علاء والأرنب

1

clip_image001_2e2b8.jpg 

في القديم يا أطفال ياصغار، كان هناك أرنب صغير محبوب، يعيش مع أمه "أرنوبة" وأبيه "أرنوب" في سعادة لا توصف بضيعة جميلة، كلها اخضرار من كثرة الأعشاب والأشجار و الأزهار....

وكان صاحب الضيعة، يحب الحيوانات كثيرا، ويعتني بتربيتهم ويخصص لهم من وقته.

ذات يوم، جاء رجل لصاحب الضيعة، يريد شراء أرنب يلعب مع ابنه علاء، وعندما رآه الأرنب الصغير، انزعج من وجود هذا الرجل الغريب بضيعتهم، و سمع ما دار من حديث بينه وبين صاحب الضيعة، فالرجل يريد شراء أرنب...

فقال الأرنب الصغير: إن هذا الرجل يريد بنا شرا، فتملكه الذعر والخوف وقال: يا لحظنا التعيس… سوف يفرق بيني وبين أمي وأبي، و يسبب في إبعادنا، عن بعضنا البعض، كم هو قاسي القلب؟...

اتفق الرجل مع صاحب الضيعة، وسمع الأرنب الصغير ما يقوله صاحب الضيعة: هيا اختر واحدا منهم؟

فماذا لو اختار أمي الأرنوبة  وماذا لو اختار أبي الأرنوب!؟ 

أتمنى أن يختارني أنا ؟ قال الأرنب الصغير

حاولت الأرانب الاختباء، لكنها لم تفلح، فقد أمسكت يد البائع بالأرنب الصغير.

رغم تصدي الأرنوب والأرنوبة، و محاولة الأرنب الصغير الإفلات من قبضة البائع صاحب الضيعة، لكن كل المحاولات منيت بالفشل.

تسلم الرجل الأرنب الصغير، وسلم البائع بضعة دنانير، وأخذ يربط قدميه حتى لا يقدر على التحرك، وهو ما حز في نفسه، وجعله يتألم كثيرا على فراق أبويه.

ودعهما وهو يبكي، وحزن الأرنوب والأرنوبة على فراق فلذة كبدهما.

وفي الحلقة القادمة سوف نتعرف كيف عاد الأرنوب إلى والديه.

علاء والأرنب  2-2 

clip_image002_70c12.jpg

سلك الرجل الطريق في اتجاه منزله وهو فرح، لكن الأرنب الصغير كان يفكر في حاله، و كيف سيكون مصيره؟ و كانت نظراته شاردة في اتجاه الضيعة (القرية) التي عاش فيها و ترعرع، إلى أن غابت عن أنظاره وابتعدت.

فور وصول الرجل، وضع الأرنب الصغير في قفص ضيق، و جلب له جزرا، لكن و من شدة الحزن و الألم، لم يأكل و لم يلتفت إليه، وبقي في القفص لا يتحرك.

فبعد أن كان يعيش في حرية، حرا طلقا يجري و يقفز، يلهو و يمرح، أصبح يعيش محبوسا  لا يحلو له شيئا.

جاء الرجل بابنه علاء، ليعتني بالأرنب الصغير، و أصبح علاء رفيقه، و صار يحبه كثيرا و لا يفارقه إلا عند النوم، فتكونت بينهما علاقة قوية، وأصبح الأرنب يأكل الجزر، ويشرب الماء، ويتحرك يمنة و يسرة في قفصه.

تحسن الحال، و لكن لم يدم طويلا، ففي يوم من الأيام تغير الحال، حين جاء والد علاء و بيده السكين، يريد ذبح الأرنب الصغير، فغضب الطفل علاء، ودافع عن الأرنب المسكين، و قال لوالده: أرجوك يا أبي  لا تؤذ صديقي.

سمع الأرنب ما دار بين علاء و أبيه، فعرف أن الرجل يريد به شرا، وأحس أن حياته في خطر،  وحاول الفرار، لكنه لم يفلح.

جاء علاء لصديقه الأرنب، و قال له: لا تخف يا صديقي، إن الله معنا.

قال الأرنب : كيف لا أخاف! و والدك يريد ذبحي بالسكين.

رد عليه علاء قائلا: لا تجزع فإن الله مع الصابرين، فاصبر أيها الأرنب.

تألم الطفل كثيرا، وفكر قليلا ثم قال للأرنب:

سأخرجك من هذا القفص؛ لتنجو بحياتك.

رد عليه الأرنب: أنت نعم الصديق  المخلص الوفي... شكرا.

فتح الطفل باب القفص، و ترك صديقه الأرنب الصغير يخرج؛ ليرتع في الحديقة، وهو في غمرة  الفرح والحبور.

وبينما هما يمرحان، جاء فجأة والد علاء، وأخذ يراقب المشهد من بعيد، فسر كثيرا وعدل عن فكرة ذبح الأرنب، و قرر عدم إيذائه.

و أصبح الأرنب يعيش حرا طليقا، يلعب و يمرح بحديقة المنزل مع صديقه علاء، دون أي خوف يهدد حياته.

و مرت الأيام و كبر الأرنب الصغير، و أصبح يصطحبه علاء في زيارة ليرى أبويه بالضيعة الجميلة.

أما الرجل، فقد كان سعيدا جدا بابنه، وهو يلهو و يلعب مع صديقه الأرنب.

و هكذا تنتهي قصتنا يا أطفال، و هي قصة ذات مغزى و قيم، كلها وفاء، فما أجمل أن نكون أوفياء  ومخلصين للآخرين في حياتنا. مع أجمل تحيات الكاتب .

وسوم: العدد 629