الجوهرة

ناديا مظفر سلطان

عكفت تخرج شظايا الزجاج من قدميها الداميتين ،سالت الدماء غزيرة من جراحها ، ندت منها آهة ألم فخالط دمعها دماؤها القانية

سألتها وقد أخذني الروع : مالذي حملك على السير فوق هذا الحطام الهائل من الزجاج ؟

أخذت تنتحب بصمت وهي لاتزال تنتزع قطع الزجاج من قدميها ، مرت بضع دقائق قبل أن تخرج من صمتها ، شهقت بالدمع وهي تتمتم : لقد ضاعت مني!

هتفت بها من جديد متسائلة : وماذا أضعت ؟

عادت إلى صمتها ، وقد أذهلها الألم وحسرة الضياع  حتى أنها نسيت وجودي

بالله عليك! أيا كان قد ضاع منك ، هل يستحق  البحث عنه أن تسيري بقدمين عاريتين ؟

رفعت رأسها بغضب رمقتني بمقلتين قرحهما الدمع والسهاد ثم صاحت :

الجوهرة .. ضاعت مني .. فقدتها .. كيف لك أن تفهمي ما أعني وأنت بعيدة ، وبيني وبينك وديان و بحار وجبال ؟

أطرقتُ على استحياء وأنا أهمسُ : هذا صحيح ولكني  أراك بقلبي مهما كنت بعيدة .. لعلك تدركين كم أحبك ! ما ذا أستطيع أن أفعل لأجلك ؟ ترى هل أستطيع أن أساعدك كي تعثري على ضالتك ؟

وهل من السهل العثور على ماسة مفقودة في حقل من الزجاج المهشم؟ أجابت بتهكم مرير.

سأتابع بحثي عن ماستي أو لعلي سأهلك دونها . تابعت حديثها بحزم.

مددت إليها كلتا يدي صرخت بأعلى صوتي  وأنا أرتجف حزنا وهلعا : أرجوك ! لاتضيعي مني كما ضاعت ماستك .

لم أسمع منها ردا ، الجبال والوديان فقط أرجعت صدى صرختي ،  وحملت الريح شظايا الزجاج المهشم فأصابني بعضها.أصابني بعضها.