أبو فايز والهاتف

أبو الشمقمق

اعتدت على توقف الهاتف فترات متباعدة  ..علماً بأننا في سورية لانعرف الهاتف الذي اخترعه غراهام بيل منذ قرن إلا منذ عدة سنوات قبل انتشار الهاتف النقال ، وقبل إن يشفق علينا اللص النصيري الحرامي رامي مخلوف محتكر الشركتين المعروفتين في سوريا.... والسوري أخو أخته من يستطيع الحصول على خط هاتف في تلك الأيام .

 في البداية لم أفهم السبب لتعطل الهاتف ، لكن اكتشفت أن أبا فايز مصلح الهواتف الموظف في المؤسسة  كلما جاء ووضع السلم للوصول إلى علبة توزيع الخطوط المثبتة على واجهة البناء بحجة الصيانة وفتحها ، تنقطع الخطوط وتظل مقطوعة إلى أن نذهب إلى مركز الهاتف وتقدم طلب إصلاح وننتظر..!

عيش يا كديش حتى يأتي دورك وينبت الحشيش.....!

وصدقت شكوكي عندما صادفت جارنا فشكوت له ما أعاني منه ، وقلت له في حيرة ومرارة :

- أفكر يا جار بالذهاب إلى المؤسسة وتقديم طلب بإلغاء اشتراكي ..!

استنككر الجار هذه الفكرة وقال :

- إنهم ينتظرونك لتفعل ....وسيبعون هاتفك بعشرات الألوف . أنت سيد  العارفين ، انتظرنا خمسة عشر عاماً حتى حصنا على رقم  .

سأبيعه أنا .!

-          - ممنوع بالقانون . هم يستطيعون أما أنت فلا .

- لكن ياجار  قرفت من الهاتف  فهو قطعة في منزلي للزينة فقط ،

يعمل يوماً وينقطع عشرة ، وإذا عمل ثلاثة أيام  ينقطع شهرا ...!

- هذه مصيبة الجميع والحاذق هو من  يتخطاها .

- والحل ياجار ....؟

- الحل أمامك واقف على السلم  ......!

- لم أفهم .

- سلامة فهمك . دس في جيب أبي فايز كل شهر خمسة وعشرين ليرة  وأنا أضمن لك أن الهاتف لن ينقطع أبداً.....

- لكنني أدفع للدولة قيمة فاتورة الهاتف كل شهرين بانتظام . ألايكفي ؟

- هذا للدولة ...أما أبو فايز فهو يعمل في دولة أخرى اسمها دولة  الفساد

النصيري وهي التي تركب على دولتنا ..وأبو فايز ديك المصلحة ، والديك على مزبلته صياح .!  وهاتفك صياح متى حقنت أبا فايز بالألحان..!

لكن ياجار .هذه رشوة وأنا لا ..........قاطعنني الرجل :

- هاتفك يعمل بالحرام ويتعطل بالحلال وهذا دستور دولة الفساد..ألم تسمع الحكاية التي تقول :

إن الحق كان يمشي على قدميه والباطل يركب على الحماروهما يسيران في الطريق فرآهما  الناس فاستنكروا فقال لهم الباطل :

- لم تستنكرون ؟ ماالذي يجب أن يمشي في هذه البلد ؟

فقالوا له : الحق .قال :

- هاهو يمشي أمامكم........!  

الشلب: نبات الأرز.