تطير

جلستُ تحت شجرة التين ، أفكر في الحال الذي انتهيتُ اليه بعد سنة من الزواج .... لماذا زوجتي تتعنتْ ؟ ولها ابنة صغيرة ، فإن كانت تحب آخراً ، فلماذا وافقت بالاقتران بي ؟ لماذا تسرعت ؟ والعجيب أن أي امرأة تسألها تمدحني وتقول أنها لم ترى مني ما يسوءها ، ومن أمي أيضا ..إذن لما ذا تطلب الطلاق وتصر عليه ...آه .. من يستطيع أن يعطيني الإجابة المقنعة ؟ ربما الكبار على صواب لما ينعتون هذا الجيل بالغريب وأفعالنا بالغريبة وعواطفنا متقلبة غير مقنعة وغير مقتنعة!

تذكرت جدي ... لما رافق أقاربي يصحبون والدي الى بيتها لدفع المهر ، وكان هو أكبرهم سنا ، بل أسن جميع الضيوف الذين حضروا ..

أمر عجيب ... ما إن نزل من السيارة حتى هجم عليه كلب وعضه وكأنه كان ينتظره!... فتطير جدي وقال لأقاربه : ــــــ هذا زواج نهايته معروفة .... وغير سعيدة..

فصرخوا فيه : ـــ اصمت ... سيسمعك أهل العروس في الداخل...

ــــ لا تقولوا لي اسكت ، هذا مستقبل حفيدي..

ــــ يا سي ... ألا تعرف أن الطيرة باطل ... والعين .... حق ...

ـــــ أعرف ... أعرف... لكن هذه أحاسيس وليست طيرة ... وهذا الكلب ...

وهمس في أذن أبي : ـــــ لو توافقني في الرأي فمن الأحسن أن تتراجع عن خطبة هذه الفتاة لفائدة ابنك وربما لفائدة الفتاة أيضا ...لا تظلمهما ...

قال والدي : ـــــ لا استطيع ... غير ممكن ....

فربت على كتفه وقال له مبتسما : ــــــ أنت حر... لكني أخبرتك...

لم أفهم ... هل هو تطير جدي وذلك غير جائز ...هل هو خطأي ..أنا ... أني لم أحب وإنما تركت أمر النكاح لوالدي ... هل هو خطأ والدي لأنه لم يسأل عن الفتاة جيدا وعن أهلها ... أم الخطأ خطئها هي إذ تعتبرُ الزواج لعب ومسلسلات ...

نهضتُ وقررتُ أن أتصل بها ....

فإن هي عاندت من جديد فما علي إلا أن استجيب لها ....

لقد أتعبتني ربما يكون في الطلاق راحة لها وربما لي أيضا ...

وسوم: العدد 1034