اَلـْـبَطـَّةُ.. الـْمَرِيضَةْ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

تَعِيشُ أُسْرَةُ الـْـبَطـَّةِ الصَّغِيرَةِ (دَكـْدَكْ) فـِي سُرُورٍ وَوِئَامٍ وَمَحَبـَّةٍ وَاحْتـِرَامٍ, فـَأَبُوهَا ذَكَرُ الـْبـَطِّ الـْكـَبِيرُ (وَكْ), كـَانَ عَظِيمَ التـَّفـْكِيرِ فـِـي نـَفـْسـِهِ وَ فـِـي أُسْرَتِهِ وَ فـِـي الكـَوْن ِكـُلـِّهِ وَ فـِـي خَالـِق ِالْكـَوْنِ اللهِ سُبـْحَانـَهُ وَتـَعَالـَى, وَكـَثِيراً مَا كـَانَ يُمْضِي اللـَّـيْلَ وَهُوَ يُسَبـِّحُ بـِحَمْدِ اللَّهِ, وَيَتـَفـَكـَّـرُ فـِي مَلـَكـُوتـِهِ ,حَتـَّى يَسْمَعَ الدِّيكَ الصَّالِحَ, حَوَالـَيْ السَّاعَة الثـَّالـِثـَةِ لـَيْلاً, وَهُوَ يَصِيحُ (كـُوكـُو كـُكـُو, قـُومُوا وَصَلـُّوا لـِرَبـِّكـُمْ, قـُومُوا وَأَدُّوا حَقَّ الإِلـَهْ,فَالنـُّورُ يَبـْدُو مَعَ الصَّلاَةْ, إِنـِّي دَوَاماً مَعَ الصَّبـَاحْ,أَقـُومُ وَحْدِي وَبـِانـْشِرَاحْ, أَدْعُوهُ شَوْقاً إِلـَى الـْفـَلاَحْ, يَا رَبِّ قـُدْنـِي إِلـَى النـَّجَاحْ, فـَأَنـْتَ رَبـِّي رَبٌّ غَفـُورْ ,تـَزِيدُ رِزْقِي مَعَ الشُّكـُورْ, أَذَّنـْتُ كـُوكـُو كـَيْ يَسْمَعُوا ,فـَيَسْتـَفـِيقـُوا وَيَرْجِعُوا, وَيَسْتـَعِيدُوا مَا وَدَّعُوا), يَسْمَعُ ذَكَرُ الـْبـَطِّ الـْكـَبِيرُ وَزَعِيمُ أُسْرَتـِهِ (وَكْ) نِدَاءَ الدِّيكِ فـَيَسْتـَغـْفِرُ اللهَ وَقـْتَ السَّحَرِ, حَتـَّى يَحِينَ وَقـْتُ آذَانِ الفَجْرِ, فـَيَرْفـَعُهُ الدِّيكُ الصَّالِحُ, ويُقـِيمُ الصَّلاَةَ, وَيَؤُمُّ الـْحَيَوَانـَاتِ وَالطـُّيُورَ بـِنـَفـْسِهِ, وَكـَانَ ذَكَرُ الـْبـَطِّ الـْكـَبِيرُ, يَقـِفُ خَلـْفَ الدِّيكِ الصَّالِحِ, فـِـي الصَّفِ الأَوَّلِ, فـِـي خُشُوعٍ لِلـَّهِ, وَ تـَوَسُّلٍ إِلـَيْهِ وَدُعَاءٍ جَمِيلٍ, أَنْ يُبَارِكَ اللهُ فـِـي أُسْرَةِ الـْبـَطِّ, وَيَحْفـَظَهَا مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْأَوْبـِئَةِ, وَخَاصَّـةً أُنـْفـُلـْوَنـْزَا الطُّـيُورِ, وَ أُنـْفـُلـْوَنـْزَا الـْخَنـَازِيرِ وَكَانَتْ زَوْجَتـُهُ الـْبـَطـَّةُ (دِيدِي)  تـُحَافِظُ عَلـَى الصَّلاَةِ, وَلـَكِنـَّهَا كَانَتْ تـَتـْـرُكُ الـْبَطـَّةَ الصَّغِيرَةَ (دَكـْدَكْ) سَهْرَانـَةً طَوَالَ اللـَّـيْلِ, دُونَ أَنْ تـَعْرِفَ شَـيْـئاً عَنـْهَا ,أَوْ حَتـَّى تـَسْـأَلَ عَنْ حَالـِهَا,ذَاتَ يَوْمٍ, امْتـَـنَـعَتِ الـْـبَطـَّـةُ  (دَدَكـْدَكْ) عَنِ الطَّعَامِ, وَكـَانَتْ عِنـْدَمَا تـَطـْلـُبُ مِنـْهَا أُمُّهَا الـْبـَطـَّـةُ (دِيدِي) أَنْ تـُفـْطِرَ أَوْ تـَـتـَغَذَّى أَوْ تـَتـَعَشَّى, تـَرْفـُضُ الـْـبَطـَّـةُ الصَّغِيرَةُ (دَكـْدَكْ) أَنْ تـَأْكُلَ وَتـَقـُولُ : لـَيْسَ لـِي نـَفـْسٌ, شَاهَدَ أَبُوهَا ذَكَرُ الـْبـَطِّ الـْكـَبِيرُ (وَكْ) حَالـَةَ ابـْنـَتِهِ الـْبَطـَّةِ الصَّغِيرَةِ (دَكـْدَكْ), فـَأَخَذَهَا فـَوْراً إِلـَى مُسْـتـَشْفـَى الـْبـَطِّ, عَلـَى شَاطئِ التـُّرْعَةِ, وَكـَانَ طَبـِيبُ الـْبـَطِّ فـِـي اسْـتـِقـْبـَالـِهِمَا -مَالـَكِ يَا (دَكـْدَكْ) ؟!,-لاَ أَدْرِي ,تَفَحَّصَهَا طَبـِيبُ الـْبـَطِّ, فَوَجَدَهَا تـُعَانـِي مِنْ بـَرْدٍ شَدِيدٍ, أَصَابـَهَا بـِالأُنـْفـُلـْوَنـْزَا, فـَقـَرَّرَ حَجْزَهَا فـِي مُسْـتـَشْفـَى الـْبـَطِّ, وَأَمَرَهَا أَنْ تـَتـَمَشَّى فـِي الشَّمْسِ ثـَلاَثَ سَاعَاتٍ يَوْمِيَّـاً, و تـَأْكُلَ مِنَ الـْخُضـْرَوَاتِ الشَافـِيَة ِ, بـإِذْنِ اللهِ, حَوْلَ التـُّـرْعَةِ ,كـَمَا أَمَرَهَا أَنْ تُمَارِسَ السِّـبَاحَةَ فـِي التـُّـرْعَةِ ,مَا اسْتـَطـَاعَتْ إِلـَى ذَلـِكَ سَبـِيلاَ ,وَتـَمَّ شِفـَاءُ الـْبـَطَّةِ بـِفـَضـْلِ اللهِ ,وَرَجَعَتْ إلـَى حَظِيرَتِـهَا مُعَافـَاةً, بـِفـَضـْلِ الـْخَالقِ جَلَّ وَعَلاَ ,قـَالـَتِ الـْبـَطـَّـةُ الْأُمُّ(دِيدِي) :لـَنْ أُهْمِلـَكِ يَا  (دَكـْدَكُ) يَا ابـْنـَتـِي لـِلسَّهَرِ وَالـْبـَرْدِ طَوَالَ اللـَّـيْلِ, وَسَـأُحَافـِظُ عَلـَـيْكِ بـِقـَـلـْبـِي وَعُـيُونـِي, قـَالـَتِ (دَكـْدَكْ): الـْحَافـِظُ هُوَ اللهُ يَا أُمِّي, قـَالَ ذَكَرُ الـْبـَطِّ الـْمُؤْمِنُ:جَزَاكِ اللهُ خَـيْراً يَا (دَكـْدَكْ) , (فـَاللَّهُ) هُوَ (الـْحَافـِظُ) (الرَّازِقُ) (الـْمُعِزُّ) (الـْقـَوِيُّ) (الـْمَتـِينُ) (الشَّافـِي) (الـْمُعَافـِي) نـَطْلـُبُ مِنـْـهُ الـْعَفـْوَ وَالـْعَافـِيَـةَ فـِي الدُّنـْـيَا وَالآخِرَةِ .