عتبة الموت

عبد القادر كعبان

[email protected]

صدمتني التحاليل الطبية.. لم أصدق بادئ الأمر.. حاولت الإستفسار عما يجري من حولي.. بيني و بين عتبة الموت خطوات.. داخلني إحساس مرير.. وقعت فريسة لداء السرطان.. لقد سمعت سابقا عن نساء و رجال أصابهم نفس المرض.. تملكني الخوف.. الكثيرون يخافون حتى من ذكر إسمه.. لطالما كنت أرى الحياة بنظرات أمل و تفائل.. للحظة شعرت أنني لا أستطيع إلتقاط أنفاسي.. هل هي خشيتي من قرب النهاية؟.. كان من الصعب تقبل كل شيء.. الأصعب كيف سأخبر زوجي؟.. وصلت الى البيت.. وجدته مستلقيا على الأريكة.. يتابع الأخبار عبر شاشة التلفزيون.. لم تبقى أمامي إلا لحظات خاطفة.. استسلمت مباشرة للكلام.. ما لدي لا يقبل الصمت.. وقف مندهشا من الصدمة.. إذا بي في موقف عجيب!.. احتضنني بقوة لا توصف.. بدأ سؤال محير يطوف في ذهني.. كيف تقبل الأمر بسهولة؟؟.. فاجأتني كلماته الشافية:

- علينا أن نحمد الله في كل الأحوال.. أملي بشفائك كبير إنشاء الله..

أخذت أفيق لنفسي شيئا فشيئا.. وجدت هاتف الحياة يصيح بي مجددا:

- لقد وهبك الله زوجا صالحا يستحق منك أن تكافحي لأجله بقية العمر المديد..

هكذا استقر بي الأمر على أن أتحلى بقوة الإيمان و الصبر لكي أستمتع بنفحات حب مع شريك الحياة..