام. كان الجواب، خلفَ الباب. رأى النوابُ الحلوى، فحسبوها المنَّ والسّلوى. فخرُّوا عليها وعلى الرِّطاب، كما ينزلُ على الجِيَف الغُراب. فالْتهَموا ولا حسد، حتى امتلأ الجسد. ثم ضربوا أخماسًا لأسْداس، ووَضعوا ما تبَقّى في أكياس. ثم تفرقوا شَذَر مَذَر، في حيطةٍ وحَذَر. قال فهيم أبو سليم: هذا وليس في المكان غير حلوى، فكيف لو كانت أموالا ذاتَ جدوى؟! لكنّ عُذرَ الإخوانٍ والخلّان، أنهم ما سمِعوا قولَ أعشى همَدان: 

وأرى مغانمَ لوْ أشاءُ حَوَيتُها *** فيصدُّني عنها غِنى وتَعفّفُ

وسوم: العدد 794