كلام ناعم

عبد القادر كعبان

[email protected]

توقفت دقات قلبي و أنا أسمع كلامه الناعم معها. كلام يشبه الهمس في أذن الحبيب. أحس بوجودي خلفه. انهارت كل قواه. أوقع الهاتف المحمول فجأة على الأرض. شعر بمرارة تعتلي حلقه. تخيلته سارقا انقض علي بخنجره ثم انهال على قلبي بطعنات متتالية. أحببته من قلبي. وقفت وقفة تحدي في وجه أبي الذي رفضه منذ أول مقابلة. وجده شابا لا يصلح للمسؤولية. يستهويه حب المال. تعرفت عليه في الجامعة رفقة صديقاتي. شديد الوسامة و الجرأة. تزوجته رغما عن أنف أبي. اليوم أقف مذهولة. أردت أن أبكي أو أصرخ و لكن اختنق صوتي و تلاشى. تمالكت نفسي للحظات و سألته بنبرة غضب:

- من تكون حبيبة القلب تلك..؟

ارتبك محاولا التفتيش عن تبرير:

- أتقصدين.. أنت مخطئة.. هي مديرة المؤسسة حبيبتي..

أجبته بإمتعاض:

- لست أدري ماذا يعجبك في تلك العانس..

تذكرت للتو يوم افتتاح المؤسسة الذي حضرته معه. داهمته تلك (المديرة) بملامحها الناعمة و البريئة من جملة زملائه. استوقفتني تلك الصورة من ثنايا ذاكرتي أين نأت بي جانبا تلك المرأة و أردفت قائلة:

- زوجك حالة خاصة عزيزتي..

للحظة فركت عيناي لأرى حقيقة أنني إمرأة مخدوعة. وجدته يعد ساقه للهروب من المواجهة. أمسكت بيده كاللبؤة حين تمسك فريستها. سألني بهلع:

- ما خطبك يا حبيبتي..؟

- أمامك الإختيار.. زوجتك أو عشيقتك..

تضخمت دهشته و حاول أن يستوعب ما قلته له. أدرك اليوم أنه قد وقع في حفرة حبنا القديم يصعب أن تنتشله منها علاقة حب عابرة.