البقاء للأملق

1

عبد العالي زغيلط

أستاذ بقسم اللغة والأدب العربي /جامعة جيجل ــــــــــ الجزائر

[email protected]

اليوم قدمت استقالتي ورميت القفاز،لم يتسخ قفازي بما يكفي،ولمَّا قرأت الخبر في الجريدة سرى في كامل جسدي ما يشبه القشعريرة التي تنتاب المنتقل من دين إلى دين، سرى دبيبها ولم أعرف السبب ،إذ سرعان ما زالت النشوة لما أعدت النظر في المساحة المخصصة لإعلان استقالتي،لم تكن المساحة لوحدها هي ما أبرد انفعالي،بل كانت المساحات المجاورة لها هي ما أثار فضولي:السجن لعازبة رمت مولودها ب...،تذمر من العطش وانتشار الفضلات ب...،شاب يحاول حرق رئيس البلدية ب... استقالة جماعية من المكتب الولائي لحزب...،وزحف الشعور بالتفاهة والقرف على المساحة المخصصة للمقاومة،قلَّبتُ الجريدة استطلع أخبار الناس،قرأت إعلانات الوفاة والتعزية،ثم عرجت على أخبار المرض، والمرضى، والمنتحرين، ثم أخبار السجناء والمفقودين، وبدت لي التفاهة ملكة متوجة وخدامها لا يحصيهم عد.

قرأت نص الاستقالة مرة أخرى،بدا لي النص ركيكا،وغير منطقي،بل لاح لي متهافتا وغير منسجم مع ما كنت أدعو له،تأملت فقرات منه حاولت تصحيح بعض الأخطاء الإملائية،شطبت كلمات وأضفت أخرى،كنت أسعى جاهدا لأغير النص،ونسيت في غمرة انشغالي بإصلاح اللغة  أن الاستقالة نشرت في الجريدة وبتصرف،وأنها نشرت وسط مساحة من الأخبار المتفرقة ..على كل حال لقد حققت ما كنت أصبو إليه .

الجريدة مفتوحة على خبر استقالتي ،أمعن النظر في العنوان،لاح العنوان كبيرا أعدت النظر في خطه ،قارنته مع خطوط العناوين المجاورة فتحققت من كونه صغيرا ،بل وصغير جدا،طويت الجريدة ،ورميتها بعيدا عن سريري حتى لا تزحف جحافل الحروف المريضة ،والقاتلة،والمتآمرة ،والخائنة،والمتواطئة،ألقيتها حتى لا يهجم الطعن في الظهر،والضرب تحت وفوق الحزام،والصفع من القفا،والعض على الأصابع،وكسر العظام ...

أبعدت الجريدة ،أعمدتها،مقالاتها،إعلاناتها،كلماتها،حروفها،والابتسامات الدبلوماسية على بعض الوجوه..تمنيت لو لم أقرأ خبر استقالتي ..هل أنا نادم ..سافرت في باطن مشاعري الخفية،تقصيت دوافعي المكنونة،تتبعت التواءات النفس الأمارة ،لكن النفس لم تطاوعني،جهدت لأبرر سلوكي ،لماذا قدمت الاستقالة ،ولكن غرابة الموقف لم تسفر عن أسبابها.

لست نادما على ما فعلت،إننا نقدم كل يوم استقالة إلى جهة ما،نسير مندفعين إلى مجهول ونسمي ذلك الاندفاع مستقبلا،نودع الشباب،نواري كل يوم شيئا من فرحنا ،شيئا من حزننا ،شيئا من نجاحنا..شيئا من كل شيء، نستقيل من الطفولة ونحسب ذلك  تحقيقا لمطلب الشباب، ونمتلئ زهوا وغرورا ثم تدركنا الكهولة فنستقيل من الشباب  ونوهم أنفسنا أننا بلغنا مبلغ الرجال، وندلف باب الشيخوخة ليستقبلنا ملك الموت،ها نحن في المستقبل وقد كسرت باؤه!

