فراشة من نور
مصطفى الشيخ الأحمد
في ليلة مظلمة وشتاء صارخ .ريح لها صفير بدون دعوة تراقص أغصان الأشجار وكل شيء سارح
نافذة البيت مساميرها وخشبها يريدان أن يفترقان .
ورقص على الزجاج بدقات غير منتظمة .
كأن هناك احد ما يريد الدخول ريح تهز النافذة وحولها تدور.
وبتلك اللحظات أختفت أضواء المدينة وزاد الظلام تمكينا
قمت من سريري واقفا أمام النافذة أنظر ما وراء الظلام لابد أن يكون هناك في مكان ما نور . ربما بعيد لا
أظنه قريب وفجأة من عمق السماء المظلمة لاح نور أنار السماء بلحظة قبول أنه في نزول
إنه متجه الى الأرض إنه يقترب بسرعة . بدأت دقات قلبي تزداد وحجمه يكبر
لاأدري أهو خوف لا . ربما فرح ممكن .ربما شيء أخر . لا اعرف . ربما ربما
بدأت أفكاري بسرعة تدور ماذا أين كيف ما هل سيقف بمكان ما . أم أنه سيختفي فجأة كما ظهر
ربما سيصطدم بالأرض . أسئلة كثيرها ذهبت الى المجهول .
لحظات مرت كأنها سنين وهي أقرب من اللحظات
وأنا واقف بمكاني أنظر للنور القادم من وسط السماء أنه يقترب أنه متجه نحوي أنه أتي إلي
أحسست بتيار قوي يجري في عروقي و دمي ودفء وبرودة ليس لهما تعبير. وبسرعة فتحت النافذة
وأمسكت بيداي بشدة عليها حتى لاتراقصها الريح
وعيني مستقبلة شعاع النور وكلما زاد أقترابه . صغر حجمه
وماهي إلا لحظات حتى توقف أمام عيني بثبات
وإذ فراشة من نور كم هي جميلة مددت يدي اليمنى سلام لها . وعليها إستقرت
أهلاً أيتها الجميلة مرحباً مرحبا .رفعت يدي حتى تكون قريبة من عيني
أدرت ظهري للنافذة وجلست على السرير تاركاً النافذة تراقصها الريح وتتعارك مع المسامير
غبت عن الأصوات والضجيج بعيد عن العالم ودورانه
وإنسجام وسرور . أنا وفراشة النور . دخلنا بحور . وخرجنا من بحور
وأخبرتني بصوت لطيف
على قدر النور يكون الشعاع ... و من لانور له حياته ضياع
وأن النور بالنور يتصل ويزيد ... وعلى قدر النور يأتي المزيد
فكن له حافظا ًمن قريب أوبعيد ... يطرد الظلام ويبان لك العيد
وأن الظلام له توسع وتمديد ... إن حل بمكان يصبح القلب جليد
تكلمنا كثيراً وعندما سألتها أيتها الجميلة أخبريني من أنت
وإذا النافذة ترقص مع الريح رقصات عنف أفزعتني
وإذا بي قد كنت نائم
.
لكن من فتح النافذة
