قصص في دقائق 36 +37

قصص في دقائق

انتصار عابد بكري

36

أحزان

خزانة ملابسها عجَّت بالثياب من كل الألوان وكل أنواع القماش ، لكن لا تراها سوى بالثوب الأسود .

تحدي

لا يقرأ ولا يكتب، أبٌ لا تراه في البيت حتى منتصف الليل ، الأطفال نيام ينهضون على صراخ وتكسير ما تبقى من لوحات تنفي اطار اسمه البيت . لكن ولدَه تحدى الظروف القاسية ليثبت للعالم انه انسان في مستشفى يعالج فيه من شابه والده.

قيمة

هذا المكان الذي خدمت فيه وأخلصت عمرها له،  تتركه بعد سنين من العطاء ، يتناساها العالم ،  طفل يعطيها شهادة تقدير .

لعبة

أهل قريتي لا يجيدون سوى لعبة واحدة ، اسمها الانتخابات ، تلف بهم الأيام كل خمسة سنوات لتراهم مستيقظون، من يرشح نفسه ؟ من يكون في قائمة العضوية ؟ من سيأتلف مع من ؟ بالأخير يفوز أحد المرشحون التسعة، يجلس الكرسي ولا يعرف لأي اتجاه يديره .

تربية

تهدد زوجها بالسجن ان قام بعمل مشين وتسجنه اذا شاء الأمر ، طفلتها في السابعة : لا تصرخي في وجهي ، لا تضربيني ، أنا سأخبر الشرطة تصمت الأم وتصيبها صدمة .

37

أيلول

طارت العاصفير المهاجرة متخذة بلدي طريقا في رحلتها الى البلاد الدافئة ، وعلى أسلاك الكهرباء جعلت لنفسها استراحة ، جلس صغيرُ يعدُّ صف العصافير ، واحد اثنان ثلاثة.... يطير اثنان ويقف ثلاثة ، يعيد الكرَّة ، واحد اثنان ثلاثة اربعة ... يطير عصفور ويقول الصغير طيورُ كثيرة في عين الشمس البرتقاليه.

غرباء

أوقفوا نعشه عند باب مقبرةٍ ينتظر من يقول له تفضل ،  يدخل بدون إذن على ايدي لم توضع في يده سابقا.

يحن

لقدميه سير لا عوج فيه أن يصل بيته القديم، رابط قوي يشده أن يمر في ذلك المكان المليء بالذكرى ، الذكرى المؤلمة هناك طاهرة وطيبة فهي هو، وهو هي !

فيشار

كل الحديث الذي دار كان على طاولة الخمر، شتم صديقه وضرب لسانه بالقريب والبعيد ، رمى يمين الطلاق على نساءٍ لسن زوجاته ورقص رقصة الخنجر بطريقته المثلى.

علي الكوفيه

غني لحبيبه اغنية علي الكوفيه متيمنا بالنصر ففزع من منظر الكوفية مرقعة والتي حملت الوان الأعلام العربية جميعها.