النعجات والبقرة

تنهد الشيخ الهرم، الجالس أمامنا ثم قال:

ـــ اعتقدتُ أنه غبي! لكني اكتشفت أنه حكيم و نبيه !قبل خمسة أشهر باع شويهاته ، واشترى بقرة...

باع النعجات بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف ، فقلنا جميعا بأنه مجنون !وتأكدنا من فساد رأيه لما اشترى بقرة... فالبقرة أيضا تلتهم ، فماذا يطعمها !هل تبتلعُ التراب؟..

وجاء ربي بالخير، وأمطرت السماء لمدة ثلاثة أشهر متتابعة.. أمطار غزيرة حقيقية!...

مررتُ عليه وهو جالس تحت شجرة لوز كبيرة، وبقرته غير بعيدة عنه، لا تآكل إلا أجود وألذ العشب الذي نبت سريعا بعد المطر! ..

حييته من بعيد... ثم قلت له : ـــ الحمد لله... لقد أغاثنا الله وأخرجنا من اليأس....

نظر إلي ثم الى بقرته أمامه و قال:

ــ مصيري ومصير الأغنام، و مصير هذه البقرة، ومصيرك أنت... ومصير أهل القرية كله بيد الله الرحيم...

فلماذا يقلق الإنسان أحيانا؟....

تمنيتُ أن اجلس إليه تحت ظل تلك الشجرة لكن أشغال علي إتمامها منعتني ....

وسوم: العدد 1067