الأفعى

د. عامر البوسلامة

[email protected]

أبو محمد، رجل طيب، خمسيني العمر، سليم الصدر، حسن الظن بالآخرين، يشتغل بهموم من حوله، أكثر من اشتغاله بنفسه، تلقائيته، تحكي قصة ساقية الماء، وسط الزروع التي تنتشر فيها، فيفيض خيراً، حيث حل ونزل، يمضي بلا التفات، يتحدث بعيون مبهمة، حب الناس، وأنسهم به، عنوان حياته.

خرج ذات يوم إلى الشارع يصرخ، ويستغيث، بلهفة، وقلق، وفي صوته اصطراب وحيرة,,,,

-         يا جماعة، يا ناس، يا عالم، يا أهل الخير، وين أهل الغيرة، أين أصحاب الحمية !!!!؟؟؟

مد (عرفوط) رأسه الصغير، من نافذة منزله، مسح عينيه الغائرتين، ليرى ما الخبر.

-         ما الذي حدث، ماذا جرى، يا جارنا أبا محمد ؟؟؟ لماذا كل هذا الصراخ ؟؟؟

-         أفعى،،،، أفعى كبيرة،،، من النوع الخطير،،، لدغتها إلى القبر، بلا نقاش،،، أنا خبير بالأفاعي،،،،،،

-         ما لها، وماذا تريد منا ؟؟

-          كانت في بيتنا، ثم طاردتها، لأقتلها، لكنها فلتت مني، ودخلت في بيت جارنا وحبيبنا، أبي رغدان،،،،، أرجوك، أرجوك، أبوس يدك يا عرفوط .

-         وماذا تريد أن نصنع ؟؟!!

-         أن ننقذ الموقف، أن يكون لنا تدخل،،،أن نتصرف، أن نفعل شيئاً، أن نكون غير سلبيين !!!

-         ومن قال للأفعى، تتورط هكذا ورطة، فتدخل على أبي رغدان...خليها تستاهل، فالذي يلعب بالنار تحرق أصابعه.