القطة " سمونة " و الكلب " نباح"

القطة " سمونة " و الكلب " نباح"

رضا سالم الصامت

في إحدى ليالي الصيف الحارة ، أرادت القطة " سمونة" أن

تنام ، لكن جارها الكلب " نباح" ظل طول الليل ينبح

و لم يتركها ترتاح ، فقالت في نفسها : ما هذا الجار ؟

استلقت لتنام قليلا رغم النباح المتواصل و حاولت أن تغلق عينيها ، لكن دون جدوى .... فلم تعرف ما تفعله.

تذرعت صبرا  حتى تنتهي الضجة التي أحدثها الكلب " نباح" و فهمت انه ينبح هكذا حتى يقلق راحتها، لكن " سمونة " قطة ذكية ، أنيقة و رقية لم تكترث بنباحه ، لكنها قررت الذهاب إليه و التنبيه عليه..

حين وصلت له، لم يكترث بها ، بل ضحك عليها و قال لها: ألهذا الحد أنت متعبة و تريد أن تنام ؟ ههههههه يالك من قطة نوامة و بخيلة ههههههههه....

قالت : غريب أمرك أيها الجار المقلق ، لما كل هذه الضجة؟

ألا تخجل من نفسك ؟

فعلى من أنت تنبح ؟

قال : أنا أحب  النباح ،هل أزعجتك ؟

قالت : نعم ، أنت فعلا مزعج و عليك أن تحترم غيرك

قال : و هو ينبح متهكما ... آسف ، فاعذرني صوتي يخرج مني رغما عني .

في الأثناء جاء سيده ليضع له الطعام،    

فسألته : سيدي أرجوك ، إن هذا الكلب أقلق راحتي و لم يتركني أنام ؟؟

رد عليها قائلا: سأنبه عليه ، إن عاود النباح فاني سأعاقبه ، و الآن تستطيعين الذهاب إلى النوم أيتها القطة الجميلة .

- شكرا لك سيدي ، و الآن يبدو أني سأستريح قليلا

فكرت " سمونة " ، ثم قالت في نفسها : الآن سأستريح  لأحافظ على رشاقتي..

انتهى الكلب " نباح" من تناول طعامه ، ثم عاد ثانية  ينبح بدون مبرر ، فسمعه سيده .

 خرج له و بيده عصا غليظة ليؤدبه

و صاح في وجهه قائلا : أيها الكلب ، أنت لا تفكر إلا في نفسك ، لقد أصبحت مزعجا للغاية ، الكل  يتذمر من تصرفاتك . و بدأ في ضربه بالعصا... كان المسكين يتألم من شدة الضرب...

في الأثناء ، سمعت القطة " سوسنة" الكلب و هو يعوي ففهمت أن سيده بصدد تعنيفه ، أسرعت إليه و طلبت منه  الكف عن ضربه رأفة به.

حينها فهم الكلب " نباح" أنه كان مزعجا و لا يراعي راحة غيره، فطلب من القطة " سمونة" أن تعفو عنه  ، و عاهدها بعدم تكرار ما حصل من نباح لا مبرر له.

كان " نباح" الكلب مخطئا في حق القطة " سمونة " و اعتذر لها و قال : سوف أمنحك الآن الهدوء و السلام و نامي يا صديقتي القطة مطمئنة البال .

ردت عليه مبتسمة : شكرا لك يا  صديقي " نباح " ثم غادت المكان. و ذهبت لتنام و أحست أن الكلب " نباح" صادق هذه المرة ، و فعلا نامت و شبعت نوما و لم يعد يزعجها هذا الكلب .

هكذا يا أصدقائي نستنتج من قصتنا هذه ، أن الأنانية و حب الذات تقتل العلاقات بين طرفين ، و الأنانية مشتقة من و أول من نطق بها الشيطان عليه اللعنة ، فإياكم " أنا " كلمة

والأنانية إنها تفسد العلاقات وتغيير الطبائع و تجعل 

من تصرفاتكم تصرفات غير جيدة و غير لائقة و لا مرغوب فيها....