اَلدِّيكُ.. وَالْـفَـرْخَةْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

اَلدِّيكُ يُؤَذِّنُ كُوكُوكُوكْ ، كُوكُوكُوكْ ، كُوكُوكُوكْ

قَالَتْ فَرْخَةٌ : مَالَكَ أَيُّهَا اَلدِّيكُ؟!

مَاذَا تَقْصِدِينَ أَيَّـتُهَا الْـفَـرْخَـةُ ؟

- السَّاعَةُ الْآنَ الثَّانِيَةُ وَالثُّـلُثُ ظُهْراً 0

- إِنَّـنِي أَسْـتَعِدُّ لِآذَانِ الْعَصْرِ 0

- وَلَكِنِ يَا صَدِيقِي اَلدِّيكُ لاَ تُؤَذِّنْ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الْمُـبَالَغِ فِيهِا.

- مَادُمْتِ قُلْتِ ذَلِكَ أَيَّـتُهَا اَلْفَرْخَةُ فَسَـأَحْكِي لَكِ الْحِكَايَةَ.

- اِحْكِهَا أَيُّـهَا اَلدِّيكُ الْهُمَامُ .

- إِذَا لَمْ يَكُنِ الْوَقْتُ وَقْتَ آذَانِ وَسَمِعْتِـنِي أَصِيحُ, فَـأَنَا أَذْكُـرُ اللَّهَ.

وَ لِمَاذَا تَذْكُرْ اللَّـهَ أَيُّهَا اَلدِّيكُ ؟!

- عَجَباً لَكِ أَيَّـتُهَا اَلْفَرْخَةُ!!

- أَلَمْ تَقْـرَئِي أَوْ تَسْمَعِي قَوْلَهُ تَعَالَى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).

- وَفِي أَيِّ سُورَةٍ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ ؟

- الْآيَةَ (152) مِنْ سُورَةِ الْـبَقَرَةِ .

- هَلْ تَعْنِي أَنْ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى شُكْـرٌ لَهُ ؟

- بِالضَّـبْطِ .

- شُكْراً أَيُّهَا اَلدِّيكُ الْحَكِيمُ.

- لاَ تَشْكُرِينِي.

- وَمَنْ أَشْكُرُ إِذاً أَيُّهَا الدِّيكُ ؟

- اُشْكُرِي اللَّهَ.

- و اللَّهِ إِنْ ظَـلَـلْتُ طُولَ الْعُمْرِ أَشْكُـرُهُ فَـلَنْ أُوَفِّـيَهُ حَقَّهُ .

- نَعَمْ أَيَّـتُهَا اَلْفَرْخَةُ ، فَنِعَمُ اللَّهِ لاَ تُعَدُّ وَ لاَ تُحْصَى ، وَ لِذَلِكَ كَمَا تَرَيْنَ ، فَـأَنَا أُدَاوِمُ عَـلَى ذِكْرِهِ .

- جَزَاكَ اللَّهُ خيراً أَيُّهَا اَلدِّيكُ.

- و جَزَاكِ اللَّهُ خيراً أَيَّـتُهَا اَلْفَرْخَةُ.

- لَكِنْ 00 هَلْ سَـتَظَلُّ تَذْكُرُ اللَّهَ طِيلَـةَ حَـيَاتِكَ؟!

- إِنَّ قَلْبِي وَلِسَانِي يَشْتَاقَانِ ذِكْـرَهُ مَادُمْتُ حَـيَّا.

- وَهَلْ تَذْكُرُ اللَّهَ مِنْ قَـلْـبِكَ ؟!

- مِنْ كُلِّ نَـبْضَةٍ فِيهِ وَكُلِّ شَهِيقٍ وَزَفِيرٍ.

- اَلْفِرَاخُ بَاضَتْ بَيْضاً كَثِيراً مُخْـتَلِفَ الْأَشْكَالِ وَ الْأَلْوَانِ وَالْأَحْجَامِ.

- الْحَمْدُ لِلَّهِ.

- هَلْ تَرَيْنَ أَيَّـتُهَا اَلْفَرْخَةُ ذَلِكَ الْـبَـَيْضَ الْمُخْـتَلِفَ الْأَلْوَانِ وَالْأَشْكَالِ

وَ الْأَحْجَامِ ؟!

- نَعَمْ أَيُّهَا اَلدِّيكُ.

- (هَذَا خَـلْقُ اللَّهِ فَـأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {الْآيَةَ 11 مِنْ سُورَةِ لُقْمَانْ}.