لم تكن استقالتي من الحزب إذن هي أول استقالة،ولن تكون الأخيرة فلم الأسى إذن ولم الأسف؟

عندما قررت الانخراط في حزب الزعيمَ[2]  فعلت ذلك عن قناعة راسخة أن عصرا جديدا سيبزغ من كفاح المحرومين،من نضال الكادحين،من كدح المناضلين،كنت على ثقة بأن من يغير موازين القوة هي السواعد التي لا تكل تبني،وتشيد،وكانت الأحلام تتراقص ملء العين والكلمات تصطك من قشعريرة الكدح وعرق النضال،كنت أشعر بزهو كبير عندما يقال عني شيوعي..وأن تختلف عن القطيع يعني أنك مؤهل لتكون رأسهم المدبر ولسانهم الناطق.

  في أول اجتماع قرأت على مسامع المناضلين أهداف الحزب في إقامة دولة العدل،والمساواة بين مختلف الطبقات،بل شددت على القضاء على التفاوت الطبقي،ووجهت سهام النقد لكل الممارسات البرجوازية،ولكنني تجنبت حكاية ديكتاتورية البروليتاريا،فالديكتاتورية سمعتها ليست طيبة،والبروليتارية كلمة غريبة على ألسنة الناس،ومقابلها العربي لا يحظى هو الآخر بالرضى،هل أقول للمناضلين مثلا: طغيان الصعاليك،ستكون العبارة مضحكة،ولا شك أن الجمع سينفض من حولي..

كنت انتقي كلماتي بحذر في غابة اللغة التي أشجارها حمدلة وبسملة وحوقلة وتبريكات...كنت أخاف على نفسي من ردة فعل غير محسوبة من مناضلين أشباه أميين.

كان للكلمات أيام الجامعة وقعها في الرفاق وفي الخصوم،وكان اللون علامة دالة،والزي واللباس،وتسريحة الشعر كانت كلها مفاتيح يعرف بها بعضنا بعضا،وكانت الايديولوجيا كرة نتقاذفها نحن والخصوم..أما اليوم فاللغة قُدَّت بالإخوة بدلا من الرفاق،وب"واعتصموا بحبل الله" بدلا من "يا عمال العالم اتحدوا"..لم تعد اللغة ملكا لنا..عرفت ذلك لمَّا جاءني أحد المناضلين "الإخوة"..يا للمفارقة! قال لي معلقا على تدخلي إن كلمتي كانت مؤثرة جدا ثم أضاف شاكرا لي فصاحتي: بارك الله فيك لقد ذكرتني بشيخ القرية!

أيام الجامعة قبل مجيء "بارك الله فيك" كان مارسيل خليفة يصدح،وفؤاد نجم يملأ الأسماع وصرخة جيفارا ياعبيد،وجيش الخلاص،وحاحا والبقرة النطاحة والشيخ إمام،يا سلام

وكان الشهداء الرفاق،أولئك الذين التمعت نجومهم في سماء الحركة العمالية،وكان النضال له طعم،ورائحة ولون...

أعرف أن "كان" كلمة متبرجزة مترمنسة..هي هكذا لغتنا معشر الحمر، من له اعتراض؟!

انتخبوني على رأس المكتب البلدي،ولم يكن أمام الرفاق إلا أن ينتخبوني،فالكلمات المفتاحية كنت امتلكها؛ البرجوازية،والبروليتارية،والرفيق،الطبقة الكادحة والنضال..ودخلت البلدية ممثلا لحزبي بعد صراع مع القوى الظلامية كما كنت أقول دائما للرفاق..ثم ها هي فرصة تمثيل الصعود إلى المؤتمر الوطني للحزب تلوح في الأفق،وذهبت إلى العاصمة.

