عَوْدَةْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

لَسْتُ أَدْرِي .

أَأَنَا الْآنَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟!!!

أَمْ فِي عَالَمٍ آخَرَ مَلِيءٍ بِالْأَحْزَانْ؟!!!

عَالَمِ النِّسْيَانْ .

عَالَمِ الذِّكْرَيَاتْ .

عَالَمٍ يَمُوجُ وَيَهِيجُ وَيَتَلَوَّنْ .

بِالْأَمْسِ بُوشْ .

وَالْآنَ أُوبَامَا .

وَالْعَالَمُ الْمِسْكِينُ يَحْلُمْ .

بَعْضُ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ تَحْلُمُ بِخُرُوجِ الْأَمْرِيكِيِّينَ مِنَ الْعِرَاقْ .

وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُتَفَائِلِينَ فِي الْعَالَمِ الثَّالِثِ يَحْلُمُونَ أَنَّ أُوبَامَا سَيَحُلُّ  الْقَضِيَّةَ الْفِلِسْطِينِيَّةَ بِعَصاً سِحْرِيَّةْ .

اَلْعَالَمُ الثَّالِثُ الَّذِي يَتَلَوَّى مِنَ الْجُوعْ .

 وَيَهْذِي مِنْ وَجَعِ الدِّمَاغْ .

وَيَتَأَلَّمُ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ الَّتِي لَا يَشْفِيهَا إلَّا الْمَوْتْ .

تَذَكَّرْتُ قَوْلَ أَمِيرِ الشُّعَرَاءِ فِي الْعَصْرِ الْعَبَّاسِي(اَلْمُتَنَبِّي):

كَفَى بِكَ دَاءً أَنْ تَرَى الْمَوْتَ شَافِيَا= وَحَسْبُ الْمَنَايَا أَنْ يَكُنَّ أَمَانِيَا

الْعَالَمِ يَحْلُمُ بِزَوَالِ الْعَصْرِ الْأَمْرِيكِي .

الْحُلْمِ الْأَمْرِيكِي .

الْقُطْبِ الْأَوْحَدِ الْأَمْرِيكِي .

وَمَاذَا بَعْدْ؟!!!

وَاللَّهِ لَنْ يَصْلُحَ لَنَا حَالْ .

 وَلَنْ يَهْدَأَ لَنَا بَالْ .

إلَّا بِعَوْدَتِنَا الْحَمِيدَةِ إِلَى أُصُولِنَا

جُذُورِنَا .

كِتَابِ رَبِّنَا .

سُنَّةِ نَبِيِّنَا .

أَخْلَاقِهِ الْكَرِيمَةْ .

صِفَاتِهْ .

عَادَاتِهْ .

أَحَادِيثِهْ .

وَصَايَاهُ لِلْأُمَّةْ .

لَنْ تُحَلَّ قَضَايَا الْأُمَّةْ .

إلَّا بِجُهُودِ وَعَزْمِ أَبْنَاءِ الْأُمَّةْ .

وَكَيْفَ؟!!!

وَهَؤُلَاءِ الشَّبَابُ لَا يَجِدُونَ الْوَظِيفَةَ الَّتِي تُوَصِّلُهُمْ إِلَى لُقْمَةِ الْعَيْشِ الْكَرِيمَةْ.

 وَ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ  وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ(7) سُورَةُ الرُّومْ  

اَلنَّصْرْ

تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْجَمِيلَةُ سَتَأْتِي وَيَأْتِي عَهْدُهَا الْجَمِيلُ عِنْدَمَا نَبْتَعِدُ عَنْ حُبِّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةِ الْمَوْتْ.

ذَكَّرَتْنِي ابْنَتِي صَبَاحْ بِحَدِيثٍ شَرِيفْ .

عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ ، فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَو اِتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً ، فَقَالَ : {مَالِي وَلِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا } رَوَاهُ الترمذي وَقَالْ:حَديثٌ حَسَنٌ صَحِيحْ .

قُلْتُ: نَعَمْ يَا ابْنَتِي .

فَعِنْدَمَا يَكُونُ الْإِنْسَانُ مُسَافِراً وَيَرْكَبُ فَرَسَهُ أَوْ جَمَلَهُ أَوْ سَيَّارَتَهُ أَوْ أَيَّ وَسِيلَةِ نَقْلٍ أُخْرَى كَالْبَاخِرَةِ أَوِ الطَّائِرَةْ.

وَتَوَقَّفَ لِيَسْتَرِيحَ فِي مَكَانٍ مَا .

فَتِلْكَ الْفَتْرَةُ الْقَصِيرَةُ كَالدُّنْيَا .

قَالَتْ حَنَانْ: قَرَأْتُ حَدِيثاً شَرِيفاً .

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ السَّاعِدِي رِضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"رَوَاهُ الترمذي وَقَالْ:حَديثٌ حَسَنٌ صَحِيحْ .

قُلْتُ: نَعَمْ يَا حَنَانْ .

وَلَقَدْ فَضَّلَ اللَّهُ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا مُوَضِّحاً أَنَّ مَتَاعَ الدُّنْيَا قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْآخِرَةَ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (38)( التوبة)

قَالَ مُحَمَّدْ : وَلَقَدْ قَرَأْتُ آيَةً كَرِيمَةً تُبَيِّنُ ضَرُورَةَ اللُّجُوءِ إِلَى اللَّهِ فِي الْحُصُولِ عَلَى النَّصْرِ وَهِيَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :

{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (160)) آل عمران)

قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَبْنَائِي .

يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى اللَّهِ أَوَّلاً وَأَخِيراً .

وَنَضَعَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا رِضَاهْ .

وَنُطِيعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي كُلِّ أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَحَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا .

وَنَعْمَلَ مُتَكَاتِفِينَ مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ أَوْطَانِنَا وَنُصْرَتِهَا وَرِفْعَتِهَا بَيْنَ الْأُمَمْ .

وَعِنْدَئِذٍ .

سَتَدِينُ لَنَا الْأُمَمُ بِاحْتِرَامِهَا وَإِعْجَابِهَا وَتَقْدِيرِهَا .

وَسَيَزْرَعُ اللَّهُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا مَهَابَتَنَا .

فَلَا يَجْرُؤُونَ عَلَى الِاعْتِدَاءِ عَلَى أَيِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْأُمَّةْ .

قَالَ تَعَالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(47) (سُورَةُ الرُّومْ).