الصدمة والافاقه

قصة قصيرة من رحم الأحداث

نزلت في الثلاثين من يونيو في منطقتي أضرب في شباب الإخوان أكرههم كرها شديدا رغم أن أبي وأمي وإخوتي الصغار كلهم معالإخوان ومعتصمون في رابعة من بداية الاعتصام. في ثلاثين يونيو أصَبْتُ من شباب الإخوان بالخرطوش كثيرين، منهم إصابات خطرة ظلت شهور في العلاج، أهلي يدعونني للذهاب مهعم إلى رابعة وأنا أرفض بشدة وأكره جهاد النكاح والذقون الطويلة وأصدق كل مايقوله الإعلام عنهم. وأصبحت نفسيالاأطيقهم ولا أكره أحداًمثل ما أكرههم،حتى جاءتمذبحة الحرس الجمهوري. كان أبي قد عاد في منتصف الليل ليرتاح في البيت وترك أمي وإخوتي البنات ثم سمع عن وحود إصابات فقال لي تعال معي لنحضر إخوتك ووالدتك م هناك، فقلتليس شأني أنت الذي أخذتهم إلى هناك فاذهب وأحضرهم...وتحت تكرر الاتصالات له وتأكيد الإصابات قلت له سأذهب على حافة الميدان وأنت تدخل وسأنتظركم في السيارة في لخارج من بعيد.....فور وصولي مع والدي قابله أحد أصداقه وأعطاني مبلغا كبيرا و قال لي اذهب بسرعة بالسيارة أحضر لنا هذه الأدوية والإسعافات...تعجبت كيف،يعطيني عدة آلاف لإحضر أدويةوهو لا يعرفني ألا يخشى أن آخذ المبلغ وأهرب به؟؟..المهم أحضرت الأدوة ودخلت لتسليمهافي المستشفى اميداني فهالني ما رأيتمن اصابات وتساءلت من فعل هذا بهم ...فتوجس الحاضرون مني خيفة كيف لا أعرف من فعل هذا وهل أنا غريب عن المشهد أم دخيل عليه فقلت أنا جئت فقط لآخذ أسرتي ولم أحضر هنا من قبل....فقالوا إن قوات الجيش هي من فعلت هذا عند الحرس الجمهوري فكانت بالنسبة لي صدمةأو إفاقةوذهبت تجاه مكان المذبحة وسمعت ورأيت وتأكدت من صحة كلامهم وعدت إلى ربعة معتصماً بها إلى يوم الفض وأناأعض أصابع الندم على ما فعلته ببعض شباب الإخوان يوم الثلاثين من يونيو وأقول هل يغفر الله لي...وقابلت بعض من أصبتهم أستسمحه وأهوي على قدمه لأقبلها فأجده بل أجدهم كلهم يقولون لا عليك ياأخي نحن سامحناك فلاتقلق يغفر الله لنا ولك ..فأتعجب أكثر من نبلهم ومن أخلاقهم ....فكنت من ليلتها في رابعة لم أجد جهاد النكاح ولمأجدأكاذيب الإعام بل وجدت الصلاة والدعاء والعفة والإثار والنبل والوفاء. عتذرت لأبي وأمي وإخوتي الصغار وقلت لقد فاتني قبل ذلك اليوم الكثير وقرر أن أكفر عن ذنبي بطريقة أخرى، فذهبت لعددمن أصدقائي المقربين من قبل والذين كان لهممثل موقفي من الإخوان ومن رابعة وألححت علهم أن يأتوا معي إلى رابعة ولو ساعة فجاء منهم عدأربعة أو خمسة وشاهدوا واقتنعوا واعتصموا وأكملوا إلى يوم الفض...عسى اللهأنيغفر لي وأن يسامحني ...اللهم آمين

وسوم: العدد 629