قبل الذهاب إلى العاصمة عقدت اجتماعا مع الرفاق؛القاعدة النضالية، كان الجو حارا وكنا في آخر الصيف ورمضان على الأبواب،وأثناء النقاش أثنى أحدهم على الزعيمَ فقلت له إن المناضل في حزبنا هو الزعيم وكلنا رفاق في النضال ومسعانا ينصب في القضاء على الفوارق الطبقية وأما الزعامة فلا تعدو أن تكون مسألة تنظيمية،لكن الرفيق كانت له وجهة نظر أخرى لم يشرحها بما فيه الكفاية،وعقب على كلمتي بالقول:إذا كان الأمر كما تدعي فمعنى هذا أن نذهب جميعنا إلى العاصمة!

شعرت أن بذور الرفض بدأت تتبرعم،وأن الخطب العصماء التي دبجتها عن جدوى التضامن،ونبذ الفرقة،والتفطن للمؤامرات التي تحاك ضد الحزب ومناضليه،والوقوف في وجه المندسين والعملاء والخونة كلها كانت تخذيرا مؤقتا لم يثمر سوى مزيد من التطلع إلى الزعامة،والتشوف إلى قيادة القطيع!

سيكون لهذا الاعتراض ما بعده،وكظمت غيظي،ولكن النبرة الساخرة بقيت تتردد في عمق أعماقي،لقد كان العرق المتصبب من جبينه وهو يوجه لي انتقاده دليلا كافيا على ما يعتمل في خاطره،حدست  تمرده ولكن لم  أتثبت من مداه وخطورته.

الطريق إلى الجزائر العاصمة صار أسهل بكثير مما كان عليه من قبل ،والرحلة  على الرغم من أنها كانت في جو حار وفي اليوم العاشر من رمضان إلا أنها لم تكن مرهقة بالنسبة لي.

دخلنا القاعة،كانت مكيفة،كثير من المناضلين والمناضلات دخلوها لأول مرة،كثير منهم كان صائما،القريبون من العاصمة تناولوا سحورهم في بيوتهم،البعيدون أمثالي تناولوا السحور في الفندق..

القاعة مكيفة،مزينة بالراية الوطنية،وشعارات الحزب متناثرة على جنباتها،والابتسامات متناثرة على الشفاه بعضها كان بالأحمر القاني،بعضها بالوردي الفاتح،بعضها بالبنفسجي،وكانت المناضلات والصيف يلهب كل شيء على كامل استعداد لنزع ما تبقى من أوراق التوت،ولكنه رمضان بل ولكنها الجمعة، لا بأس! النضال يتطلب التضحية ببعض الأوثان،والتخلص من بعض الأفيون،والتخفف من بعض التقاليد،والتنكر لبعض الأعراف،والتساهل مع بعض الالتزامات.

كانت مائدة الفطور باذخة،كانت برجوازية،بل كانت ارستقراطية،ملكية،لم أعرف من أين أبدأ،لم أكن على مائدة الإفطار زعيما،كنت مناضلا بسيطا يتابع الرفاق ويقتدي بهم،أين أنتم يا رفاق،وجالت بخاطري كلمة المناضل: إذا كان الأمر كما تدعي فمعنى هذا أن نذهب جميعنا إلى العاصمة!

ما رأيكم دام عزكم

يا انتيكات

يا غرقانين في المأكولات

والملبوسات

يا دفيانين

ومولعين الدفايات

يا محفلطين يا ملمعين

يا جسمينات

يا بتوع نضال آخر زمن

في العومات

   شَرِقْتُ بريق  الحلوى  في  بعدما تناولتها من يد ناعمة ..كان النداء مدويا :حي على الصلاة،حاولت تجاهل النداء،إلا أن وصية أمي وأنا أستعد للذهاب إلى العاصمة أشعلت حربا أهلية في نفسي،لم أعد واحدا صرت متعددا،المائدة عامرة بما لذ وطاب،والابتسامات ترافق الأقداح،والنداء يخترق الجدران: حي على الفلاح.

 وصية أمي :أياك وصلاة التراويح، لا تفرط فيها.

تشي غيفارا مات

تروتيسكي مات

لينين مات

الاتحاد السوفيتي مات

والله؟

الله حي..الله حي..الله حي..حي ..حي

الابتسامات المبلولة بالشمبانيا لم تعد تعنيني،الحرب الأهلية اندلعت،والقناعات القديمة زلزلت،لا يمكنني أن أفهم صومي بالنهار،والجلوس إلى مائدة إفطار  يتراقص على أطرافها حباب الشمبانيا،كيف أصبح بروليتاريا يقهرني جوع الصوم وأمسي برجوازيا زينت مائدته بالكافيار،كيف أقنع المناضلين بالعدالة ولم أر منها شيئا على مائدة الزعيمَ..كيف؟

ها أنا الآن في القاعة المكيفة،في الصف الثاني على مقربة  من منصة القيادة،أسمع الكلمات ويتطاير إلى وجهي رذاذ  الزعيمَ !

بدأت الخطبة البتراء،وبدأ مكبر الصوت ينقل إلى الأسماع طبخة لغوية يحتاج جهاز الهضم اللغوي إلى كثير من القواميس كي يفكفك طلاسمها،لا حيلة لي فبطني تقرقر من الجوع،ويبدو أن الزعيمَ لم تعرف معنى الجوع،البروليتاريا التي ندافع عنها جائعة،ولكن الزعيمَ  تواصل حديثها عن الامبريالية،عن الطبقة الشغيلة،عن العمل النقابي،وبعربية ممزوجة بفرنسية تؤكد دائما:نحن قلنا،بارسكو إيليا دي بروبلام،بيان سور  نحن في حزبنا دايما نقولو بللي راهم...

انحنى على كتفي أحد الرفاق،وهمس في أذني...

قاطعته قبل أن يتكلم:فيما بعد إن شاء الله!

الحنجرة تنتفخ؛ حنجرة الزعيمَ،تنتفخ الأوداج،تجحظ العينان،يتصبب العرق،يرجع الصدى من القاعة،وتهتز القاعة بالتصفيق،وكانت آخر الكلمات التي نطقت بها الزعيمَ هي قوله (ا)  هل عندك اعتراض  :إن العمال هم وقود الثورات!

تحسست جسمي،الزاد قليل والسفر طويل ،الجوع،أيها الفقراء.. انتفضوا.مائدة الإفطار في فندق خمس نجوم  الجوع وحده لا يصنع ثورة،تخيلت جثتي متفحمة،وسمعت تعليقات الأصدقاء والجيران:احترق في الدنيا قبل الآخرة،يستاهل!

     ولأنني أخشى النار التي وقودها جسدي،فقد امتدت يدي اليمنى على غير عادتها لتمسح العرق المتصبب،وكانت القاعة مكيفة،والحرب الأهلية كانت قد اجتاحت كل المناطق الآهلة بالشك،ولم يبق في الروح  روح للمقاومة،حصار مطبق ..خطبة عصماء في القاعة ..وأخرى غير بعيد في المسجد تخترق قاعة المؤتمر من حين لآخر:أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار..نو صوم  توجور أفيك  لا بارتيسيباسيون دي(نحن دائما مع المشاركة)...والله يقول:"يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا"..أحنا دايما نقول ونكرر الجزاير ماهيش للبيع بارسكو كاين ليقول على حزبنا راه باع روحو للسلطة.. "إن الله اشترى من المؤمنين  أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة"..

القاعة لم تكن بعيدة عن المسجد،والمناضلون الكادحون المسحوقون،المنبذون لهم الحق في أن يعبدوا إلها يؤمنون به ولو كان من تمر! لهم الحق في أن يضمنوا لأنفسهم جنة هناك بعد أن عز وجودها هنا،لهم الحق في أن يصلوا لرب يقرُّون بوجوده،لهم الحق أن يكونوا ككل البشر يمارسون طقوسا تنقذ أرواحهم المعذبة،فحتى المجتمعات البدائية تؤمن وتقيم الشعائر،لماذا نحن استثناء،وانفلتت ابتسامة مني :تروتسكي ومؤمن بالله،يا سلام،جيفارا مات،إن لله وإن إليه راجعون،لينين مات ،كل نفس ذائقة الموت،الاتحاد السوفيتي مات ،تلك أمة قد خلت،وأنا؟ كانت الحرب الأهلية تمتد في كل مناطق الروح،تروتسكي ومؤمن بالله،صائم لا يفطر،ينصت للزعيمَ  باهتمام بالغ،يعرض عن  الجمعة،صائم ويفطر على مائدة زينوها بالفودكا،يرقص في ملهى ليلي وتوقظه مومسة لتناول السحور..لا يمكن للحرب الأهلية أن تستمر!

من أجل مستقبل الجزائر .. من أجل مستقبل الجزائر  نعم  هي آخر ما التقطته أذني، كنت ذاهلا عما تقوله الزعيمَ،ومستقبلي أنا، مات تروتسكي ،وجيفارا مات،والعمال ماتوا،والحزب والزعيمَ..سأنهي هذه المسرحية العبثية!

خرجت من القاعة،كان الرفيق الذي همس في أذني ينتظرني،وجهه شاحب ،عيناه متعبتان،قال لي: إن الزعيمَ قررت تجميد عضويتك.

ابتسمت مما بلغني قلت في نفسي :الخير فيما أختار الله،هه،فيما اختار الزعيمَ!

ولماذا؟

يبدو أن تقريرا سلبيا وصل إلى مكتبها قبل وصولك إلى المؤتمر،ويبدو أن الرفاق في القاعدة النضالية غير راضين عن تسييرك للجلسات،وغير راضين عن تمثيلك للحزب في البلدية،وغير راضين... رضيت الزعيمَ عنهم،ورضوا عنها..

كان تعقيبي ساخرا وغير مبال،كيف  يباع الملق في دكاكين النضال،كنت أعرف أن بعض الحيوانات تحتاج إلى رعاية خاصة ،غير أني لم أكن أتوقع أن تتمرد هذه المخلوقات إلا في رواية جورج أورويل.

شكرا أيها الرفيق،أما أنا فأقول للزعيم َ التي تحتقر الصوت الذي لا يصدر عن حنجرتها المقدسة:سألتحق بالرفيق الأعلى!

بحلق الرفيق  ببلاهة في الرواق،فزدت في الرسالة التي يتوجب عليه إبلاغها للزعيمَ:

قل لها :انتهت الحرب الأهلية،لا يمكنني اتباع نبي يعدني بجنة على الأرض بعد أن أموت !وقل لها ..له..

لا شيء أقبح من فحل له ذكر * تقوده أمة ليست لها رحم

***

عندما رجعت إلى بيتي وجدت ابنتي في حالة متقدمة من المرض،لقد حاولت زوجتي أن تتصل بي لكن من غير جدوى فقد أغلقت الهاتف مدة المؤتمر،وكان الرد عندها دائما:مغلق أو خارج مجال التغطية، وابنتي ليست للبيع أيضا كما يقول الزعيمَ!

في صباح اليوم التالي توجهت إلى الطبيب،كانت قاعة الانتظار غاصة بالمرضى،يثرثرون،وكان حديثهم عن الأمراض،أو عن الغلاء،أو عن قدرتهم على التحمل والصوم في هذا الصيف الحار.

قال لي الطبيب معاتبا إهمالي لابنتي:لولا عناية من الله لهلكت،لكن بإذن الله إذا اتبعت التعليمات وتناولت هذا الدواء بانتظام ستشفى،اعتن بهذه الزهرة الجميلة وداعب أنفها فابتسمت.

لم أكن مهملا،كنت مناضلا في حزب يرى البشر آلات تحركها الأطماع،ولم أكن يوما كذلك،لقد تصالحت مع محيطي،أنا أيتها الزعيمَ إنسان.

أعلنت استقالتي أرسلت نسخة إلى المكتب البلدي،وأخرى إلى مكتب الزعيمَ،وثالثة أرسلها إلى الصحافة،لم أعد مناضلا تتمزقه الأهواء!

1-2:عذرا أيها الحاسوب ليس ثمة خطأ ،بل خطايا!