"\u062a\u0633\u0648\u064a\u0641\u0627\u062a"

معاذ عبد الرحمن الدرويش

استيقظ صباحاً ، و بعد أن شرب قهوته الصباحية،لبس ثيابه ، رش عطره ،و أراد الخروج من منزله،ليستمتع بدنياه كما اعتاد كل يوم .

 تفاجأ أن هناك بقعة من الماء أمام باب منزله و منزل جيرانه ، كان بإمكانه أن يقفز و يتجاوزها ، لكنه خشي على ثيابه من الطين فعاد إلى منزله،سألته زوجته لماذا رجعت،قال لها هناك بقعة طين أمام باب المنزل و منزل الجيران ، و خشيت أن ألوث ثيابي بالطين ، سأنتظر حتى الظهيرة ريثما يجف الطين بأشعة الشمس ثم أخرج.

و عند الظهيرة لبس ملابسه الأنيقة و هم بالخروج ،إلا أنه تفاجأ أن مساحة الطين قد زادت و كبرت أكثر،و عاد إلى منزله من جديد،على أمل ان تجف في يوم الغد ، أو يردمها جيرانه.

و في صباح اليوم التالي وجد أن بقعة الطين زادت و أن الماء بدأ يرتفع فوق الأرض،و عاد الرجل إلى بيته ينتظر أشعة الشمس و جيرانه لعلهم يجففوا بقعة الوحل من أمام منزله.

و هكذا كانت تمر صباحات و مساءات الرجل ، ما بين الإنتظار و الإنتظار و مساحة الوحل تزداد و تزداد ، و الماء يرتفع أكثر و أكثر،حتى أصبح الخروج من المنزل شبه مستحيل.

الرجل محاصر في بيته و هو  لا يزال ينتظر الشمس و الجيران ، و الوحل و الماء يتمددان يوما  بعد يوم.

و في إحدى الصباحات أفاق الرجل و قد شعر بالبلل في فراشه و إذ بالماء قد تسلل إلى بيته .

اليوم لم تعد مشكلة الرجل مشكلة طين يلوث ثيابه، إنه يصارع وجود حياته مع  الماء الذي وصل مستواه إلى ذقنه .

وسوم: العدد 655