آيَاتْ..وَالسَّنْدَوِتْشَاتْ..

فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامْ .

كَانَتِ الْبِنْتُ آيَاتْ خَارِجَةً مِنَ الْبَيْتْ .

فِي طَرِيقِهَا إِلَى الْحَضَانَةِ بِمَدْرَسَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الِابْتِدَائِيَّةْ .

وَفِي الطَريقِ لَمَحَتْ آيَاتُ أَحَدَ الْبَاعَةِ الْجَائِلِينَ يَبِيعُ سَنْدَوِتْشَاتِ الْكِبْدَةِ وَالسُّجُقِّ وَالْهَمْبُرْجَرْ .

كَانَتْ رَائِحَةُ السَّنْدَوِتْشَاتِ جَمِيلَةْ .

تُغْرِي النَّفْسَ بِالْأَكْلْ .

 كَانَتْ أُمُّ آيَاتَ قَدْ أَعْطَتْهَا مَصْرُوفاً كَبِيراً حَتَّى تَسْتَطِيعَ أَنْ تَشْتَرِيَ مَا يُرِيدْ .

أَخْرَجَتْ آيَاتُ النُّقُودَ مِنْ جَيْبِهَا وَقَالَتْ:

لَوْ سَمَحْتَ يَا عَمُّ

أَعْطِنِي ثَلَاثَةَ سَنْدَوِتْشَاتْ

سَنْدَوِتْشَ سُجُقْ .

سَنْدَوِتْشَ كِبْدَةْ .

سَنْدَوِتْشَ هَمْبُرْجَرْ .

فَرِحَ الْبَائِعُ وَأَعْطَاهَا مَا تُرِيدْ

وَكِيساً مِنَ الطُّرْشِي .

أَخَذَتْ آيَاتُ تَأْكُلُ السَّنْدَوِتْشَاتِ فِي الطَريقِ بِتَلَذُّذٍ أَثْنَاءَ ذِهَابِهَا إِلَى الْحَضَانَةْ وَأَعْطَتْ زَمِيلَتَيْهَا هُدَى وَرِيمَ بَعْضاً مِنْهَا .

وَفِي الْفَصْلِ أَخَذَتْ آيَاتُ وَهُدَى وَرِيمُ يَتَأَلَّمْنَ بِشِدَّةْ .

وَبُطُونُهُنَّ تَتَلَوَّى مِمَّا أَلَمَّ بِهِنَّ مِنَ الْمَرَضْ .

اِسْتَدْعَتِ الْمُعَلِّمَةُ الطَّبِيبَةَ بِسُرْعَةْ .

وَاتَّصَلَتْ بِأُمِّهَاتِهِنَّ بِالْجَوَّالِ فَأَتَيْنَ عَلَى الْفَوْرْ .

كَشَفَتْ الطَّبِيبَةُ عَلَى التِّلْمِيذَاتْ .

وَقَامَتْ بِحَقْنِهِنَّ بِحُقَنٍ مُطَهِّرَةٍ لِلْبَطْنِ حَتَّى أَفَقْنَ.

سَأَلَتْهُنَّ الطَّبِيبَةْ: هَلْ أَكَلْتُنَّ شَيْئاً الْيَوْمْ؟!!!

أَجَبْنَ عَلَى الْفَوْرْ .

لَقَدْ أَكَلْنَا بَعْضَ السَّنْدَوِتْشَاتِ اللَّذِيذَةِ مِنْ أَحَدَ الْبَاعَةِ الْجَائِلِينْ .

سَأَلَتْهُنَّ أُمُّ آيَاتْ:

وَمَا اسْمُ هَذَا الْبَائِعُ ؟!!!

قُلْنَ:لَا نَعْرِفُهُ وَلَا يَعْرِفُنَا .

قَالَتِ الطَّبِيبَةْ: هَلْ عَرَفْتُنَّ سَبَبَ أَلَمِكُنَّ وَمَرَضِكُنَّ الَّذِي كَادَ يُؤَدِّي إِلَى مَوْتِكُنَّ؟!!!

 قُلْنَ: لَا .

قَالَتِ الطَّبِيبَةْ:إِنَّ السَّبَبَ هُوَ شِرَاءُ الطَّعَامِ مِنَ الْبَاعَةِ الْجَائِلِينَ الَّذينَ لَا يُحَافِظُونَ عَلَى نَظَافَةِ الطَّعَامِ وَيَتْرُكُونَهُ عُرْضةً لِلْأَتْرِبَةِ وَالذُّبَابِ وَعَوَادِمِ السَّيَّارَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مُلَوِّثَاتِ الْبِيئَةْ .

فَاحْرِصْنَ يَا صَدِيقَاتِي عَلَى شِرَاءِ الْأَطْعِمَةِ مِنَ الْمَحَلَّاتِ النَّظِيفَةِ الَّتِي تَقُومُ دَوْلَةُ مِصْرِنَا الْحَبِيبَةِ بِالتَّفْتِيشِ عَلَيْهَا وَمُتَابَعَةِ مُرَاعَاتِهَا لِلْمُوَاصَفَاتِ الصِّحِّيَّةْ .

 قَالَتِ الْبَنَاتْ- فِي صَوْتٍ وَاحِدْ - :

شُكْراً يَا دُكْتُورَةْ .

وَلَنْ نَعُودَ  إِلَى شِرَاءُ الطَّعَامِ مِنَ الْبَاعَةِ الْجَائِلِينَ .

وسوم: 642