اللؤلؤ

عبد الرحمن هاشم

 تزوج شيخ بلدتنا من امرأة اسمها رعد رغماً عنها وعن أبيها وذات مرة وبعد مرور سنة جلست رعد أمام المرآة تندب حظها وتقول:

وما رعد إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل 

فإن أنجبت مهرا فلله درها ... وإن أنجبت بغلا فمن ذلك البغل

فسمعها الشيخ فغضب فذهب إلى والده وقال له اذهب إليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط وأعطها نفقتها، فذهب إليها حموها وقال: "كنتي فبنتي"

ولكن رعد كانت أفصح من الشيخ الكبير فقالت:

كنا فما فرحنا ... فبنا فما حزنا

وقيل إنها بعد طلاقها من شيخ البلدة لم يجرؤ أحد علي خطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل منه فأغرت بعض النسوة بالمال فامتدحنها وامتدحوا جمالها عند عمدة القرية فأعجب بها وطلب الزواج منها.

ولما خطبها العمدة وافقت وبعثت إليه برسالة تقول: أوافق بشرط أن يسوق الجمل من مكاني هذا إليك شيخ البلدة نفسه فوافق العمدة وأمرالشيخ بذلك

فبينما هو يسوق الجمل إذا بها توقع من يدها متعمدةً خاتماً من ذهب فقالت له: لقد وقعت دبلتي فأعطنيها.

فقال شيخ البلد: إنها ليست دبلة إنه خاتم من ذهب.

فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدبلة خاتماً ففهمها الشيخ وأسرها في نفسه. 

وعند وصولهم تأخر الشيخ والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه العمدة يطلب حضوره.

فقال للرسول: عودتني أمي ألا آكل فضلات أحد.

ففهم العمدة وعاف أن يقرب زوجته إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر.

احتالت رعد لذلك وأرسلت إليه تطلب مجيئه وتعمدت إغراءه ولما رأت أمارات اللهفة على وجهه قالت:

ـ هلا أخبرتني يا عمدة، لم خلق الله اللؤلؤ؟

ـ لزينة الملوك.

أردفت وهي تغمز بعينها:

ـ سبحان الله..  لكن تشاء حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر.