الجرو العطشان

بعد أن ركنت سيارتي جيدا، نزلت وخطوتُ نحو بوابة الشركة التي أعمل فيها..

لمحتُ جروا أبيضاَ صغيراَ تحت نافذة مكتبي بالضبط، يلعقُ بلّسانه من قطرات الماء التي تنزلُ من أنبوب المكيف الخارجي...

الحر شديد ، أواخر شهر جوان ، الأكيد أن الجرو يشعر بالعطش القوّي!..

دخلتُ ثم أسرعتُ صاعدا السلم ، وملأتُ طاس بلاستيكي بماء الحنفية البارد ، ثم نزلت ووضعته أمامه...

شعرتُ بالراحة وآنا جالسٌ في مكتبي...

في المساء لما أنهينا الدوام، كنتُ خارجا مع زميلي أسامه، فقد طلبَ مني أن أوصله بسيارتي الخاصة، فهو لا يرغب في انتظار حافلة العمال...

لمحنا العمال متحلقون ...

أبصرتُ الجرو ملقيا على الأرض...

أسرعتُ نحوه...

نظرت إليه..

قال أحد المتحلقين بأنه دُهس من طرف سيارة أحد العمال كان مستعجلا للعودة إلى بيته...

بجانبه كان الطاس الخاص بي ملطخا بالدماء ... 

وسوم: العدد 1049