هجوم السحلية العملاقة

لبيتُ دعوة صديقي جمال ، وحضرتُ حفل زفافه ، فهو لا يبعد عنا إلا بكيلومترات خمس أو ستة ، فهنأته ، ورقصتُ وغنيتُ وثرثرتُ مع أصدقاء لم أرهم منذ مدة طويلة ، وبالطبع أكلتُ ما لذّ وطاب...

ولما تجاوزت الساعة الثانية صباحا انفض الضيوف ، واستحييت أن أبيت عنده فهو يعلم بأن مسكني قريب ، فخمسة كيلومترات ليس بالمسافة الطويلة! ... وخشيتُ أن يقول الآخرون بأني جبان! ولستٌ ابن الغابة أو ابن الليل!

وأسفتٌ لأني لم أجد من المدعوين من يسكن في الناحية التي اقطن بها أو يوجد وغادروا مبكرا...

انطلقتُ أسرع الخطى ... لمحتُ شجرة فصورها لي خيالي بأنها رجل عسكري أو قاطع طريق فغيرت الطريق ، وتوغلت في الغابة ، وفجأة تلبدت السماء وشرعت تمطر بغزارة !

وركضتُ واحتميتُ بإحدى المغارات ، فأنا منذ طفولتي أعرف أن الغابة مليئة بالمغارات ، لكن مالا كنت اعرفه أن الكهف الذي لجأتُ إليه من المطر ، بيت سحلية عملاقة هجمتْ علي بمجرد أن رأتني وكأنها كانت تنتظرني فركضت .. وركضت ...

انزلقت ...سقطتُ مرات عديدة ...لكني لم استسلم ولا هي استسلمت، فلم أكن التفتُ خلفي وإنما أصرخ....أ.... أمي .. أمي ,.....م.....

كان صوت السحلية مرعباً وغاضباً ...

وصلت إلى البيت على الساعة الخامسة وقد طلعت الشمس وتوقف المطر ...

كنت أصيح من الألم ..... رجلي.... رجلي.....رجلي انكسرت ... رجلي تؤلمني ...

لكن ما كان يؤلمني أكثر هو سخرية أهلي وبعض جيراني مني ، لم يصدقوا أن سحلية عملاقة انقضت علي في الغابة تريد أن تلتهمني ، فلو قلت خنزيرا أو ذئبا لكن ذلك مقبولا أما السحلية ذات الخمسة أمتار أو أكثر فذلك ...

سمعت بعض أصدقائي يهمسُ في أذني: ـــ ماذا أكلت في وليمة زفاف صديقك ؟...

ــ لقد أكثرت .....

ــــ آه.....أه... رجلي.....

وسوم: العدد 1032