عندما تتحدث دمشق…

dgggf1043.jpg

ذات مساء صيفي

رن جرس هاتفه الأجنبي

فإذا برقم سوري

هذا أنت يا بني؟!

يسألها بصوت خافت خجول

هل أنت دمشق يا أمي؟

تقول : نعم. أنا

إن نسيتني فأنت في القلب دائما

ويسألها بصوت خافت لا يخلو من البؤس

هل تعرفين أخباري يا أمي؟

تجيب: نعم من خلف شاشات بلا كهرباء للاتحاد الأوروبي ! ومن صوت إذاعات بلا صوت لكل عدوان عربي " تعرضت له" وأعرف، أين دفعت بكم الحرب وألقت قنابلها لتجعل منكم مواد قابلة للانفجار في بلاد! تتظاهر أنها تريد أن تبعد عنكم الأذى. لكنها تجلب لنفسها مصالح شتى !

إنها الحرب يا بني، ذات الأبواب السبعة، لا مفر منها... لكن لم تكن مصادفة! ولا إساءة ظن بالقدر .. بل هي حرب الصدمات المتقدمة والمتقنة.

لتصنع من دم أولادي ريح طيبة! سكتت برهة.

ليتابع ابنها بألمه المتقدم على صوته!

صدقت أمي.

تجيب دمشق: إذا دعني أحدثك عن غد القريب!

سنلتقي في غد البعيد ربما في ذلك اليوم الجميل، الذي أشار به هاتفي من القدر !

واغلقت دمشق الهاتف وهي تقول لابنها واعدة ، نعم ثق بإشارات القدر !

هو وحده ينجيك من حزنك، الذي تقيم فيه قبل أن يقيم فيك.

ليأخذك إلى طوق النجاة، وستبدو ايامك جميلة دون زينة، ودون حضور لتلك الأيام الشاحبة.

عندها سيعود لها زهو الحضور وتنال الثبور.

ثق أننا سنلتقي، فأنا سيدة نفسي ولا أخاف إلا الله، لا يبهرني السلاح البشري، بقدر ما يبهرني أصغر مخلوقات الله .

-أنا بخير يا بني -

ولا تنسى أن تطمئنني عنك وعن أخوتك في بلاد تعبث بأحجار شطرنجي، لتربح لعبة القدر!

لكن تأكد أنها خسئت، وسوف ينتصر الحق، الذي يخطط له القدر.

قالت: كلمتها الأخيرة، نعم ثق يا بني أننا سنلتقي، ثق بوعود القدر.

أغلق هاتفه وقلبه يتمزق حزنا وأسا. لكنه أدرك كأمه دمشق بعقل واع وقلب شغوف، لا تجمع بينهما إلا الحكمة، أن لا يؤمن إلا بالقدر!

وسوم: العدد 1043